الصفحة الاولىصحيفة البعث

خبراء “حظر الكيميائي” دخلوا دوما.. زاخاروفا تطالب دول العدوان بوقف تدخلها

 

دخل وفد تقصي الحقائق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما بالغوطة الشرقية في ريف دمشق أمس للتحقيق في الادعاءات المتعلقة بالهجوم الكيميائي المزعوم الذي روجت له التنظيمات الإرهابية ورعاتها ولا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
وكان وفد اللجنة وصل إلى دمشق بطلب من الجمهورية العربية السورية وذلك بهدف زيارة مكان الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية في دوما والتحقق من تلك الإدعاءات.
وكان الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين رئيس اللجنة الوطنية لتنفيذ التزامات سورية بموجب اتفاق حظر الأسلحة الكيميائية أكد في تصريح له أول أمس أنه تم عقد عدة اجتماعات مع الوفد الأممي لمناقشة التعاون بين الجانبين لتنفيذ المهمة المطلوبة بدقة وشفافية وحيادية.
إلى ذلك دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى وقف تدخلها في عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمؤسسات الدولية الأخرى التي تعمل على التحقيق في الهجوم المزعوم بالأسلحة الكيميائية بمدينة دوما، وقالت في بيان أمس رداً على الاتهامات الفرنسية لروسيا بعرقلة دخول خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى مدينة دوما: إن موقف الخارجية الفرنسية يثير اندهاشاً كبيراً لأن روسيا أولاً هي من دعا لإجراء التحقيق من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أسرع وقت ممكن وثانياً أنها عرضت على الرغم من أنها ليست جهة منظمة لهذه الزيارة كل أنواع المساعدة لإتمامها وها قد وصل المحققون إلى دوما.
وأضافت زاخاروفا: إن وصول المحققين إلى دوما واجه صعوبات بسبب الوجود المستمر للمسلحين في المدينة الأمر الذي دفع الأمم المتحدة للحصول على ضمانات إضافية لأمنهم، وتابعت: ليس مفهوماً لماذا تتحدث الخارجية الفرنسية نيابة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمحققين فهم لو واجهوا أي مشاكل لأصدروا بأنفسهم تصريحات أو بيانات مناسبة حول هذا الأمر، داعية الدول الغربية التي شاركت في العدوان على سورية إلى وقف التلاعب بالرأي العام والتدخل في عمل المنظمات الدولية.
وفي سياق متصل أكد الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن حملة الأكاذيب التي أثارتها عدد من الدول الغربية بشأن هجوم كيميائي مزعوم في مدينة دوما لم تجد من يدعمها في المدينة مع تأكيد طبيب من سكان المدينة نفسها أن الضحايا المزعومين للهجوم كانوا يعانون من نقص حاد في الأوكسجين نتيجة عاصفة غبارية وليس التسمم بالغاز “الكيميائي”.
وقال فيسك في مقال نشره في صحيفة الاندبندنت البريطانية تحت عنوان “البحث عن الحقيقة بين أنقاض دوما”: إنه وخلال لقاء أجراه مع طبيب يدعى عاصم رحيباني من سكان دوما كشف الأخير أن الأشخاص الذين ظهروا كمرضى في أشرطة الفيديو التي صورت الهجوم المزعوم وتم الترويج من خلالها لإصابتهم بأعراض التسمم بغاز كيميائي كانوا في حقيقة الأمر يعانون من نقص الأوكسجين نتيجة عاصفة غبارية. وينقل فيسك عن الطبيب رحيباني قوله في تلك الليلة: لقد كنت مع عائلتي في المنزل على بعد 300 متر من المشفى لكن كل الأطباء يعلمون ما جرى.. في تلك الليلة كانت هناك اشتباكات وهبت رياح قوية مصحوبة بغيوم ضخمة من الغبار بدأت تتسلل إلى الأقبية والسراديب حيث يقطن الناس وبدأ الناس يصلون إلى المشفى وهم يعانون من نقص الأوكسجين وفجأة صرخ رجل في باب المشفى وهو من (الخوذ البيضاء) “غاز” وحصل هلع بين الناس وبدأ الناس يرشون الماء على بعضهم البعض.. نعم لقد حصل تسجيل الفيديو هنا ولكن الناس كانوا يعانون من نقص في الأوكسجين وليس من التسمم (بالغاز). وتابع فيسك إنه ينبغي على القراء أن يدركوا أن رواية الطبيب ليست الوحيدة بهذا المضمون حيث أكد الكثير من الأشخاص الذين التقيتهم في دوما أنهم لا يثقون بروايات الغاز التي روج لها الإرهابيون، ولفت إلى أن ما يسمى “الخوذ البيضاء” التي تتلقى الدعم والتمويل من وزارة الخارجية البريطانية كان لها دور كبير في عمليات المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى أنه اطلع على مكاتب هذه المجموعة في دوما ورأى داخلها أقنعة للغاز ولباساً عسكرياً إضافة إلى كبسولات ومعدات طبية مكسورة وملفات.
بدوره انضم بيرسون شارب مراسل قناة “ون أميركا نيوز نيتوورك” الأميركية إلى فيسك في تفنيده لرواية الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما مؤكداً أنه لم يعثر على أي آثار لمثل هذا الهجوم وقال: إن السكان المحليين الذين التقاهم هناك لم يروا أو يسمعوا شيئاً عن هذا الحادث، وأشار إلى أن أحد الأطباء الذي وجد في مستشفى المدينة في يوم الهجوم المزعوم أخبره أن مجموعة من الأشخاص المجهولين اقتحمت المستشفى في السابع من نيسان الماضي زاعمة وقوع هجوم كيميائي وعمد هؤلاء إلى صب الماء على أشخاص أحضروهم إلى المستشفى مصورين كل شيء بواسطة آلة التصوير ثم غادروا المستشفى.
وكانت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب حيث تعمل جماعة “الخوذ البيضاء” كشفت ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصا “جبهة النصرة” بالترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.
بينما أكد الكاتب الأميركي كارتا لوتشي أن جماعة “الخوذ البيضاء” ليست إلا واحدة من المسرحيات الأميركية المضللة للرأي العام وهي منظمة مشبوهة.