الصفحة الاولىصحيفة البعث

قلق أوروبي من إلغاء الاتفاق النووي.. والأمم المتحدة تطالب بالحفاظ عليه

تتواصل ردود الأفعال الدولية المحذرة من مغبة محاولات الرئيس الأمريكي إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وسط تخوف الاتحاد الأوروبي من جراء الضغط الذي تمارسه الإدارة الأمريكية عليه وعلى قادته، حيث كان لافتاً التصريحات المتواصلة لكل من قادة ألمانيا وفرنسا التي تنفي وجود خطة بديلة، وعدم مضيها فيما يريد ترامب اتخاذه من قرار بشأن الاتفاق قريباً، أما موسكو وبكين فأوضحتا أنهما ستتصديان لمحاولة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، مطالبين بضرورة الحفاظ عليه، فيما أكد الرئيسان الفرنسي والروسي ضرورة مواصلة الالتزام بالاتفاق وتنفيذ خطة العمل المشتركة لضمان الأمن الدولي، ولأول مرة أدلت الأمم المتحدة بدلوها وطالبت بضرورة الحفاظ على الاتفاق وعدم التخلي عنه في المدى المنظور حيث دعت الممثلة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو جميع الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي الإيراني إلى الالتزام به، ونقلت وكالة رويترز عن ناكاميتسو قولها في مؤتمر تنظمه الأمم المتحدة عن حظر الانتشار النووي في جنيف أمس نأمل أن يظل جميع المشاركين في هذا الاتفاق ملتزمين بتنفيذه والإبقاء عليه على المدى الطويل.
بالمقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن على الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعدم الانسحاب منه وكتب ظريف على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أمس: الرئيس ماكرون محق بخصوص عدم وجود خطة “ب”، إما كل شيء أو لا شيء. على الزعماء الأوروبيين تشجيع ترامب ليس فقط على البقاء ضمن الاتفاق ولكن على البدء في تنفيذ جانبه من الاتفاق بنية صادقة وهو الأهم “.
وفي سياق متصل أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة مواصلة الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني.
وقال المركز الصحفي للكرملين في بيان: إن بوتين وماكرون شددا خلال الاتصال على ضرورة مواصلة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني والتي تعد عاملاً مهماً لضمان الأمن الدولي، مشيراً إلى أن الجانبين اتفقا على مواصلة الالتزام بالاتفاق المذكور.
وأعلن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، أن بلاده وفرنسا ستحثان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على بقاء واشنطن طرفاً في الاتفاق النووي مع طهران خشية تدهور الأوضاع.
وقال ماس للصحفيين على هامش لقاء وزراء خارجية “مجموعة السبعة” في تورونتو الكندية، إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحثان ترامب على عدم الانسحاب من الصفقة مع إيران والتي تقضي برفع العقوبات عنها مقابل تقليص برنامج طهران النووي.
وأوضح الوزير الألماني قائلاً: نحن نعتبر من الأهمية بمكان الحفاظ على هذا الاتفاق ففي حال انهياره أو انسحاب الولايات المتحدة منه، لن يكون لدينا شيء بديل عنه، ونخشى أن تتدهور الأوضاع مع كل ما يترتب على ذلك من تبعات.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من إعلان مسؤول في البيت الأبيض عن تحقيق الولايات المتحدة “تقدما ملحوظا” في محادثاتها مع “ثلاثية” الدول الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) بشأن مراجعة “الصفقة النووية” مع إيران.
وفي السياق ذاته أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن روسيا والصين، ستتصديان لمحاولة إعادة النظر في الاتفاق النووي الإيراني، مؤكداً تأييد موسكو وبكين لهذا الاتفاق وضرورة الحفاظ عليه.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني، وانغ يي، في بكين: نحن أمضينا ساعات في بحث الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وأكدنا على أنه من الضروري الحفاظ على الاتفاقات، التي وردت في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231.
وأكد وزير الخارجية الروسي أن موقفي موسكو وبكين “ضد أي محاولة لإعادة النظر في هذه الاتفاقات، معتبرا أن “هذه المحاولات ستؤدي إلى نتائج عكسية، بعد جهود دولية دامت سنوات طويلة، وسنتصدى لها”.
وفي السياق ذاته صرح الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن روسيا تساند باستمرار الحفاظ على الاتفاق النووي الإيراني، مؤكداً أن لا بديل عنه.
وأوضح بيسكوف خلال مؤتمر صحفي، أنه حتى اللحظة لا توجد اتصالات بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بخصوص الملف النووي الإيراني.
وكان ترامب قد أمهل الحلفاء الأوروبيين حتى يوم 12 أيار القادم لإصلاح الاتفاق النووي الموقع مع طهران في 2015، يتم بموجبه رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد من برنامجها النووي.
من جانبه أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية جاهزة للرد “بشكل متوقع وغير متوقع” على انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق النووي مع طهران.
وكالات