الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يدمر “المربع الأمني” للإرهاب في الحجر الأسود.. والعلم الوطني يرفرف في جيرود

 

نتيجة للكثافة النارية والتكتيك المتناسب مع قتال المدن إضافة إلى التشبيك والتنسيق بين مختلف صنوف القوات حققت وحدات الاقتحام في الجيش تقدماً كبيراً في الغوطة الغربية وخاصة في منطقة الجورة في حي القدم حيث تكبد الإرهابيون خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، وسط انهيارات في صفوفهم بعد السيطرة منذ بداية العمليات على المزارع المجاورة والتي تفصل بين الحي وشارع الستين، فيما وجه سلاحا الجو والمدفعية بناء على معلومات استخباراتية ورصد دقيق ضربات مكثفة على ما يسمى بـ “المربع الأمني” للإرهابيين في الحجر الأسود.
وبعد إخلاء بلدة جيرود من الإرهابيين وعائلاتهم دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي إلى البلدة وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين تجمعوا بالآلاف في الساحة العامة للبلدة وشوارعها وجالوا بمسيرات حاشدة في أرجائها حاملين الأعلام الوطنية. في حين وصل عدد العائلات العائدة إلى الزبداني إلى 2000 عائلة وذلك بعد أن أعادت الجهات المختصة الخدمات الضرورية للبلدة.
وفي محاولة يائسة للتعويض عن هزائمها في الميدان استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة جنوب دمشق بعدد من القذائف حي نهر عيشة في دمشق ما تسبب باستشهاد وإصابة 27 مدنياً ووقوع أضرار مادية. فيما أصيب عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال جراء استهداف التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة جباتا الخشب بـ 17 قذيفة الحي الخدمي والمنازل في مدينة البعث ومشفى الشهيد ممدوح أباظة في القنيطرة.
وفي التفاصيل، تخوض وحدات الجيش بإسناد من سلاح الجو اشتباكات عنيفة على محاور عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية في الحجر الأسود بالتوازي مع تدمير نقاط الإرهابيين المحصنة في خطي الصد الأول والثاني برمايات مدفعية دقيقة وتتم العمليات على ثلاثة محاور وتهدف إلى تقطيع خطوط تواصل وإمداد المجموعات الإرهابية وحصرها وعزلها في مربعات تمهيدا لسقوطها تباعاً.
إلى ذلك وجه سلاحا الجو والمدفعية بناء على معلومات استخباراتية ورصد دقيق ضربات مكثفة على ما يسمى المربع الأمني للإرهابيين في الحجر الأسود أسفرت عن تدمير العديد من الآليات والمقرات بما فيها من ذخيرة وعتاد، فيما واصلت الوحدات البرية تقدمها على حساب التنظيمات الإرهابية فى محاور عدة من الحجر الأسود بعد كسر دفاعاتها وتمكنت من قطع العديد من خطوط إمداد الإرهابيين ومحاور تحركهم بعد اشتباكات عنيفة في المزارع الواقعة بين الحجر الأسود ويلدا وببيلا. في حين قضت وحدات الاقتحام في الجيش على مجموعة من الإرهابيين الفارين خلال عملياتها البرية للسيطرة على خنادق وأنفاق التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وتستمر العمليات العسكرية للجيش حتى استعادة السيطرة على جنوب دمشق وبالتالي تأمين الأحياء المجاورة التي تتعرض لاعتداءات بالقذائف من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة الحجر الأسود ومحيطها.
من جهة ثانية تم أمس الانتهاء من تجهيز 47 حافلة تقل مئات الإرهابيين وعائلاتهم كدفعة رابعة من منطقة القلمون الشرقي لنقلهم إلى شمال سورية وتمهيداً لإعلان المنطقة خالية من الإرهاب.
وأفاد مراسل سانا الحربي بتجهيز الحافلات التي تقل المئات من الإرهابيين وعائلاتهم وإخراجها إلى نقطة التجميع على أطراف بلدة الرحيبة ليصار إلى نقلها دفعة واحدة باتجاه شمال سورية وذلك تنفيذا للاتفاق الذي أعلن عن التوصل إليه يوم الجمعة الماضي بخصوص إخراج الإرهابيين وعائلاتهم من منطقة القلمون الشرقي، ولفت إلى أن عملية إخراج الحافلات التي تقل الإرهابيين وعائلاتهم من المنطقة مستمرة بعد قيام الجهات المختصة بتفتيشها بشكل دقيق لمنع الإرهابيين من تهريب أسلحة وذخيرة ومفخخات خشية استخدامها أثناء تحركها باتجاه شمال سورية لاتهام الدولة السورية.
هذا ويقوم الإرهابيون بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ومستودعات ذخيرتهم قبل إخراجهم من منطقة القلمون الشرقي حيث سلموا خلال الأيام الثلاثة الماضية للجيش العربي السوري 30 دبابة وعدداً من العربات والآليات المزودة برشاشات وأعدادا كبيرة من الصواريخ المتنوعة إضافة إلى كميات كبيرة من الذخيرة.
إلى ذلك انتهت أمس عملية إخراج الإرهابيين وعائلاتهم الرافضين لاتفاق المصالحة من بلدة جيرود إلى الشمال السوري وتبعها مباشرة دخول وحدات من قوى الأمن الداخلي لتكريس حالة الأمن والاستقرار وللحفاظ على حياة المدنيين وأملاكهم تمهيدا لعودة مؤسسات الدولة إليها.
ونظم المئات من أهالي البلدة مسيرة جابت شوارع البلدة ابتهاجاً بعودة الأمن والأمان حاملين الأعلام الوطنية وصور السيد الرئيس بشار الأسد مرددين هتافات تمجد بطولات الجيش العربي السوري وانتصاراته على الإرهاب وصولاً إلى ساحة البلدة حيث رفع العلم الوطني على سارية في حين أدى عناصر وضباط قوى الأمن الداخلي التحية العسكرية.
في الأثناء أعلن المجلس البلدي لمدينة الزبداني أن عدد العائلات التي عادت إلى المدينة وصل إلى 2000 عائلة متوقعاً أن يتجاوز العدد 4 آلاف عائلة خلال الشهر القادم، وأشار إلى أنه تم تسليم 200 منزل إلى أصحابها بعد تأهيلها من قبل بعض المنظمات الدولية، مبيناً أنه يوجد حالياً 100 منزل قيد التأهيل و 200 آخرين بانتظار الموافقة على البدء في تأهيلها فيما قامت الكثير من العائلات بتأهيل منازلها وزراعة أراضيها واستأنفت حياتها الطبيعية، مؤكداً أنه تم تركيب 40 محولة كهربائية باستطاعة تتراوح بين 200 و400 ك ف ا كما تم الانتهاء من تركيب شبكات التيار الكهربائي المتوسط والمنخفض في كامل المدينة، مشيراً إلى أنه تم تخصيص مليار ليرة لمختلف أعمال الكهرباء والعمل جار على استبدال شبكة المياه القديمة التي كان من المخطط تجديدها عام 2011 بكلفة تصل إلى 650 مليون ليرة ومن المتوقع الانتهاء منها خلال شهرين. وقال: إن المدينة لديها حالياً أربع مدارس قيد العمل وخلال 15 يوماً سيتم افتتاح مركز امتحاني بالمدينة للشهادتين الثانوية والإعدادية تم ترميمه بكلفة 60 مليون ليرة.
وفي إطار اعتداءاتها المتواصلة على الأحياء السكنية استهدفت التنظيمات الإرهابية المنتشرة جنوب دمشق بعدد من القذائف الأحياء السكنية في مدينة دمشق وذكر مصدر في قيادة شرطة دمشق أن قذيفة هاون أطلقها الإرهابيون سقطت على سوق شعبي في حي نهر عيشة ما تسبب بارتقاء 5 شهداء وإصابة 22 مدنياً بجروح متفاوتة الخطورة، ولفت إلى أن التنظيمات الإرهابية أطلقت قذيفتي هاون على حيي الميدان والزاهرة ما تسبب بوقوع أضرار مادية دون حدوث إصابات بين المدنيين.
وفي القنيطرة ذكر مراسلنا (محمد غالب حسين) أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في منطقة جباتا الخشب استهدفت ظهر أمس بـ 17 قذيفة الحي الخدمي والمنازل في مدينة البعث ومشفى الشهيد ممدوح أباظة ما تسبب بإصابة 10 مدنيين بجروح متفاوتة الخطورة اثنان منهما من كوادر المشفى ووقوع أضرار مادية، وأوضح أن من بين الجرحى نتيجة الاعتداءات الإرهابية سيدتين وطفلة حيث تم إسعافهم إلى مشفى الشهيد ممدوح أباظة.
ولفت المراسل إلى نشوب حريق في محيط مشفى الشهيد ممدوح أباظة نتيجة سقوط قذيفة صاروخية في حديقة المشفى وأخرى قرب قسم الإسعاف ما تسبب بإصابة مدنيين اثنين بجروح.