الصفحة الاولىصحيفة البعث

انطلاق أعمال مجلس الاتحاد العام لنقابات العمال الهلال: التحدي الأساسي هو تدعيم مقومات الصمود

 

دمشق– بسام عمار:
اتسم لقاء القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي مع أعضاء المجلس العام للاتحاد العام لنقابات العمال في دورته العاشرة التي بدأت أمس في مقر الاتحاد بالصراحة والشفافية والوضوح وحرية الطرح والنقد البنّاء، وتقديم كل ما من شأنه خدمة التنظيم النقابي والمصلحة العامة، وسيناقش المجلس التقارير السياسية والاقتصادية والتنظيمية والمالية وواقع الصناديق والمشاريع.
ونقل الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد للحزب في مستهل كلمته تحيات ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد لأعضاء المجلس ومن خلالهم للطبقة العاملة وتمنياته لهم بالخير والسعادة، وأن يخرج المجلس بتوصيات تطور العمل، مشيراً إلى أن الطبقة العاملة تلقى كل الدعم والعون والاهتمام من القيادة، وعلى رأسها السيد الرئيس الذي يضعها على سلم الأولويات، وكل ما يخدم قضاياها هو موضع تنفيذ، وهذه الطبقة كانت ومازالت على الدوام عند حسن ظن شعبها وعمالها وقيادتها، وهي الرديف الحقيقي لحزب البعث، وتاريخها النضالي موضع فخر واعتزاز لكل سوري، مشيراً إلى أن العمال كانوا مساهمين حقيقيين في الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري من خلال ثباتهم في معاملهم وشركاتهم ومواجهتهم لمختلف أشكال الإرهاب، فبقوا ينتجون مقومات الصمود الوطني، ويدافعون عن منشآتهم، فتكامل صمودهم مع صمود الجيش العربي السوري، وصمود الشعب والقائد ليصنعوا معجزة النصر التي حيّرت العالم.
وأضاف: إن المجلس فرصة هامة للقاء القيادات النقابية، والاستماع منها لظروف العمل والصعوبات التي تواجهه، والمقترحات التي يمكن أن تساهم بحل هذه الصعوبات، وهو فرصة لتعزيز التواصل بينها وبين قيادة المنظمة، وهذا الأمر في غاية الأهمية، مشيراً إلى أن المداخلات التي قدمت تدل على المستوى العالي لوعي الرفاق النقابيين، والإحساس بالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم، وتنم عن إدراك لواقع وظروف الاقتصاد الوطني وما يعانيه، منوهاً إلى ضرورة تكريس ثقافة عقد الاجتماعات لجهة الابتعاد عن النمطية، وأن لا يكون الهدف مجرد عقد الاجتماع، بل الخروج بنتائج وتوصيات تخدم الاجتماع والإخوة العمال الذين يأملون منا الكثير، وهذا حقهم، لافتاً إلى أن التقرير المقدم للمجلس مهم لما فيه من معلومات وتشخيص لمجالات عمل الاتحاد.

تعافٍ اقتصادي
وشدد الرفيق الهلال على ضرورة أن تكون المقترحات منطقية، وقابلة للتنفيذ، ومنسجمة مع الواقع الحالي الذي يمر به الاقتصاد الوطني الذي يعاني من صعوبات كثيرة بسبب الاستهداف الممنهج له من المجموعات الإرهابية والحصار المفروض عليه من قبل الدول الشريكة في الحرب، إلا أنه ورغم هذه الظروف بقي صامداً، والفضل لجهود العمال ودعم القيادة، وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد، حيث بقي الاقتصاد الوطني قائماً بالدور المطلوب منه لجهة تأمين الموارد التي مكنت الدولة من الاستمرار بتقديم الرواتب والخدمات الأساسية، ونوه إلى ضرورة أن يكون التعافي الاقتصادي يوازي انتصارات الجيش لتلازم وأهمية هذا الأمر الذي يفرض مضاعفة الجهد والعمل، لأن مرحلة إعادة الإعمار تتطلب جهوداً استثنائية، وستكون بخبرات وأيدٍ وطنية، وعمال سورية قادرون على إعادة الإعمار لما يملكونه من خبرة كبيرة ووطنية عالية، لافتاً إلى أن الخطاب النقابي هو خطاب وطني مسؤول، وأنه يجب التركيز على المصطلحات المستخدمة فيه.
وفيما يتعلق بموضوع معالجة الفساد، أوضح الأمين الرفيق القطري المساعد أن موضوع الفساد له جوانب متعددة، وكل من يعمل عملاً مهمّاً كان صغيراً، ويضر بمصلحة الوطن والمواطن، فهو فساد، وهذا الموضوع يتابع بشكل دقيق من قبل القيادة، وتمت معالجة الكثير من القضايا، مشيراً إلى أن الطبقة العاملة شريك حقيقي في مكافحة الفساد من خلال الإشارة لمظاهر الخلل بمختلف أشكاله، منوهاً إلى أن تحسين الواقع المعيشي هو هاجس القيادة،  إلا أنه مرهون بتحسن الواقع الاقتصادي، وزيادة الموارد، وبدأنا نلمس هذا التحسن مؤخراً، والتحدي الأساسي هو تدعيم مقومات الصمود الوطني.

دعم أسر الشهداء
وتطرق الرفيق الهلال إلى موضوع دعم أسر الشهداء، مبيناً أن هذا الموضوع يلقى كل الدعم من القيادة، وهي حريصة على تأمين حياة كريمة لهم من خلال الخدمات المقدمة لهم، وهذا الأمر مسؤولية الجميع، ولاسيما المنظمات والنقابات، والقيادة تعمل كل ما بوسعها لدعم أسر الشهداء والمشاريع التي بدأت بها فروع الحزب خطوة من الخطوات المراد القيام بها مستقبلاً، مؤكداً أن النصر حليف سورية، والحرب في خواتيمها، وكل المشاريع الاستعمارية المرسومة سقطت بفضل صمود الشعب، وانتصارات الجيش والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد، مشدداً على  أنه لن  يكون هناك شبر خارج سيطرة الدولة، ومن يتعامل مع أعداء الوطن فهو خائن، والمحور المقاوم في ثبات وانتصار دائم، وفي المقابل محور الشر في هزائم متلاحقة.

عزوز: تقديم طروحات تخدم العمل النقابي
بدورة ذكر الرفيق شعبان عزوز، رئيس مكتب العمال القطري، أنه مع انعقاد كل دورة للمجلس هناك أفكار وطروحات بناءة تقدم من أعضائه، تخدم العمل النقابي والاقتصادي، وهذا الأمر في غاية الأهمية، لأن الدور المناط بالتنظيم النقابي كبير جداً، والمنظمة كانت على الدوام متميزة في الأعمال التي تقوم بها، مشيراً إلى أن الاتحاد قام خلال الفترة الماضية بتحقيق العديد من الإنجازات لأعضائه، وكان حاضراً بقوة في المؤتمرات النقابية ومؤتمرات اتحادات المحافظات والاتحادات المهنية والتي كانت متميزة لجهة التقارير والمقترحات والتوصيات، والمكتب يتابع عمل الاتحاد بشكل منتظم، وكل المقترحات التي تقدم تنال الاهتمام والمتابعة، لافتاً إلى أن كل ما يصل إلى المكتب بخصوص تأخر صرف الرواتب يعالج مباشرة مع الجهات المعنية لأنه حق للأخ العامل.

السباعي: عودة عجلة الإنتاج للعمل
من جانبه أكد الرفيق عمار السباعي، رئيس المكتب الاقتصادي القطري، أن الاقتصاد الوطني شهد خلال الفترة الماضية تحسناً كبيراً بفضل الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري، وعودة عجلة الإنتاج للعمل، وزيادة عدد المنشآت التي دخلت الإنتاج، وتحسن إنتاج النفط والغاز، مشيراً إلى أن المكتب يتابع واقع العمل الاقتصادي بشكل دقيق، وهناك معالجة جادة للمشكلات ضمن الظروف الحالية، وما يتم طرحه من قضايا اليوم سيتم العمل على معالجتها، لافتاً إلى أن الواقع الخدمي في المناطق المحررة من ريف الرقة في تحسن كبير، وهناك حرص على عودة الأهالي إلى مناطقهم، وعودة الخدمات لهم من خلال عودة الدوائر الحكومية، وتم اتخاذ قرار من القيادة بتشكيل مكتب تنفيذي للمحافظة ليقوم بالدور المطلوب منه.

القادري: 25 % من ريع الوحدة الإنتاجية لأسر الشهداء
من جانبه استعرض الرفيق جمال القادري، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، الأعمال التي تم القيام بها خلال الفترة الفاصلة ما بين انعقاد المجلسين، والمتمثلة  بحضور المؤتمرات السنوية، ومتابعة التوصيات التي صدرت عنها مع الجهات المعنية لتنفيذها ومعالجتها، وتقديم دعم إعانات مالية لعمال دير الزور، مقدارها 35 مليون ليرة، وتخصيص خمسة وعشرين بالمئة من ريع الوحدة الإنتاجية لصالح أسر الشهداء، واتخاذ العديد من القرارات التنظيمية، مشيداً بالدعم الذي يلقاه الاتحاد من قيادة الحزب.

مداخلات الحضور
وتركزت المداخلات على ضرورة تعزيز مقومات الصمود الوطني، وتحسين الواقع المعيشي للعسكريين أولاً وللمواطنين ثانياً، وتأمين السبل الكفيلة بدعم الإنتاج الزراعي، ومعالجة مشكلاته، وحل مشكلة تسويق المحاصيل الزراعية، وتقديم الدعم للإخوة الفلاحين، ودعم القطاع العام، وتأمين مستلزمات الإنتاج، ولاسيما المواد الأولية، وتأمين التمويل اللازم له ورفده بالكوادر المؤهلة والمدربة والشابة، وتخليصه من الصعوبات والروتين الذي يحد من صلاحيات الإدارات، ومنح المؤسسات والشركات حرية العمل بعقلية التاجر، ومحاسبتها على الخسارة، والإسراع بتأهيل الشركات المدمرة جزئياً لتعود إلى الإنتاج بشكل سريع.
وطالبت المداخلات بتشديد الرقابة على الأسواق، والحد من ظاهرة الاحتكار، ومحاسبة المحتكرين، والحد من الاستيراد غير الممنهج، وتثبيت العمال المؤقتين، ومعالجة موضوع العمالة الفائضة، وإقامة المزيد من المشاريع لدعم أسر الشهداء.