تحقيقاتصحيفة البعث

تحرروا من براثن الإرهاب في الغوطة الشرقية المحررون: لم تتزعزع ثقتنا بالجيش العربي السوري وعزيمتنا أقوى من إرهابهم

 

المخطوفون المحررون من سجون الإرهابيين في الغوطة الشرقية على أيدي أبطال الجيش العربي السوري، حملوا أحلامهم البريئة من سجونهم إلى الحرية التي انتظروها أكثر من أربع سنوات ليتحقق حلمهم، ولتتكسر أغلال الإرهاب.. “البعث” التقت بعضاً من مخطوفي حمص والسلمية الذين عانوا الأمرين في سجون الوحوش، ورووا معاناتهم، ومعاناه أسرهم من أطفال ونساء وكبار في السن، وأكدوا على أن عزيمتهم لم يثنها كل أنواع التعذيب والإهانات، فثقتهم بجيشهم وقيادتهم كانت أكبر من كل محاولاتهم لضرب هذه العزيمة التي ظلت صامدة طوال هذه السنين.

ثقتنا كبيرة
المخطوف المحرر من إرهابيي جيش الإسلام فداء فايز فهد، “ضابط في الجيش”، قال: إنه تم اختطافي بتاريخ 15/12/2013 في مدينة عدرا العمالية، ووضعي في سجن، تم إحداثه في مخفر المدينة العمالية لهذه الغاية حتى تاريخ 13/1/2014، وفي هذه الفترة حققوا معي كضابط في الجيش العربي السوري من قبل أحد السعوديين، وبعدها نقلت إلى مجمع أكساد في مدينة دوما، ووضعت في زنزانة منفردة، قياسها متر بمتر لمدة 30 يوماً، وبدأ معي التحقيق الذي استخدموا فيه كافة وسائل التعذيب المتاحة لديهم، وبدؤوا باقتلاع أظافري بآلة حادة، ثم سكبوا الماء المغلي على رأسي، وقسم كبير من جسمي، وتخلل هذا التعذيب الضرب بوسائل متعددة “الكرباج المعدني والبلاستيكي، والأنابيب المعدنية”، وتكرر التحقيق معي أكثر من مرة، وبعدها أجبرت مع كل المخطوفين على العمل الشاق المتمثل بحفر الأنفاق لمدة عام كامل بوسائل حفر بدائية، وتابع المحرر فداء حديثه عن أن هذه المجموعات الإرهابية ليست إلا مرتزقة، قرارها يسيّر من الخارج، ويقدمون لهم الدعم المالي والسلاح، لأنهم لا يملكون الإمكانية العقلية على التفكير، فليسوا سوى مجرد آلات للقتل والتعذيب، ومع كل هذا الشقاء والتعذيب لم أنفك عن التفكير، ولو للحظة واحدة بأن جيشنا وقيادتنا لن تتركنا بأيدي هؤلاء الوحوش، لأن ثقتي كبيرة بهم، وخاصة أن ضرباتهم الموجعة كانت الطريق لي ولكل المخطوفين إلى التحرر، وأكثر ما أثّر فيّ وفي زملائي المخطوفين عندما قام زهران علوش، قائد جيش الإسلام الذي تم دعسه بأقدام جيشنا البطل، بوضعنا بطريقة لم تحدث في العصور الحجرية، وبقوة السلاح في أقفاص معدنية من أجل التأثير على الجيش لتخفيف ضرباته، وأجبرنا على إرسال عدة رسائل لقيادتنا عبر المحطات المغرضة من أجل إيقاف الضربات، وفعلاً تجاوب الجيش حفاظاً على أرواحنا، وختم فهد حديثه بالتأكيد على أنه سيمارس حياته من جديد، وعمله كضابط في الجيش والقوات المسلحة، وسوف يمحي من حياته الأربع سنين وأربعة أشهر، ليبدأ مواطناً صالحاً وضابطاً ملتزماً بجيشه ووطنه وقيادته.

إرادة وعزيمة
نزيهة أحمد الديب من قرية الصايد في حمص من مواليد عام 1965 كانت من بين الذين تحرروا، ورأت نور الحرية بعد أن عاشت في ظلام عدة سجون يسيطر عليها فصائل إرهابية، وما أن رأت عيناها بواسل جيشنا سرعان ما تم إدخالها للمشفى للاطمئنان على صحتها، وقالت، وهي تبتسم من وجه تعرّض للمرض بسبب سوء التغذية: إن الإرهابيين مارسوا كل أشكال التعذيب الوحشية اللاإنسانية، واستذكرت رحلتها في العذاب التي بدأت في الثاني من شهر تشرين الأول عام 2015، وهو اليوم الذي اختطفت فيه من برزة بعد أن كانت تستكمل بعض الأوراق الرسمية، وقالت: بعد اختطافي هددوني بالقتل، وكموا فمي، وأغلقوا عيوني، وطلبوا مني عدم الصراخ لكي لا يفتضح أمرهم بعد أن خرقت تلك العصابات الهدنة مع الجيش العربي السوري، وتم تسليمي لجبهة النصرة في القابون، وبقيت هناك حتى نيسان 2016، وعندما تطهرت القابون من رجسهم الشيطاني على يد أبطال جيشنا، سارعوا إلى ترحيلي مع باقي المخطوفين عبر الأنفاق إلى عربين، وبقيت فيها سنة كاملة، وفي ظل تناحر جيش الإسلام الإرهابي مع جبهة النصرة في نيسان 2017 تم نقلنا إلى مزارع دوما، وهناك عشنا في ظل الظلم والذل والتهديد المستمر بالقتل عن طريق الذبح، ونعتنا بألفاظ تثير النعرات الطائفية، وتابعت السيدة نزيهة حديثها عما تعرّض له المخطوفون من سوء الطعام وقلة المياه، إضافة إلى أن الزنازين لا ترى الشمس مطلقاً، ومع ذلك بقيت إرادتهم وعزيمتهم قوية، وقالت: أبطال جيشنا عقدوا الهمة على تحرير كامل أراضي سورية من رجس الإرهاب، وحانت ساعة الحرية لنا عندما حررنا أبطال الجيش، وتنشقت نسائم الحرية بعد أكثر من سنتين لأضم أولادي الثمانية الذين ليس لهم سند في هذه الدنيا سواي بعد أن توفي والدهم في عام 2002.

لحظات رعب
الشابة المحررة من الخطف حلا فهد /16/ عاماً ابنة الضابط المحرر فداء فهد عبّرت عن سعادتها بالتحرير رغم القسوة التي تعرّضت لها خلال اختطافها دون أية رحمة لعمرها الصغير 12 عاماً عند اختطافها، وقالت: الفترة التي تم اختطافي بها أعتبرها أقسى أيام حياتي، حيث حُرمت خلالها من طفولتي التي تحولت بين براثن الإرهاب إلى شيخوخة، واشتقت إلى مدرستي وزملائي، وأقسى اللحظات عندما عذبوا أهلي أمام عيني، وهم حققوا معي بحكم أن والدي ضابط في الجيش بطريقة وحشية لا ترتقي إلى ذرة من الإنسانية، حيث تم وضعي في غرفة مظلمة لعدة ساعات، وحرموني من الطعام ومياه الشرب، وأدى ذلك إلى إصابتي بالروماتيزم، وفقر دم شديد، وتسرع بنبضات القلب، كما أوهموني بأنهم قتلوا والدي وأخي، وعشت فيها لحظات رعب كبيرة، وشهدت أيضاً حالة والدتي المريضة التي تم تحريرها دون أن أخرج معها، وبقيت وحيدة وطفلة بين نساء كبار السن، وأبعدوني عنها بكل وحشية لمدة سنة، حيث تم تحريري في العاشر من حزيران من العام الماضي 2017، ووقتها شعرت بالطمأنينة عندما رأيت حاجز الجيش العربي السوري في مخيم الوافدين ، ولا يسعني إلا أن أشكر جيشنا البطل، وقيادتنا الحكيمة على تحريرنا.

قناعة راسخة
السيدة كحلة السليمان وابنة أخيها حنان من قرية الصويري بحمص أكدتا أن الرعب الذي عاشتا فيه لم يتمكن من التسلل إلى قلبيهما، وأشارتا إلى أن التهديد بالذبح بين كل لحظة وأخرى لم يؤثر فيهما وبثقتهما بأن أبطال الجيش العربي السوري قادرون على النصر المؤزر، وقالت السيدة كحلة: المياه الملوثة المليئة بالعلق والطعام الفاسد، والمعاملة السيئة، وسياط الجلادين الإرهابيين، كل ذلك لم يستطع أن يغير من قناعتنا الراسخة في قلوبنا وعقولنا بأن تحريرنا قادم.

حياة الحرية
المحرر مازن محمد الماغوط الذي اختطف من مدينة عدرا العمالية بتاريخ 15/12/2013 وحرر في الدفعة الأخيرة من براثن جيش الإسلام، وهو من مواليد دمشق 1980، قال: أقسى اللحظات التي عشتها عندما دفنت والدي في عدرا العمالية بعد أن توفي نتيجة الضغط النفسي عليه من قبل متوحشي الإرهاب، وبعده بشهرين دفنت أخي الصغير أسامة بعد أن قام القتلة بتفجير النفق الموجود به مع عدة زملاء له استشهدوا كلهم، وتم نقلنا مع أمي وزوجتي وابنتي: آية كان عمرها 7 سنوات، وأمل 11 شهراً، وأختي ايناس إلى ما يسمى سجن التوبة في مدينة دوما التابع لجيش الإسلام الإرهابي، وفي هذا السجن شهدت أبشع صور التعذيب لي ولكل المخطوفين، كما أجبرونا على حفر الأنفاق في دوما وصولاً إلى زملكا لمدة تجاوزت العام، ومع كل هذا العذاب والقسوة، وقلة الطعام، وانعدام مياه الشرب النظيفة، لم تتزعزع ثقتنا في أي يوم من أيام السجن المظلمة بأن الحرية قادمة بسبب قناعتنا الراسخة بأن جيشنا البطل قادر على تحريرنا مهما طال الظلام، وها هو النور يطل من خلال التحرير بعد أكثر من أربع سنوات لنبدأ حياة جديدة مع أسرتي لعلها تنسينا أيام السجن والتعذيب والقسوة.

نزار جمول