رياضةصحيفة البعث

بعــد ســنوات عجــاف.. السلة في الشهباء تعود للمنافسة والطموح إعادة الأمجاد

 

 

بعد أن عادت الحياة لحلب عادت الحركة الرياضية فيها إلى الدوران وبقوة بعدما تعطلت لسنوات عدة نتيجة الحرب الضارية التي شهدتها أزقة المدينة وشوارعها، ولعل حضور الجمهور الحلبي لمساندة فرقه في الملاعب الرياضية أهم بوادر عودة الحياة للرياضة داخل حلب، خاصة أن الأندية الحلبية مُنعت خلال السنوات الماضية من اللعب داخل المدينة، فاضطرت للانتقال إلى محافظات أخرى، ما زاد معاناتها الفنية والمادية.
ومع السماح بإقامة النشاط الرياضي داخل حلب أخيراً، ظهرت بوادر الانتعاش على الرياضة الحلبية، خاصة رياضة كرة السلة، وعبر أنديتها كافة، ولجميع الفئات، واستطاعت خلال فترة بسيطة استعادة ألقها ومكانها على خارطة السلة السورية، فعادت لمكانها الطبيعي كأحد المنافسين شبه الدائمين على كافة ألقاب السلة، ولكافة الفئات.
وإذا ما نظرنا إلى النتائج التي حققتها كرة السلة في “الشهباء” نجد أنها ممتازة، فقد سبق أن توّجت ناشئات العروبة ببطولة كأس الاتحاد بعد فوزهن على ناشئات التضامن بالمباراة النهائية، كما توّجت ناشئات الجلاء بلقب بطولة الدوري بعد فوزهن على التضامن، كما نجح شباب الجلاء بالفوز بلقب بطولة الدوري للموسم الماضي بفوزهم في المباراة النهائية على الثورة، وهذا العام استطاع الحرية إبقاء لقب الدوري بعهدة أندية حلب بفوزه باللقب على حساب الطليعة، وآخر الإنجازات التي حققتها كرة السلة الحلبية تمثّلت بوصول رجال الاتحاد للمباراة النهائية لكأس الجمهورية للموسم الحالي، والتي خسرها الفريق أمام الجيش، حيث قدم أداء مميزاً خلال اللقاء.
ولكن في الوقت نفسه لم تستطع السلة الأنثوية في حلب إثبات وجودها هذا الموسم، فخرجت خالية الوفاض رغم أنها تأهلت للدرجة الأولى بالسيدات عبر ناديي الجلاء والاتحاد، الأمر نفسه بالنسبة لبقية الفئات العمرية الصغيرة، وهذا دليل على أن السلة الأنثوية في المحافظة بحاجة ماسة لتلافي العيوب التي ظهرت هذا الموسم!. ولم يقتصر الأمر على المشاركة بالنشاطات المتعلقة باتحاد كرة السلة، فقد عمدت اللجنة الفنية للعبة بحلب لإقامة العديد من البطولات التنشيطية الخاصة بالمحافظة للصغار والصغيرات، وتعدى ذلك لكافة الفئات من أجل إبقاء اللعبة واللاعبين بحالة استعداد دائم، وفي ذلك يقول صالح قباني رئيس اللجنة الفنية للعبة: إن سبب تطور قواعد كرة السلة في حلب هو قيام اللجنة الفنية بإقامة عدد كبير من الدورات الودية، وذلك على مدار العام لجميع الفئات وبشكل مستمر، فعلى سبيل المثال في عامي 2014 و2015، أقامت اللجنة الفنية ما يقارب 36 بطولة لكافة الفئات، وهذا ما دفع جميع المعنيين بكرة السلة للعودة للاهتمام بتلك اللعبة، ما أفرز عدداً من اللاعبين الموهوبين، ويلاحظ ذلك بلاعبي المنتخبات للفئات العمرية، ما أدى لحصول نادي الحرية على المركز الأول للشباب للعام الحالي، كما أن فرق حلب تنافس بقوة في بطولة الناشئين أيضاً، مع حصول ناشئات العروبة والجلاء على ألقاب بطولات العام الماضي، وتتويج حلب بلقب بطولة الاولمبياد للناشئين والناشئات.
وأضاف: حالياً يوجد تطور كبير في جميع الفئات في الأندية، كما توجد خامات جيدة جداً، وطموحنا إعادة كرة السلة إلى عاصمتها حلب للبنين والبنات، إلا أن ما ينقصنا لتحقيق ذلك هو قلة عدد الكوادر العلمية العاملة في هذا المجال من تدريب وتحكيم، ونحن نعمل على تطوير ذلك بالتنسيق مع اتحاد السلة.
أما جاك حداد مشرف سلة العروبة فقال: شهدت السلة في الشهباء تطوراً كبيراً بجميع الفئات بالأندية، إضافة لوجود خامات جيدة جداً، وهذا ليس بغريب على حلب التي تعتبر معقل السلة السورية.
وأضاف: في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي تعرّضت لها حلب، استمرت الإدارات الرياضية في الأندية بنشاطها، ولم تكن النتائج في البطولات النهائية كما تشتهي هذه الأندية، لكنها كانت جيدة في ظل الإمكانيات والظروف المتاحة، ومع تحسن الوضع الأمني بفضل انتصارات الجيش العربي السوري، تحسنت نتائج الأندية الحلبية بشكل عام، وبدأت البطولات تعود للنوادي الحلبية، لكن الطموح يبقى بإعادة الأمجاد السابقة التي عاشتها اللعبة في حلب.
عماد درويش