تحقيقاتصحيفة البعث

شهداء سورية يكتبون ملاحم العز وأسطورة النصر

 

“الوطن غال والوطن عزيز..”، لذلك، سطّر ومازال يسطّر بواسل جيشنا العربي السوري في معركة الكرامة والوجود الإنساني معارك النصر وملاحم الخلود، ولأنهم الشهداء، “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”، خطوا ومازالوا يرسمون طريق النصر على دروب تحرير كل شبر من تراب الوطن الذي عمّدوه بدمائهم، وصانوه بخطاهم، ودافعوا عنه، فكانوا الحصن الحصين، والسور المنيع في وجه الغزاة المتآمرين، وفي يوم عيدهم نستذكر إنجازاتهم، وصمودهم، وبطولاتهم بعزيمتهم التي لم ولن تلين، وتصديهم لأعتى الهجمات وأشرس المعارك، ليبقى الوطن لأبنائه “منيعاً حصيناً”.

صناعة الشهادة
والد الشهيد النقيب فؤاد إبراهيم حسن، حدثنا بكل إيمان ويقين بالنصر المؤزر قائلاً: أثبت رجال الجيش العربي السوري في هذه الحرب الظالمة على وطننا أنهم جبابرة وقادرون بعزيمتهم وإيمانهم بوطنهم أن يصدوا ماكينة القتل الكونية لاسترداد الأرض التي يحاول الكفار انتزاعها من أيدي أبنائها، كما أن أبناء سورية يجيدون صناعة الشهادة كما يجيدون صناعة الحياة، والشهيد حسن لم يبخل بدمه على ثرى الوطن، “أهدى وطنه دمه فأهداه المجد والخلود”، وما إن ناداه الواجب الوطني لتأدية الخدمة الإلزامية بداية عام 2012، حتى لبى النداء بكل عزيمة الأبطال، وهمة الشجعان، وفضّل أن يكون حاله كحال شباب الوطن، وأن يكون بين صفوف رجال الله في الميدان، يحاربون كل معتد غدار على وطننا الذي بنيناه بالعرق والدم.

حكمة قائد
وأضاف والد الشهيد: لم يتأخر الشهيد في الذود عن تراب الوطن الغالي، خدم في محافظة حلب، وخضع لدورة سبعة أشهر، حوصروا خلالها بكلية المدفعية، ثم انتقل إلى دمشق، وأرسل ورفاقه إلى درعا، وشارك بمعارك عدة، وكان للبطل حسن نيل شرف الشهادة أثناء تأدية مهامه القتالية، وصد هجوم الكفار على عدرا، فاستشهد إثر قناصة غدر أصابته في رأسه، وذلك بتاريخ 13/12/2013، وختم بالقول: تتعزز ثقتنا اليوم بحكمة السيد الرئيس بشار الأسد، وبصوابية السياسة السورية، وستبقى سورية مدافعة عن الحق وأهله، وشوكة في عيون كل طامع.

تقديس الانتماء
رجال سورية أبطال ومنارات تنير دروب الحرية للأجيال القادمة، تربى أبناؤها على محبة الوطن، وتقديس الانتماء له، وعدم التفريط بذرة من ترابه، هذا ما أكدته آسية محمد، والدة الشهيد الملازم شرف عزام يوسف شاهين، حيث أخبرتنا بدموع الفخر والرضى عن ابنها الشهيد قائلة: طلب للاحتياط، فالتحق إلى ريف اللاذقية، وبقي فيها متصدياً للأعداء طيلة ثلاث سنوات باشتباكات مع أعداء الله والدين، كان البطل محباً لوطنه، وكان له الفضل ورفاق السلاح بتطهير مناطق كثيرة من ريف اللاذقية، وكان الشهيد في الصف الأمامي عند تنفيذ المهام، استشهد شاهين دفاعاً عن أمن الوطن وعزته وكرامته في ريف اللاذقية /جبل التركمان/، وذلك يوم الاثنين 18 كانون الثاني /2016/، وحيت محمد أرواح شهداء سورية البررة الذين يدونون تاريخ سورية بحروف من نور.

راية الحق
الشهيد الملازم شرف أحمد نعيم عاصي، حدثتنا والدته نهى أحمد بابتسامة العز ورفعة الرأس عن شهامة الشهيد البطل، وحبه لرفاقه وبطولاتهم، مؤكدة أن الوطن غال، ويستلزم تضحيات جساماً لتبقى راية الحق مرفرفة في سمائه عالياً، وقد التحق عاصي لتأدية الخدمة الإلزامية عام 2010، واستشهد بتاريخ 9/7/2015 إثر اشتباكات عند تنفيذهم مهمة في الزبداني، وأردفت الوالدة: ستظل الشهادة قيمة كبرى، وسيبقى الوطن شامخاً بأبنائه الذين يفدون ترابه بالدم للحفاظ على السيادة والوجود.

على طريق النصر
ها هم شهداء الوطن على العهد والوعد باقون، بذلوا ومازالوا يبذلون الغالي والنفيس، ترخص دماؤهم من أجل صون تراب عشقوه، وكرمى وطن تربوا في أحضانه على العزة والشموخ، وكان قسمهم: “إما أن نعيش فوق الأرض أعزاء أو تحت الأرض شهداء”.
دارين حسن