الصفحة الاولىصحيفة البعث

طهران: واشنطن ستخطىء مجدداً إذا خرجت من “الاتفاق”

 

 

يبدو أن الإدارة الأمريكية تحضر لشن عدوان على إيران بذات الذريعة التي استخدمتها لشن حرب على أفغانستان والعراق، فبعد أن كانت أصابع الاتهام في أحداث 11 أيلول كلها مصوبة نحو السعودية، بدأت دوائر القرار الأمريكي بالترويج بأن إيران متورطة في أحداث أيلول. ما يعني أن الحملة مستمرة ضد طهران تارة بخرق الاتفاق النووي، وتارة بامتلاكها برنامج صواريخ بالستي، وتارة من موقفها السياسي في المنطقة، وأخيراً  الزعم بوقوفها خلف أحداث أيلول ، في وقت يواصل قادة العدو الصهيوني إطلاق التهديد والوعيد باتجاه طهران ملوحين بالحرب مهما كانت كلفتها، حيث أكد بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو أنه من الأفضل بالنسبة لـ”إسرائيل” التصدي لإيران قبل أن يصبح هذا الأمر ضرورياً”.
في إيران لم يختلف المشهد كثيراً فالمواقف ثابتة وواثقة من قدراتها على التصدي لأي عدوان من أي جهة كانت، حيث ردت الخارجية الإيرانية على الاتهامات الأمريكية واعتبرتها مجرد فبركات لإيجاد ذرائع لمحاصرة طهران، وأعلن الرئيس حسن روحاني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستندم ندماً كبيراً  إذا خرجت من الاتفاق النووي، وقال أن بلاده مستعدة لمواجهة احتمال خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واتخذت كل الإجراءات والتدابير بهذا الخصوص. وقال روحاني: إن أمريكا قامت على مدى السنوات الأربعين الماضية بافتعال الفتن ضد إيران لكنها لم تنجح، مضيفاً أن واشنطن ستخطئ مجدداً وفي حال اختارت الخروج من الاتفاق النووي فإنها ستدرك سريعاً وبكل تأكيد أنها ارتكبت خطأ تاريخياً وستندم، وشدد روحاني على أنه ليس بإمكان الولايات المتحدة القيام بأي عمل في مواجهة الشعب الإيراني المتحد بكل أطيافه وأحزابه، مشيراً إلى أن إيران ملتزمة بتعهداتها لكنها لن تتفاوض مع أحد فيما يخص أسلحتها وقدراتها الدفاعية.
وقال روحاني لا يحق لأحد التدخل حول القرار الذي يتخذه الشعب الإيراني من أجل الدفاع عن نفسه وفيما يخص قدراته وبنيته الدفاعية ولن نتفاوض مع أحد فيما يخص هذا الأمر وسنصنع ونخزن أي سلاح تحتاجه إيران.
وأوضح روحاني أن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي حاولا خلال عام 2013 ترويج مبدأ التخويف من إيران لكن الشعب الإيراني وقف في وجه هذه المحاولات وأثبت أنه شعب مسالم، مشيراً إلى أن بلاده انتهجت منذ عام 2013 سياسة خارجية تحقق لها أعلى المراتب بأقل التكاليف وأثبتت للعالم أن الحظر الاقتصادي عليها كان خطأ… ودفعت القوى العالمية للتراجع عن هذا الخطأ .
ووصف روحاني تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الاتفاق النووي الإيراني بأنها غير منطقية  مشيراً إلى أن إيران توصلت إلى اتفاق مع السداسية الدولية بعد المفاوضات التي أجرتها وصدقت الأمم المتحدة على الاتفاق والكل متفقون على أن هذه الخطوة صحيحة.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور في إيران عباس علي كدخدائي أن إيران لن تتراجع أمام التهديدات الأمريكية وأن كل المشاكل التي يمكن أن تنجم عن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ستتم تسويتها بالوحدة والتعاون بين الشعب والحكومة الإيرانية.
بدوره أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون العسكرية اللواء يحيي رحيم صفوي أن الأميركيين مضطرون للانسحاب من منطقة غرب آسيا ويعملون على نقل إرهابيي تنظيم (داعش) من هذه المنطقة إلى أفغانستان، وأشار إلى أن إيران قدمت ثمناً كبيراً لتوفير الأمن في هذه المنطقة وتسعى لإرساء السلام فيها.
وفي سياق متصل نددت إيران بإصدار محكمة أمريكية حكماً غيابياً ضدها يتهمها بالضلوع المزعوم في هجمات الحادي عشر من أيلول ودفع غرامة قدرها ستة مليارات دولار لأسر الضحايا، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريح أمس إن إصدار هذا الحكم الغيابي دون توفر أدلة أو براهين دامغة تؤكد مشاركة إيران أو رعايا منها في أحداث ال11 من أيلول يعتبر أمراً سياسياً معرباً عن احتجاج إيران الشديد إزاء إصدار هكذا قرارات سياسية قائمة على اتهامات متكررة فارغة لا أساس لها من الصحة .
وأكد قاسمي أن إيران تحتفظ بحقها في الرد بالمثل على مثل هذه الخطوة غير المشروعة مشدداً على أن إصدار هذه الأحكام مرفوض ويسخر من نظام القوانين الدولية وأسر الضحايا.
في غضون ذلك قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب ناقش مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عدة قضايا شملت الاتفاق النووي الإيراني، وذلك قبل أسبوع من اتخاذه قراراً بشأن مصير هذا الاتفاق، وأشار إلى أن ترامب أكد خلال مكالمته الهاتفية مع ماي، على التزامه بضمان عدم حصول إيران مطلقاً على سلاح نووي.
من جهتها قالت وزارة الخارجية البريطانية إن الوزير بوريس جونسون سافر إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ومستشار الأمن القومي جون بولتون. وذكرت الوزارة أن المناقشات في واشنطن ستتركز على إيران، وكوريا الديمقراطية، وسورية، وغيرها من القضايا، وأن ذلك يأتي قبل الزيارة المزمعة للرئيس الأمريكي إلى بريطانيا في 13 حزيران المقبل.