الصفحة الاولىصحيفة البعث

الشعب التركي لـ أردوغان: “ارحل الآن”

روّج رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في حملة دعائية لزهده في السلطة بأن تعهد بالتنحي حين يقول له الشعب “كفى”.
واستخدم أردوغان عبارة “تمام” باللغة التركية، وتستخدم بمعنى “حسناً” أو “انتهى”، وهي العبارة التي تلقفها مئات آلاف الأتراك في تغريدات تجمع كلها على رحيله من قبيل “ارحل الآن” و”انتهى” و”كفى” لينقلب السحر على الساحر، ولتختزل عبارة “تمام” موجة الرفض لترشحه لولاية رئاسية جديدة، ودفعت عبارة أردوغان خصومه إلى نشر عبارته بالتركية لتصبح بين الأكثر تداولاً على تويتر عالمياً.
ويسعى رئيس النظام التركي في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 24 حزيران القادم للفوز بولاية رئاسية جديدة، وتمديد فترة حكمه المستمر منذ 15 عاماً بعد أن شغل منصب رئيس الوزراء في 2003، وتولى الرئاسة في 2014.
وفي حين يبدو حزبه واثقاً بالفوز في الانتخابات، تشهد البلاد استقطاباً حاداً بين مناصرين له ومعارضين.
وقال أردوغان في كلمة أمام نواب حزبه في أنقرة: إن خصومه “لا يهتمون سوى بأمر واحد تدمير رجب طيب أردوغان”، وتابع: “إذا قالت الأمة يوماً “كفى” عندها سأتنحى جانباً، وقال: إن الشعب التركي أحسن حتى الآن الرد على من أرادوا تدميره، مستذكراً إحباط محاولة الانقلاب على حكمه في 2016، وهي الذريعة التي وظّفها في قمع المعارضة، وخنق الحريات، وتكميم أصوات المناوئين لسياسته. وسارعت المعارضة لتحويل كلمته “تمام” إلى الأكثر تداولاً على تويتر ليس فقط في تركيا، بل حول العالم مع أكثر من 450 ألف تغريدة خلال ساعات.
واكتفى بعضهم بتغريد العبارة بأحرف بارزة، في حين أضاف آخرون شعارات مثل “رجاء ارحل الآن”، وغرّد آخرون “تمام” مكررة بعدد الأحرف المسموح بها على موقع تويتر، كما ابتكر بعضهم أشكالاً بواسطة العبارة.
كما استعمل منافسو أردوغان في انتخابات 24 حزيران العبارة ذاتها، وكتب محرم اينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة باللغة التركية “وقت تمام” والتي تعني “انتهى الوقت”.
وغردت زعيمة حزب “ايي” ميرال اكسينير “تمام”، بينما أضاف رئيس حزب “السعادة” المحافظ تمل كرم الله أوغلو على العبارة “تمام إن شاء الله”.
ويفاخر أردوغان الذي ينتقده خصومه ويعتبرونه رئيساً استبدادياً يعيش في زمن السلاطين العثمانيين، كما وصفه مسؤولون أوروبيون بأنه دكتاتوري يجر تركيا إلى الاستبداد، ويبتعد بها عن دولة القانون.
لكن تباهيه بما حققه من نمو سريع يصطدم بواقع الانهيار السريع والتعثر التي جسده تهاوي قيمة الليرة التركية بأكثر من 10 بالمئة منذ بداية العام وأيضاً المخاوف التي تخيّم على السوق التركية وسط عزوف المستثمرين والإحجام عن المغامرة في بيئة مضطربة سياسياً بسبب تدخلات رئيس النظام التركي في كل القطاعات في إطار محاولاته للسيطرة على كل مفاصل الحكم في البلاد.
وكالات