الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

كيف تروي قصّة!؟

 

 

ترجع رواية القصص لما قبل التاريخ، ويمكن القول إنها صقلت هويتنا البشرية. ومشاركة قصة مع جمهور يمكن أن تكون ذات فائدة كبرى، لكن بالنسبة للمبتدئين، غالباً ما تكون أمراً مرعباً، فالخوف من التحدث علناً أمر شائع جداً. عانى منه العديد من أعظم المؤدين في العالم. وهنا بعض النصائح للمساعدة في بناء الثقة بالنفس والتحدث بالطريقة السليمة.
لا توجد طريقة للتعبير عن رواية القصص للناس أكثر من رواية القصص نفسها، أي ليس هناك بديل عن الخبرة، ويقول آرون بيفرلي، الذي احتل المركز الثاني في بطولة العالم للتواصل عام 2016 “عليك فقط النهوض والقيام بذلك”.
وتقارن ممارسة رواية القصص بممارسة التمارين الرياضية. نحن نبني نوعاً من الذاكرة العضلية لجسدنا من خلال الوقوف أمام حشد من الناس أو على خشبة المسرح والتحدث، ويمكننا التدرب في ليلة مفتوحة على الميكروفون أو حتى في العمل من خلال قيادة اجتماع. وإذا كنت من مشدودي الأعصاب ابدأ بالطلب من صديق أن يستمع إليك ويقدم لك ملاحظاته.
وتعتبر مشاركة قصة رائعة أشبه بمنح الجمهور هدية أبدية لأنها ستبقى معهم ويمكنهم مشاركتها بنفس الطريقة التي انتقلت بها القصص عبر الأجيال منذ بداية الحياة البشرية. لذا تأكد من أنك تعرف من هو الجمهور المتلقي، هل تتحدث إلى أصدقاء أم غرباء أو زملاء في العمل أو مجموعة مختلطة؟ ابحث عن شيء يربطك بهم لأنك الثابت الوحيد مهما كان الوضع. إنها قصتك. ولمعرفة ما هو صحيح لأي مجموعة، تحتاج إلى تحديد علاقتك الخاصة بالجمهور، قد يكون ذلك شيئاً بسيطاً كمشاركة قصة طفولية عندما تواجه جمهوراً من الأطفال، أو بالنسبة لجمهور غريب، قد يعني البحث عن قصة ذات خيط عالمي يمكن للجميع التواصل معه.
وأكثر القصص تأثيراً تنبع من شيء قريب منك. “أفضل طريقة للوصول إلى كل الناس هي الذهاب إلى قصة شخصية” كما تقول الكاتبة المسرحية بريندا وونغ.
وحتى تكون خلاقاً لا تحاول أن تجعل قصتك كاملة من البداية، فقط تكلم واجعلها حيّة غير واضحة في وصفك الأولي. ثم حاول إدخال الجمهور إلى حبكة القصة لتبلغ ذروة الرواية وبالختام يفضل التهدئة، كأن تردد شيئاً قلته في الافتتاح أو تقول كلمات حضرتها مسبقاً يمكنك تأطيرها للمستمعين بحسب المناسبة.
سامر الخيّر