الصفحة الاولىصحيفة البعث

في ذكرى النكبة.. مجزرة مروعة في غزة وأمريكا تنقل سفارتها إلى القدس قيادة الحزب: جذوة المقاومة لم تنطفئ والقدس ستبقى عربية.. الخارجية: قتل الفلسطينيين دليل على وحشية الاحتلال

في اليوم الذي أرادت من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها “إسرائيل” ومن لف لفهما من أعراب الخليج محو فلسطين المحتلة وشعبها عن الخارطة بقرارات ومؤامرات دنيئة، فجر الفلسطينيون انتفاضة عارمة في كافة المدن الفلسطينية، كاتبين بدمائهم صفحة جديدة من التمسك بحقهم التاريخي في عاصمتهم المحتلة، ومؤكدين أن كل ما جرى ويجري في القدس المحتلة لن يستطيع اقتلاعهم من تاريخهم وحضارتهم ومستقبلهم.

وفي محاولة لقمع الحراك الفلسطيني ارتكب العدو الصهيوني مجزرة مروعة بحق المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من خمسين شهيداً و2000 جريح ومصاب، وسط صمت دولي مريب.

قيادة الحزب أدانت مجازر الاحتلال وأكدت أن جذوة المقاومة لم تنطفىء، وأن القدس عربية وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين، فيما اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين أن المجزرة الوحشية التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل الذين مارسوا حقهم الوطني في الدفاع عن حريتهم واستقلالهم وعودتهم إلى أرضهم وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

واعتبرت أن قتل “إسرائيل” المتعمد لنحو خمسين فلسطينياً وجرح ما يزيد على ألفين خلال احتجاج هؤلاء الفلسطينيين على سلب “إسرائيل” لوطنهم دليل آخر على وحشية السلطات الإسرائيلية وانتهاكاتها التي لم تتوقف للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

وفيما نددت القوى والفعاليات الشعبية بالمجزرة الإرهابية، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف المجازر الصهيونية، عبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه إزاء الوضع المتفجر في فلسطين المحتلة.

وفي التفاصيل قالت قيادة الحزب في بيان: تمر ذكرى نكبة فلسطين هذا العام في مرحلة تشهد تطورات خطيرة على مستوى المحور المعادي للعرب وقضاياهم العادلة وفي مركزها القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يحقق محور المقاومة انتصارات نوعية في مواجهة العدوان المتصاعد لقوى الهيمنة والصهيونية وأتباعهم في صف الرجعية التكفيرية والإرهاب..

وفي إجراء يؤكد غطرسة الولايات المتحدة وانتهاكها لمبادئ القانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن بل وللقيم الإنسانية ومحددات السلوك الحضاري تقوم بنقل سفارتها  إلى القدس المحتلة في سابقة تشير الى أن قوى الهيمنة والصهيونية أصبحوا أعداء البشرية كلها بشكل واضح لا لبس فيه، كما يتبع التابعون والعملاء في بعض الأنظمة العربية خطى سيدتهم واشنطن وسيدهم الكيان الصهيوني باتخاذ خطوات تطبيع صريح مع العدو دونما خجل أو احترام لمشاعر شعوبهم وللانتماء العربي الذي يرى في مغتصبي فلسطين مغتصبين للحق العربي ومسيئين لكرامة كل عربي شريف.

وأضافت: لاشك أن الدافع خلف هذا التصعيد المتغطرس للعدوان هو شعور هؤلاء بالفشل الذريع لمشروعهم الإرهابي في سورية،  وقد كانوا يأملون بأن تنتهي قضية فلسطين ووجود العرب بكامله كأمة فاعلة ومؤثرة عندما يخضعون سورية. لكن هذا الشعب العربي السوري الأبي وجيشه الباسل وقائده الكبير السيد الرئيس بشار الأسد أثبت معدنه الكفاحي ومقدرته على التصدي وإفشال خططه في ضرب الكيان العربي وقلبه النابض دمشق، كما أن مقاومة شعبنا العربي الفلسطيني البطل تتصاعد رداً على تصاعد العدوان، وقد قدّم هذا الشعب الأبي في ذكرى النكبة العشرات من الشهداء في انتفاضة شعبية يشكلها الرجال والنساء والشباب والأطفال رفضاً للتفريط بفلسطين وتأكيداً على أن القدس عربية وستبقى عربية وعاصمة أبدية لفلسطين مهما كان محور الأعداء متغطرساً وإرهابياً.

وختمت القيادة بيانها بالقول: المهم اليوم أن جذوة المقاومة لم تنطفئ كما ظن هؤلاء وإنما هي في تصاعد بما يستجيب للتحديات ونحن في مرحلة مصيرية سيكون النصر فيها في النهاية للعروبة وحقها وكرامتها وإن حزب البعث العربي الاشتراكي إذ يحيي انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الباسلة يؤكد ما يعرفه كل عربي من أن المعركة في سورية هي في جوهر قضية العروبة العادلة، فالمقاومة واحدة والعدو واحد.

في الأثناء، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين برصاص الاحتلال الإسرائيلي شرق قطاع غزة أمس إلى 55 شهيداً بينهم 6 أطفال إضافة إلى إصابة أكثر من 2000 آخرين بجروح مختلفة وذلك خلال مشاركة عشرات الآلاف في إحياء الذكرى الـ70 لنكبة فلسطين وتنديداً ورفضاً لنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن قوات الاحتلال أطلقت وابلاً من الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين الذين تجمعوا منذ الصباح قرب الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948. وأوضحت مصادر طبية أن من بين المصابين 122 طفلاً و44 امرأة إضافة إلى مسعف وأحد عشر صحفياً.

ودعا المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور أشرف القدرة المجتمع الدولي بكل مؤسساته الإنسانية والإغاثية وأحرار العالم إلى التدخل العاجل لدعم مستشفيات قطاع غزة بأدوية ومستلزمات الطوارئ والوفود الطبية التخصصية في ظل توافد عشرات الشهداء وآلاف المصابين بجروح معقدة جراء التصعيد الصهيوني شرق قطاع غزة.

وشهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة فعاليات شعبية ضخمة في إطار إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى السبعين للنكبة المتزامنة مع إجراءات نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس المحتلة تنفيذاً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من كانون الأول الماضي حول اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال.

وعلى وقع مجزرة رهيبة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر نفذت الولايات المتحدة قرارها المشؤوم بنقل سفارتها لدى كيان الاحتلال إلى القدس المحتلة. وتأتي هذه الخطوة تزامناً مع الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وإمعاناً بتجاهل القانون الدولي والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لتشكل حلقة ضمن المخطط الأمريكي المسمى “صفقة القرن” الرامي إلى تصفية القضية الفلسطينية بمباركة وتواطؤ مشيخات الخليج.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة عبر الفيديو من واشنطن كان من المفترض أن يتم هذا القرار قبل زمن، مدعياً في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجدداً دعم بلاده اللامحدود لكيان الاحتلال وأنها ستبقى شريكاً ملتزماً بأمن “إسرائيل”، زاعماً أنه يريد صداقة مع الفلسطينيين وجيرانهم وأن يحل السلام في المنطقة.

بدوره ادعى نائب وزير الخارجية الأمريكي جون ساليفان في كلمة له أن الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة إليها يمثل خطوة لإحلال السلام في القدس والمنطقة وكل العالم.

وفي الإدانات قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح: إن الجمهورية العربية السورية تدين بأشد العبارات المجزرة الوحشية التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل الذين مارسوا حقهم الوطني في الدفاع عن حريتهم واستقلالهم وعودتهم إلى أرضهم وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وأضاف إن قتل “إسرائيل” المتعمد لنحو خمسين فلسطينياً وجرح ما يزيد على ألفين خلال احتجاج هؤلاء الفلسطينيين على سلب “إسرائيل” لوطنهم والإمعان في ممارساتها اللا إنسانية دليل آخر على وحشية السلطات الإسرائيلية وانتهاكاتها التي لم تتوقف للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان على الرغم من مئات القرارات التي اعتمدتها الأمم المتحدة في الجمعية العامة وفي مجلس الأمن والتي تطالب جميعها بانسحاب “إسرائيل” من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وتابع المصدر إن سورية تؤكد أنه لولا الحماية التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية الشريكة في جريمة استمرار الكارثة الفلسطينية وقيام بعض أنظمة المنطقة بتطبيع علاقاتها مع “إسرائيل” فإنه ما كان ممكناً لـ “إسرائيل” الإفلات بجرائمها دون حساب. وحمل المصدر الإدارة الأمريكية الحالية بشكل خاص هي وشركاؤها وحلفاؤها مسؤولية دماء هؤلاء الشهداء الفلسطينيين بسبب اتخاذها لقرارها الإجرامي واللا شرعي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس الأمر الذي أدى إلى تشجيع “إسرائيل” على استخدام قوتها لاقتراف هذه المذبحة التي لا يمكن اعتبارها إلا جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وقال المصدر إن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن معركة الشعب الفلسطيني ضد “إسرائيل” هي معركة سورية أيضاً لأن “إسرائيل” التي تقتل الشعب الفلسطيني هي ذاتها التي تدعم المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقتل الشعب السوري.

واختتم المصدر تصريحه بالقول: وفي الوقت الذي تتقدم فيه الجمهورية العربية السورية بأحر تعازيها لعائلات شهداء القضية الفلسطينية فإنها تعبر عن تأييدها المطلق لقضية الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه في نضاله من أجل انتزاع حقوقه المشروعة وخاصة حقه في العودة وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.

إلى ذلك طالب المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، بتدخل دولي فوري وعاجل لوقف المذبحة الرهيبة التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا البطل، خصوصاً في المحافظات الجنوبية.

وناشد المتحدث الرسمي الحكومات العربية والإسلامية وحكومات الدول الصديقة، لبذل أقصى جهودها في التدخل لوقف إراقة دماء أبناء شعبنا، والوقوف إلى جانب القيادة الفلسطينية في التصدي للعدوان الاحتلالي الإسرائيلي.

عربياً، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية إدانة ورفض اليمن افتتاح السفارة الأمريكية بمدينة القدس المحتلة، وقال: إن هذه الخطوة تعد انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من القرارات الدولية ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية وتمهد لمرحلة جديدة من الغطرسة الصهيونية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة.

من جهتها اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس المحتلة يتنافى مع القوانين الدولية مؤكدة رفضها لهذا الإجراء، وقالت الوزارة في بيان إن فرنسا كما سبق أن كرر أكثر من مرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لا توافق على القرار الأميركي بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

بدوره دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان جميع الأطراف إلى تجنب تصعيد جديد في الشرق الأوسط. في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس عن قلقه العميق إزاء الوضع في قطاع غزة وقال للصحفيين في فيينا أشعر بالقلق الشديد اليوم للأحداث في غزة مع سقوط عدد مرتفع من القتلى.

بدورها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى أقصى درجات ضبط النفس وقالت في بيان قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم أطفال وأصيب المئات بنيران إسرائيلية اليوم خلال احتجاجات واسعة مستمرة قرب سياج غزة، وأضافت نتوقع من الجميع التصرف بأقصى درجات ضبط النفس لتجنب مزيد من الخسائر في الأرواح وعلى “إسرائيل” احترام حق الاحتجاج السلمي ومبدأ عدم الإفراط في استخدام القوة.

بدورها أعربت وزارة الخارجية المصرية عن إدانتها الشديدة لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين العزل في قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان نؤكد رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة ونحذر من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطر في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجددت الوزارة دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. في حين اعتبر المكتب السياسي لحركة أمل في لبنان أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة يشكل خطراً داهماً وتهديداً للأمن والسلم الدوليين داعياً مؤسسات الرأي العام كافة الإعلامية والثقافية إلى تأكيد عروبة القدس وأنها عاصمة فلسطين الأبدية.

كما دعت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى الكف عن استخدام القوة المفرطة بشكل ممنهج خلال التظاهرات الفلسطينية.

وقال مدير البحوث للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية فيليب لوثر، في بيان صادر عن المنظمة، إنه “يجب على السلطات أن تكف عن استخدام القوة القاتلة ضد المحتجين، فالأنباء التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي قد هدد بإطلاق النار على أي شخص يُشاهد يخترق الحدودي هو أمر يثير القلق بشكل بالغ، فبموجب القانون الدولي، لا يمكن استخدام الأسلحة النارية إلا للحماية من تهديد وشيك بالقتل أو الإصابة الخطيرة.

وكالات