رياضةصحيفة البعث

عاطــف جنيـــات يتـــألق تدريبيـــاً.. ويحــن للكرامـــة ولجماهيـــره.. والعـــودة قريبـــة

عندما غادر فريقه الكرامة مجبراً منذ أكثر من ثمانية أعوام، وترك معشوقته الكرة كلاعب، اتجه للتدريب في نادي الدخيل بقطر، وحقق مع شبابه معجزات، حيث نقله من المركز العاشر إلى الثاني، وقاده إلى البطولات، فمن درع البراعم إلى درع الفئات العمرية، وصولاً إلى إحراز بطولة كأس قطر، النسر الكرماوي عاطف جنيات أحب أن يترجم مشاعره الدفينة تجاه فريقه الكرامة، والكرة السورية من خلال صحيفة البعث بعد غياب لسنوات عن الإعلام، وها هو يحمل شهادة التدريب الآسيوية A لعل وعسى أن تقوده الأيام القادمة لناديه وعشقه الكرامة.

الجنيات اعتبر التدريب بعد اعتزال اللعب مرحلة مغايرة عن اللعب، لأنها تتطلب التحضير الكامل ذهنياً، ونفسياً، وتكتيكياً، مع إضافة الخبرة للاعب المعتزل، كما أحب أن يعبّر عن مكنونات نفسه تجاه الكرامة، حيث قال: نادينا الكرامة، وبالرغم من الضعف الذي أصابه خلال سنوات الأزمة، مازال كبيراً، فهو يمرض ولكنه يحيا وينتعش من خلال العراقة والتاريخ الذهبي المرصّع بالبطولات، وأنا مازلت أفتخر كوني أحد لاعبي الجيل الذهبي الذي حقق للكرامة البطولات في فترة زمنية قياسية، ففي خمس سنوات بدأت في عام 2006 حققنا ثماني بطولات محلية، منها أربع للدوري، ومثلها للكأس، وسبقهما وصيف دوري أبطال آسيا في عام 2006.

واعتبر الجنيات دخوله عالم التدريب الخارجي بوابة العودة للوطن والتدريب فيه بعد أن حمل شهادة التدريب الآسيوية A المطلوبة لتدريب الفرق المحترفة، حيث قال: طرأت على كرة القدم تغييرات إدارية وفنية عديدة، ويجب على أي مدرب يريد أن يتألق مع الفريق الذي يدربه أن يبحث عن سبل تطوره، مع توفر الإمكانيات لذلك، وأنا بحثت وتعبت حتى وصلت إلى ما طمحت إليه مع نادي الدخيل القطري، حيث سخّرت كل ما تعلّمته لفريق الشباب في هذا النادي، فعندما استلمته كان في المركز العاشر بالدوري، واليوم هو وصيف البطل، وأحرزنا كأس قطر، وسبقه درع البراعم، ودرع الفئات العمرية، وجاء كل ذلك بعد أن قدمت إدارة النادي كل ما يلزم لي وللفريق، وترجمنا هذا الدعم بالجهد والعمل منذ بداية الموسم وحتى آخر صافرة بالدوري من خلال إعداد اللاعبين نفسياً، وذهنياً، وتكتيكياً.

ولم ينس عاطف كرامته وكرته السورية في أي يوم من الأيام، فهو كان أحد النسور في ناديه الكرامة، وأحد أهم نسور قاسيون مع المنتخب الوطني، وحنينه لناديه وللكرة السورية لم يتوقف، بل تأجج كثيراً، وعن ذلك يقول: ما فعله نسور قاسيون في تصفيات كأس العالم أعادني بالذاكرة لسنوات ليست بالبعيدة عندما كنت أحد عناصر المنتخب الوطني في تصفيات كأس العالم 2010، وكنا على وشك التأهل بفارق هدف بعد فوزنا بالإمارات على منتخبها 3/1، واليوم نسورنا متحفزون لتحقيق كأس آسيا، وهم يستحقون ذلك، ويملكون مقومات البطل بامتياز، ولن أنسى أن نادينا البطل الذي أضعفته سنو الحرب والأزمة سيعود أكثر قوة مع عودة الوطن خالياً من كل ظواهر الإرهاب، ويجب على إدارة النادي ألا تنسى الاهتمام باللاعبين، وخاصة الشباب والمواهب لأنهم أساس النادي، ولن أتأخر بالعودة للنادي الذي تربيت فيه لأقدم له خبرتي المتواضعة في أية لحظة يحتاجني بها، أما جمهور الكرامة الذي أعتبره ذهب الكرامة العتيق فأقول له: نادينا يمر بمرحلة حساسة ومفترق طرق، ويجب الالتفاف حوله من أجل عودته لوضعه الطبيعي بوجود كوادر خبيرة ومحبة ومواهب كروية قادرة على العطاء لسنوات طويلة، لتكون هي التي ستضعه مجدداً على منصة البطولات المحلية والآسيوية.

متابعة: نزار جمول