الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

لوحة فسيفساء (عقيربات)

 

أشار الباحث عبد القادر فرزات مدير آثار حماة في محاضرته التي ألقاها عن اللوحة الفسيفسائية المكتشفة في موقع عقيربات الأثري, إلى أهمية اللوحة كونها تعتبر ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سورية بعد لوحة (طيبة الإمام) شمال حماة, إذ تبلغ مساحتها /450/ مترا مربعا وكانت تشكل جزءا من أرضية كنيسة مساحتها الكلية نحو /660/ مترا مربعا وتعود للقرن الخامس الميلادي, وقد نفذت بتقنية عالية المستوى من مكعبات حجرية صغيرة الحجم متعددة الألوان, رسمت فيها أجمل المشاهد من ضمنها أشكال هندسية ونباتية وحيوانية متنوعة ونادرة, لها دلالات دينية مسيحية معروفة, من بينها طيور الطاووس, والحجل,والحمام البري, والخراف والغزلان, والأسماك, إضافة إلى مشاهدة شجرة الحياة التي تدل على الخصوبة والاستدامة, كما تضمنت اللوحة أربعة عشر نصا كتابيا باللغة الإغريقية وضعت ضمن أطر هندسية تحيط بها الكثير من المشاهد, ويرد في هذه النصوص ذكر أسماء عدد من الأشخاص, الذين مولوا هذه الأعمال النذرية وهم متبرعون عاديون وأساقفة وموظفون كانوا يقومون بالإشراف ورعاية هذا النوع من الأبنية, ورصف أرضياتها بالفسيفساء حيث يرد ذكر المساحات التي تم التبرع بها محسوبة بالأقدام المربعة, ويتراوح تاريخ النصوص بين عامي 414/437 م, ويتألف مبنى الكنيسة من ثلاثة أقسام تفصل بينها أعمدة قسم رئيسي في الوسط, ويتوسطه (بيما) الوعاظ المرتفع قليلا وجناح من كل جانب وقد بنيت جدرانها من الحجارة الكلسية القاسية ومازالت أجزاء منها موجودة حتى الآن, وتأتي أهمية اللوحة كما يقول فرزات لغناها بالرسوم المتنوعة المنفذة بإتقان وبعدد النصوص المكتشفة فيها وبتقنية التصنيع التي تدل على براعة الفنان السوري ومهارته عبر العصور, وتطرق فرزات إلى آلية التنقيب ومعوقات العمل وقيام عناصر الدائرة بالمشاركة مع المختصين في مديرية الآثار والمتاحف بنقلها من مكانها إلى متحف حماة الوطني.
محمود البعلاو