اقتصادصحيفة البعث

مشروع تطوير الثروة الحيوانية يستهدف وضع أسس تمكين الريف والنهوض به

 

دمشق – فاتن شنان

لاشك أن التخطيط لربط إقامة المعامل والمنشآت الغذائية بأماكن توزع الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية الرئيسية، هي من الأولويات التي يجب أن نعمل عليها، لتجاوز العديد من الإشكاليات التي تواجه الريف السوري والنهوض بواقعه، فعلى الرغم من توفر الثروات الحيوانية والنباتية فيه، إلا أن فرص العمل محدودة لغياب سياسات وخطط تهدف لاستثمار موارده بالشكل الأمثل. فرغم نشاط مشروع تطوير الثروة الحيوانية في تقديم كافة الإمكانيات اللازمة لتطوير الريف سواء عن طريق القروض، أم من خلال الدعم الفني والمهني المتمثل بدورات نموذجية لكافة المربين تتضمن طرق وأساليب تربية الحيوانات، وكيفية الرعاية الصحية وتأمين مستلزماتها الغذائية والدوائية، إلا أنه يبقى دون المستوى المنشود، ومحصوراً في نطاق تأمين الاكتفاء الذاتي للأسر الريفية، ما لم يتم التخطيط لرفده بمشاريع إنتاجية صناعية أو زراعية، من شأنها تجميع منتجات الثروة الحيوانية وتحويلها إلى صناعات غذائية بمواصفات قياسية تضمن انسيابها إلى الأسواق المحلية والعربية، وبالتالي تأسيس مشاريع صغيرة أو متوسطة تساهم في تطوير هذا القطاع من جهة، ورفع قيمة العائد المادي لتلك الأسر وخلق فرص عمل عديدة من جهة أخرى.

وبين مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية الدكتور رامي العلي أن المشروع يهدف إلى وضع الأسس التي من شأنها تمكين الريف السوري، والنهوض بواقعه من خلال توثيق أماكن توزع الثروة وأنواعها ليتم التخطيط المستقبلي بناءً عليها، منها إقامة منشآت تعتمد على منتجات الحيوانات من مادتي الحليب واللحوم، إضافة إلى اعتباره قاعدة أساسية لتصويب الرقم الإحصائي للثروة الحيوانية، وبالتالي تحديد مستلزمات الإنتاج من أعلاف وأدوية ولقاحات لحمايتها ورعايتها صحياً، كما يتم وفقها تحديد الفائض من الثروة لتحديد المقدار المسموح للتصدير.

وفي سياق متصل يتابع المشروع خطة الترقيم للثروة الحيوانية، وقد تم الانتهاء من ثلاث مناطق وهي “السويداء واللاذقية والغاب”، حيث بين العلي أن الترقيم الفعلي بدأ أمس في محافظة طرطوس موزعاً على ست مناطق منها منطقة “الشيخ بدر وبانياس والقدموس”، وتم حتى الآن ترقيم 5 آلاف رأس، مشيراً إلى أنه يتزامن مع هذا الترقيم إدخال لكافة البيانات التغذوية والصحية وغيرها إلكترونياً، لافتاً إلى أن الترقيم سيستغرق مدة لا تقل عن 15 يوماً، لتكون الغوطة الشرقية ومحافظة دوما هي المحطة القادمة للترقيم، وفيما يتعلق في عدد المقترضين خلال عام 2018 بين العلي أن العدد بلغ نحو 361 مقترضاً، منهم 144 سيدة، وبلغت قيمة القروض الإجمالية لهذا العام 37 مليون ليرة، يذكر أن العدد الإجمالي للمقترضين منذ بداية المشروع حتى اليوم بلغ 3369 مقترضاً بقيمة إجمالية بلغت نحو 281 مليون ليرة.