الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

إمساكية رمضان

 

مع بداية كل رمضان تبدأ المحلات والمؤسسات بتوزيع إمساكية بالتقويم الهجري والميلادي لبداية الشهر ونهايته، وكذلك مواقيت الصلوات والإفطار والإمساك فيه، وبالرغم من تطور التكنولوجيا إلا أن الكثيرين ما زالوا يحافظون على هذه العادة الرمضانية التي تعود بدايتها إلى عهد محمد علي باشا قبل أن يفارق الحياة بعامين أي إلى رمضان سنة ١٢٦٢ هجرية، أيلول ١٨٤٦ م، وطبعت في دار الطباعة بالقاهرة وكتب عليها: “أول يوم رمضان الاثنين، ويرى هلاله في الجنوب ظاهراً كثير النور قليل الارتفاع ومكثه خمس وثلاثون دقيقة”.
تأتي تسمية الإمساكية من الكلمة العربية “إمساك”، والذي معناه التوقف عن الأكل والشرب في نهار رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
تطورت الإمساكية من أول ظهور لها من ناحية التصميم وطرق الطباعة حيث طبعت من العشرينيات إلى الأربعينيات في القرن العشرين على صور وأشكال وأغراض مختلفة، فكانت أول إمساكية يتم توزيعها على سبيل الدعاية والإعلان إمساكية مطبعة تمثال النهضة المصرية لصاحبها محمود خليل إبراهيم في شارع بيبرس الحمزاوي في رمضان من العام 1929 م.
وفي عهد الملك فاروق تطور تصميم إمساكية رمضان بعد أن كان عبارة عن ورقة واحدة فأصبح كتيباً صغير الحجم يضم بعضاً من آيات القرآن وأدعية وأحاديث نبوية، بالإضافة إلى مواقيت الصلاة والتقويم، وفي عام 1945م توسع استخدام إمساكية رمضان في الدعاية التجارية والإعلان عن المنتجات والبضائع على يد رجل الأعمال اليهودي داوود عدس، الذي طبع أول إمساكية لسلسلة محلاته في رمضان سنة 1945، لكن اختلفت إمساكية داوود عدس عن غيرها كونها كانت إمساكية مرفقة بمعلومات الصيام وفضله وأسباب فرضه، وأسفل كل هذه المعلومات إعلان دعائي لمحله وتوفر البضائع فيه، وتعد الإمساكية التي طبعها داوود عدس الملهمة لأغلب إمساكيات رمضان ذات الورق المتعدد، حيث طور إمساكية طُبِعَت من أحد تجار العطارة سنة 1937 والتي احتوت على أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية وأذكار الصباح والمساء وأحكام زكاة الفطر وأجندة ومواعيد.
علا أحمد