الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخطوات تتسارع لتسوية الأوضاع بين الكوريتين

 

يبدو أن الأمور في شبه الجزيرة الكورية قد وضعت على سكة الحل، بعد أن أجمع الشركاء الإقليميون على ضرورة دعم الجهود الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين، حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده مستعدة لدعم الاتفاقيات الملموسة لتسوية الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية ولن تتدخل في المفاوضات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية.
وقال لافروف للصحفيين بعد لقائه نظيره الكوري الديمقراطي لي يونغ هو في بيونغ يانغ أمس: “تجرى حالياً مشاورات تمهيدية للخبراء بين واشنطن وبيونغ يانغ ولا نعتقد أنه يحق لنا التدخل في هذه العملية، لكن عندما سيكون من الضروري مناقشة هذه الاتفاقيات من المجتمع الدولي فسيتعيّن على مجلس الأمن الدولي دعمها”، مضيفاً: “سنكون جاهزين لدعم الاتفاقيات الملموسة التي ستتفق مع مصالح جميع الأطراف المشاركة”.
وشدّد لافروف على أن قيادة كوريا الديمقراطية هي التي يجب أن تحدّد ما هي الضمانات الدولية التي ستكون كافية بالنسبة لها، مشيراً إلى أن تسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية تتطلب وقتاً وموافقة مفصلة على كل أجزاء الاتفاقيات.
ولفت لافروف إلى أن حل القضية النووية لكوريا الديمقراطية لن يكون شاملاً قبل إلغاء كل العقوبات المفروضة عليها، مضيفاً: إن عملية رفع العقوبات ستكون خلال المحادثات المقبلة ويجب أن تكون تدريجية.
من جهة ثانية وفي إطار العلاقات بين روسيا وكوريا الديمقراطية أكد لافروف وجود فرصة لتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما، مشيراً إلى أن البلدين يحضّران لتوقيع 3 اتفاقيات للتعاون بين الجامعات.
وكان وزير الخارجية الروسي قد وصل في وقت سابق إلى بيونغ يانغ في أول زيارة له إلى كوريا الديمقراطية منذ عام 2009.
من جهته، أكد رئيس كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون أن الوضع في شبه الجزيرة يتغيّر بما يتلاءم مع مصالح كوريا الديمقراطية وجارتها الجنوبية، وقال خلال لقائه وزير الخارجية الروسي: “إن كوريا الديمقراطية تثمّن عالياً النهج الذي تتبعه الحكومة الروسية في ظل الرئيس فلاديمير بوتين والقائم على مواجهة الهيمنة الأميركية في العالم بشكل حازم وصارم”.
وأعرب كيم عن استعداده الدائم لإجراء محادثات وتبادل عميق للآراء مع الجانب الروسي في كل القضايا، لافتاً إلى أن زيارة لافروف إلى بيونغ يانغ تظهر حرص واهتمام موسكو بالمزيد من تطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين، وأشار إلى أن الزيارة تأتي في وقت تتسارع فيه الخطوات في شبه الجزيرة الكورية نحو الحوار والمشاورات بما يتفق مع مصالح شعبي كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية.
بدوره أعرب لافروف عن حرص روسيا على استتباب الأمن والاستقرار وازدهار شبه الجزيرة الكورية بشكل خاص وشمال شرق آسيا بشكل عام، وأضاف لافروف: “نحن والرئيس بوتين نقيّم بإيجابية عالية إعلان بانمونجوم الذي وقّعه الرئيس الكوري الديمقراطي ونظيره الجنوبي خلال قمتهما في الـ27 من نيسان الماضي.. ونحن على استعداد للمساهمة والمساعدة في تنفيذه بأي طريقة ممكنة ولاسيما ما يتعلق منه بمشاريع بناء سكك الحديد التي سيتم تنفيذها في المستقبل بمشاركة روسيا”.
ووجّه لافروف الدعوة للرئيس الكوري الديمقراطي لزيارة موسكو وقال أثناء اللقاء: “ندعوكم لزيارة روسيا وسنكون سعداء جداً بتلبيتكم الدعوة”.
من جانب آخر، تستمر المفاوضات بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومساعد رئيس كوريا الديمقراطية كيم يونج تشول، في نيويورك تمهيداً للقمة المرتقبة بين ترامب وكيم، وتهدف هذه المفاوضات إلى تجاوز الخلافات بخصوص ترسانة بيونغ يانغ النووية التي دفعت ترامب إلى إلغاء القمة التي كان من المقرّر أن تعقد في سنغافورة يوم الـ12 من حزيران.
وكتب بومبيو في تغريدة نشرها على “تويتر”: “القمة لا تزال متوقّعة”، مؤكداً أنه يتطلع إلى لقاء كيم يونغ شول لمناقشة الموضوع.