رياضةصحيفة البعث

السلة والقدم تستأثران بالاحتراف.. والألعاب الفردية بعيدة عن الأضواء

دمشق- البعث

تحدثنا كثيراً عن أن الاحتراف الذي دخل رياضتنا كان ناقصاً في كافة أشكاله، ولم تستطع لا الأندية الرياضية، ولا حتى القيادة الرياضية تطبيقه بالشكل الذي يعود بالفائدة على الرياضة، وبعد سنوات من العمل بنظام الاحتراف نتساءل: ماذا كسبت رياضتنا منه؟.

من المتعارف عليه وفي كافة أصقاع العالم أن الاحتراف يعني استثمار اللاعبين على أكمل وجه، وتأمين العقود المناسبة للاعبين، وحتى للكوادر الفنية، وكل ذلك مرتبط أولاً بالأندية، فهي المعنية بتطبيق نظام الاحتراف بشكله الأمثل.

فرياضتنا عامة لم تستطع أن تطبق هذا النظام إلا على لعبتي كرة القدم والسلة، ورغم ذلك فإننا نجد أن تطبيقه لم يلب الطموحات، فخرجت أنديتنا من كافة مشاركاتها الخارجية من الأدوار الأولى، ولم تترك أية بصمة تذكر، الأمر نفسه ينطبق على صعيد منتخباتنا الوطنية، حيث وضح التراجع الكبير على المنتخبات بكافة الفئات، وخرجنا الموسم الحالي خالي الوفاض، بل تعرّضنا لخسارات ثقيلة أرهقت كرتنا، مع استثناء لمنتخب الرجال الذي كان على بعد مباراة واحدة من التأهل لكأس العالم، والأمر نفسه ينطبق على كرة السلة التي لا هم لمسؤوليها سوى إقامة المسابقات المحلية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وآخر همها تطوير اللعبة والارتقاء بها، ولولا النظام المتبع من قبل الاتحاد الدولي للعبة لما وجدنا منتخبنا يشارك بأية بطولة خارجية، والدليل أنه لم يستطع بنهائيات آسيا الأخيرة التي أقيمت في لبنان تسجيل سوى انتصار واحد، وحتى مشاركته الحالية بتصفيات كأس العالم لم يقدم خلالها أي شيء، أما أنثوياً فلم نشارك بأي محفل خارجي منذ أكثر من عشر سنوات (باستثناء 3×3)، وكذلك غابت أنديتنا عن المشاركات الآسيوية بحجج واهية.

أخيراً لابد من القول إنه عندما كانت الرياضة هواية، كانت تعتمد على تأهيل فرق القواعد، وانتقالهم من الفئات العمرية الصغيرة للرجال، فكان اللاعب ينتمي للنادي، ولقميص النادي، ويبكي للخسارة، ويفرح بالفوز، أما الآن فأي لاعب لا هم له سوى اللعب مقابل المال، وحب النادي آخر هم له، كما أننا وصلنا في أيام الهواية لمراحل متقدمة باللعبتين (قدم وسلة) في كأس العالم للشباب والناشئين، إذاً الهواية كانت حكاية انتصار وولاء وإنجازات، إلا أنها مع نظام الاحتراف بدأت رحلة الانحدار باحتراف منقوص!.

أما الألعاب الفردية فلم تدخل دائرة الضوء، بل بقيت تعاني الأمرين، واستمرت على فتات اللعبتين الجماهيريتين رغم أنها كانت الأفضل على صعيد النتائج في البطولات الخارجية.