ثقافةصحيفة البعث

ممثلون أثبتوا حضورهم في موسم 2018

يقول “فيكتور هوغو”: “الممثل يسلي الجمهور ويمتعه، ويسكب له المثال، ويحقق له حياة أخرى يعيشها، بأن يتقمصه أثناء الاندماج الدرامي”؛ كلام “هوغو” كان بالتأكيد عن الممثل المسرحي، لكنه ينسحب أيضا على كافة أنواع الدراما الأخرى، ومنها التلفزيونية؛ حيث جهود كبيرة يبذلها هؤلاء بتقديم أفضل ما لديهم من أداء، في فن ليس من الفنون السهلة أبدا، وفي ظروف عمل صعبة، ولا بد من التنويه لجهود الأكثر تألقا بينهم، هناك أسماء لها حضورها المميز لهذا الموسم الدرامي، منهم:
أيمن عبد السلام: للعام الثالث على التوالي، يخطو بهدوء وثقة على درب الإنجاز، في كثير من المشاهد، ينجح “عبد السلام” في جلب المزاج السينمائي إلى التلفزيون، ويشتغل بحرفية عالية على الإحساس الداخلي للشخصية.
تيم حسن: في حقل ألغام خطير، دخل هذا النجم المتألق منذ بضعة أعوام، قام بقطيعة مع النماذج التي قدمها في الماضي، معتمدا على رصيدها وعلى مهارته الفائقة في الأداء، بأنواع شخصيات ليس لديها عمق “الأخوة، لو، تشيلو، الهيبة بجزئيه”، مهارته في الأداء تنجح في رفع مستوى الشخصية والعمل ككل، ولكن ذلك يهدد بأن يحدث العكس، عندما ينزل مستوى الأداء نفسه إلى مستوى الشخصية، ولكنه حتى الآن ينجح في الأدوار التي يقدمها.
ديمة قندلفت: لا تمتاز فقط بطبقات التمثيل المتعددة، على مستوى الحركة و الإلقاء الصوتي، بل أيضا عندما تصمت، وتصغي، لديها قدرة مذهلة على الإيحاء بمشاعر الشخصية، في حلقة (قابل للطعن-مسلسل شبابيك)، تقدم بحرفية الزوجة التي تتعرض للضرب، هناك مشهد تفتح فيه الباب لصديقتها التي تزورها، تعبر فيه بنظرتها تماما عن “الخجل” مما تتعرض له من اضطهاد، وكأن صديقتها كانت تشاهدها أثناء ذلك، وتحافظ على هذا المستوى المرتفع في الأداء طيلة الحلقة.
زينة بارافي: أثبتت حضورا لافتا في (ما وراء الوجوه)، وذلك بتقديم شخصية الفتاة البريئة، القادرة على الانفعال والدفاع عن نفسها، وفي هذا الموسم أيضا تؤكد على أنها نجمة واعدة، ملامحها الطفولية المصحوبة بفن الإلقاء الصوتي المتنوع، يجعلانها مؤهلة، للعب أدوار متنوعة، كما أنها صاحبة مهارة عالية في الانتقال بسرعة بين مشاعر مختلفة، والتعبير عنها كما يجب.
سامر إسماعيل: هذا الموسم ينفض عنه الأذى الكبير الذي تعرض له سابقا؛ سواء في الأعمال التاريخية التي حرمته صوته، أو في تلك التي ظهر فيها بشخصيات ركيكة مثل “صرخة روح”؛ مشهد واحد فقط في مسلسل “فوضى”، يكشف أنه ممثل مميز، عندما تأتي إليه ابنة الجيران أمام المحل خلف تنكة النار، تأخذ منه جواله الشخصي، الذي لا يعرف حتى رقمه؛ في قرابة الدقيقة استطاع تقديم، كل محنه الشخصية السابقة ببراعة، فظهرت عليه بوضوح تام.
قمر مرتضى: من يشاهدها ينسى تماما للحظات أنه يتابع عملا دارميا على الشاشة، تتكلم وتنظر وتنفعل، كما لو كانت في فيلم وثائقي أو في الواقع الذي نلاحظه مباشرة، طريقة أدائها تشتغل على النوع الذي يذهب بالجمهور، إلى إدراكها وكأنها من أقربائه، لم تأخذ حقها حتى الآن في دور يليق بإمكانياتها وبأدائها الساحر للدور.
كاريس بشار: فنانة سورية من طراز متفرد وقائم بحد ذاته في فن الأداء، كما هي في الحياة؛ أنها مخلصة لمهنتها التي صارت فيها من الأرقام الصعبة وخلال فترة قياسية، لتصبح واحدة من النجمات السوريات الأكثر متابعة محليا وعربيا، وفي هذا الموسم أيضا، لا تتنازل “كاريس”، عن هذه المهنية، ولا زالت من أكثر الفنانات السوريات اللواتي ربما يحضر الجمهور لأجلها عملا كاملا، ففيها كل مواصفات النجمة الذهبية، لكنها لا تحبذ ألقابا كهذه يروجها عادة الإعلام الفني الساذج، وهذه الجدية في التعامل مع شأن تعتبره خطير كهذا، هي نفسها الجدية التي تحقق فيها أعمالها بكل ثقة بأنها بالتأكيد، قدمت أفضل ما يجعلها في أدائها المبهر، ما يبقيها من الأرقام الصعبة جدا في الدراما المحلية والعربية.
محمود نصر: في الموسم الفائت نجح في حل عدد من الثغرات في طبيعة شخصية “الكاتب” التي أداها في مسلسل “الندم”، وكشف عن موهبة فريدة في تقديم شخصية واحدة في زمنين مختلفين “الماضي والحاضر في ذلك المسلسل”، هذا الموسم، قام بتنويع خياراته أكثر، وأثبت مهارة جادة في كونه ممثل يعرف كيف يقدم شخصية جديدة ومختلفة في كل مرة، وليس من النوع الذي يركن إلى نوع جامد يكرره، بل لديه دائما ما هو جديد.
نجاح سفكوني: أي مهتم بالدراما السورية، لا يستطيع أن ينسى أداءه الرائع في مسلسل “جريمة في الذاكرة”؛ قلما يحظى بفرصة على مستوى موهبته العالية، في مسلسل “أحمر” مثلا، كان له حضوره المميز، رغم انخفاض المستوى الفني للعمل ككل، وفي “الهيبة1″، هيمن على أي مشهد ظهر فيه، ببراعته العالية في التمثيل، وفي هذا الموسم كسبته الشاشة المحلية أيضا، بأداء ذي جرعة فنية عالية، أداء لا يمكن لغيره أن يجيده، فهو خاص جدا به، ويحضر في الدراما المحلية، كما يحضر التشيلو في الفرقة السيمفونية، صوته منخفض، لكنه عندما يعزف يسكت الآخرون، فيجود ببديع اللحن، ويعطي للقطعة الموسيقية روحا مضافة.
نانسي خوري: لفتت الأنظار إليها بأدائها المبهر في مسرحية (زجاج)2015، ومع أنها كانت في عرض مسرحي، غير أنها قدمت أداء منضبطا، هادئا ومثاليا للكاميرا، جعلها محط اهتمام عدد من المخرجين، وفعلا قدمت عددا من الأدوار التلفزيونية، في الموسم الماضي وهذا الموسم، تشي بأن لديها الكثير من حظوظ في التفوق في المهنة مستقبلا.
يبقى من الضروري أن نشير إلى اسمين كبيرين، لم يردا ببساطة لأن كل منهما يحتاج إلى مادة منفصلة، وهما النجمان الكبيران “بسام كوسا” و”سمر سامي”.
تمّام علي بركات