أخبارصحيفة البعث

قصة الأردن مع «صفقة القرن»

 

د. مهدي دخل الله

ما يحصل في الأردن أكثر من مجرد احتجاجات مطلبية…

هناك شيء «استراتيجي» يُحضّر للأردن تحت سطح الأحداث…

منذ فترة بدأت عملية إلقاء الأردن في أحضان إسرائيل ودفعه للاعتماد عليها بشكل كامل..

الخطة: قطع المعونات الخليجية، خاصة السعودية منها، لإضعاف الأردن وجعله فريسة سهلة يلعب بها الكيان الصهيوني كما يشاء، واستكمالاً لهذا القطع سوف تقوم الولايات وبريطانيا بابتزاز الأردن، وفرض عليه «سماع كلمة» إسرائيل بما في ذلك نفي الأردن كدولة..

الهدف: التمهيد لذوبان الأردن شيئاً فشيئاً، وتحويله إلى «وطن بديل» للفلسطينيين الذين ستضيق بهم الكيلومترات التي سيأخذونها من الضفة الغربية ليشكلوا فيها دويلة تحت وصاية إسرائيلية في إطار صفقة القرن..

إن «الانفجار السكاني» في «فلسطين الضيقة» القادمة سيجد وفق الخطة ملاذه شرق النهر بدل أن يضغط باتجاه الأجزاء الأخرى من فلسطين الطبيعية، أي فلسطين 48.

هكذا يتحقق «الوطن البديل» عملياً (de facto)  إذا كان من الصعب تحقيقه قانونياً (de jure)..

أذكر أنه في أواخر الثمانينيات عندما بدأت ملامح انهيار الاتحاد السوفييتي تظهر، ألقى القائد التاريخي حافظ الأسد خطاباً مهماً أوضح فيه أننا إذا مددنا يدنا للغرب، فسيأخذوننا شيئاً فشيئاً إلى حافة الهاوية … ثم إلى الهاوية ذاتها..

هذا هو الفرق بين الفهم السوري لما يحصل وفهم الآخرين، بمن فيهم الأردن، لطبيعة الاستعمار الجديد ولأهدافه..

هو ليس مجرد فهم، إنها ثقافة… بمعنى أنها منهج تفكير وطريقة حياة. ثقافة التنازلات توصلك إلى الهاوية، وثقافة الاستقلال توصلك إلى النجاة… مهما كان الثمن..

ما يحصل اليوم في الأردن بدأ في «وادي عربة»، وهو نتيجة طبيعية لثقافة الاستقلال المنقوص، أو الاستقلال الشكلي الفاقد جوهره.

عندما وقّع الأردن اتفاقية «وادي عربة» شعر أحرار الأردن بالخطر القادم المميت، واليوم أي مصير يواجهه شعب الأردن الشقيق، وقد باعته السعودية لإسرائيل وفق خطة واشنطن..

لا شك في أن تطورات درامية ستحصل في هذا البلد الشقيق، ولن ننسى أننا في سورية منذ الخمسينيات، كنا نرفع شعاراً «بالأردن إلنا أحرار».

mahdidakhlala@gmail.com