الصفحة الاولىصحيفة البعث

مجزرة دموية سادسة لتحالف واشنطن خلال شهر الخارجيــــة: عقاب للأهالي على رفضهم الانضمام للميليشيات الانفصالية

تدلل الجرائم المتكررة لتحالف واشنطن الإرهابي بحق الشعب السوري أن غايتها من العمليات التي تنفذها هي معاقبة الأهالي على صمودهم، وتقديم الدعم إلى فلول التنظيمات التكفيرية، وعلى رأسها داعش للاستمرار في مخططها التدميري.

بالأمس ارتكبت طائرات “التحالف الدولي” مجزرة جديدة بحق السوريين هي السادسة منذ بداية الشهر الماضي، استشهد فيها 10 مدنيين على الأقل بينهم نساء وأطفال في قرية جزاع بريف الحسكة الجنوبي.

تكرار القصف الأمريكي العشوائي، أدى إلى نزوح مئات العائلات خوفاً من تجدد الاستهداف الجوي والمدفعي، الأمر الذي أدى إلى أوضاع إنسانية مأساوية للمهجّرين من قراهم.

وزارة الخارجية والمغتربين، أكدت أن “التحالف الدولي” المارق على الشرعية الدولية الذي تقوده الولايات المتحدة يستهدف الأهالي عقاباً لهم على رفضهم الانضمام الى الميليشيات الانفصالية العميلة للولايات المتحدة، مشددة على أن الهدف الوحيد لهذا التحالف وقيادته الأميركية هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وإطالة أمد الأزمة، مطالبة مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، والتحرك الفوري لوقف المجازر التي يرتكبها هذا التحالف بحق الشعب السوري، ومنع تكرارها، وإنهاء الوجود العدواني للقوات الاميركية والأجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية، في حين أكدت منظمة العفو الدولية أن الهجمات التي شنها “التحالف” بذريعة محاربة الإرهاب ضد مدينة الرقة العام الماضي ترقى إلى جرائم الحرب.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر أهلية في الحسكة بأن طائرات التحالف الدولي قصفت منازل المواطنين في قرية جزاع شمال الدشيشة بالريف الجنوبي لمدينة الشدادي، ما تسبب باستشهاد 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال ودمار كبير في الممتلكات العامة والخاصة، وأشارت المصادر إلى أن “التحالف الدولي” كثّف من اعتداءاته خلال الأيام الأخيرة على التجمعات السكانية بريف الشدادي الجنوبي الشرقي، حيث يتعمد تدمير منازل المدنيين، ولا سيما في القرى التي رفض أهلها الانضمام إلى ميليشيا “قسد”.

وارتكب “التحالف الدولي” منذ تشكيله بشكل غير شرعي من خارج مجلس الأمن في عام 2014 بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي عشرات المجازر، أسفرت عن استشهاد وجرح المئات من المدنيين، إضافة إلى استهدافه البنى التحتية من جسور ومنشآت حيوية في أرياف دير الزور والحسكة، وتدميره مدينة الرقة بشكل شبه كامل، وتهجير مئات الآلاف من سكانها.

إلى ذلك قالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالة وجهتها الوزارة إلى أمين عام الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن حول اعتداءات التحالف المستمرة على الأبرياء من أبناء الشعب السوري، وعلى سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية: إن هذا التحالف غير الشرعي مستمر بارتكاب المجازر بحق المدنيين السوريين، حيث أقدم طيرانه الحربي يوم الاثنين 4 حزيران 2018 على قصف منازل المدنيين في قرية جزاع بمحافظة الحسكة، كما قام بقصف منازل المدنيين الآمنين في قرية حسن العلي يوم الأحد 3 حزيران 2018 سبقها ارتكابه مجزرة يوم السبت 2 حزيران 2018 بحق أهالي قرية ذيب جزاع بمحافظة الحسكة، إضافة إلى قصفه المتكرر خلال نفس الفترة لقرى الدحو والدشيشة وتل الشاير والتجمعات السكانية بريف الشدادي في المحافظة، حيث أدت هذه الجرائم المروعة إلى استشهاد 22 مدنياً منهم رجل طاعن في السن والباقي نساء وأطفال فضلاً عن التدمير الذي لحق بمنازل المدنيين وممتلكاتهم والبنى التحتية في القرى جراء هذا القصف.

وأضافت: إن هذا التحالف المارق على الشرعية الدولية قام باستهداف أهالي هذه القرى عقاباً لهم على رفضهم الانضمام إلى الميليشيات الانفصالية العميلة للولايات المتحدة الأمريكية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور والتي تقوم الولايات المتحدة الامريكية بتنظيم العلاقة بينها وبين إرهابيي داعش، حيث يعمل على إعادة هيكلة بعضهم ضمن هذه الميليشيات، واستغلال البعض الآخر في استهداف مواقع الجيش العربي السوري بغية تمكينهم من السيطرة مجدداً على المناطق التي حررها الجيش العربي السوري وحلفاؤه من رجس الإرهاب، وتابعت الوزارة: لم يتوان هذا التحالف الإجرامي عن تقديم الإسناد الناري المباشر لتنظيم داعش الإرهابي ضد الجيش العربي السوري في حالات عديدة، كان آخرها بتاريخ 24 أيار 2018 عندما استهدف طيرانه الحربي مواقع عسكرية للجيش العربي السوري بين البوكمال وحميمة في ريف دير الزور بعد أقل من 24 ساعة على إحباط الجيش العربي السوري هجوماً لإرهابيي داعش على هذه المواقع.

وأردفت وزارة الخارجية والمغتربين: إن استمرار هذا التحالف بارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب السوري واستمراره بدعم الإرهاب واستخدامه الإرهابيين والميليشيات الانفصالية لتحقيق أغراضه السياسية الدنيئة، إنما يؤكد ما دأبنا على الإشارة إليه من أن الهدف الوحيد لهذا التحالف وقيادته الأميركية هو تقويض سيادة ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وإطالة أمد الأزمة في تناقض صارخ مع قرارات مجلس الأمن التي أكدت جميعها ضرورة صون وحدة شعب وأرض الجمهورية العربية السورية، وقالت: تطالب الجمهورية العربية السورية دول التحالف التي تدّعي حرصها على حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة بإعلان انسحابها من هذا التحالف المشين، كما تطالب مجدداً مجلس الأمن بتحمّل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين والتحرك الفوري لوقف المجازر التي يرتكبها هذا التحالف بحق الشعب السوري ومنع تكرارها وإنهاء الوجود العدواني للقوات الاميركية والاجنبية الأخرى الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية ومنع الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ مخططاتها التي تهدف إلى دعم الإرهاب في الجمهورية العربية السورية ونهب ثرواتها، وهي المخططات التي كشفتها الجرائم الأميركية الجديدة والتي سبقتها، وخاصة تدميرها التام لمدينة الرقة، وعدوانها الغادر وفرنسا وبريطانيا على الجمهورية العربية السورية بتاريخ 14 نيسان 2018.

وختمت وزارة الخارجية والمغتربين رسالتها بالقول: إن الولايات المتحدة الأميركية لا تملك المبرر الأخلاقي لسياساتها العدوانية في سورية والمنطقة والعالم، لأنها أصبحت جزءاً لا يتجزأ من صناعة المخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين.

وفي سياق متصل، أكدت منظمة العفو الدولية أن الهجمات التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بذريعة محاربة الإرهاب ضد مدينة الرقة العام الماضي ترقى إلى جرائم الحرب، وقالت في تقرير لها: إنه خلال الحملة التي شنها التحالف ضد مدينة الرقة انتهك بشكل واضح القانون الدولي، ولم يتخذ ما يكفي من الإجراءات لحماية المدنيين أو يأخذ الاحتياطات اللازمة لتقليل الضرر الواقع بهم لأدنى حد.

ووثقت المنظمة حالات أربع أسر قالت عنها: إن تجاربها كانت مثالاً لنماذج أوسع ودليلاً واضحاً على أن هجمات التحالف العديدة التي أوقعت قتلى ومصابين مدنيين انتهكت القانون الدولي الإنساني، وأوضحت المنظمة أنها أجرت مقابلات مع 112 من السكان المدنيين في الرقة خلال بحث ميداني أجرته هناك في شباط، وزارت خلاله مواقع 42 ضربة جوية ومدفعية، لافتة إلى أنه في الحالات الأربع الواردة بالتفصيل في تقريرها أصابت الضربات الجوية باستخدام ذخائر قوية مباني مليئة بالمدنيين الذين كانوا يقيمون هناك منذ فترات طويلة، وأشارت إلى أن الشهود الذين استمعت اليهم ذكروا أنه لم يكن هناك أي وجود مسلح في المنطقة المجاورة للمناطق التي وقعت عليها هجمات التحالف ما يعني أن مثل هذه الهجمات، إما أن تكون هجمات مباشرة على المدنيين، أو على أهداف مدنية أو هجمات عشوائية، مشددة على أن هذه الهجمات تصل إلى حد جرائم الحرب، ودعت العفو الدولية “التحالف” إلى الاعتراف بحجم الدمار الذي تسبب فيه وإلى توفير المعلومات اللازمة لتحقيق مستقل فضلاً عن تقديم التعويضات للضحايا.