الصفحة الاولىصحيفة البعث

إيران تتحسّب لانهيار الاتفاق النووي.. إجراءات لزيادة التخصيب

 

تحسباً لانهيار الاتفاق النووي، صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي بأن طهران بدأت تستعد لصناعة أجهزة طرد مركزي متطوّرة، معلناً أن المشروع النووي السلمي الإيراني لن يعود إلى ما كان عليه بتقويض الاتفاق، بل سيشهد تطوراً هائلاً بمشاركة جميع النخب النووية الإيرانية.

وقال صالحي خلال مؤتمر صحفي، أمس: “إننا نضع الالتزام بالتعهدات كأساس في عملنا، وقمنا بتنفيذ تعهداتنا ضمن الاتفاق النووي”، لافتاً إلى أنه تمّ إصدار الأمر لمنظمة الطاقة الذرية بتسريع فعالياتها ضمن الاتفاق النووي.

وجدّد صالحي التأكيد على أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تسعى لإنتاج الكهرباء والوقود النووي، وأضاف: “إن إيران تستخدم التقنية النووية في الجانب السلمي، والطرف المقابل لا يريد أن نستفيد من هذا العامل القوي، ولن نقبل بالاتفاق المنقوص، أو نعود إلى نقطة ما قبل الاتفاق إذا ما نقضوه”، مبيناً أنه تمّ بناء أرضية كاملة للوحدات النووية ووحدة كهرباء كاملة لوحدة نطنز، علماً أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية جاهزة لكل السيناريوهات”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن في أيار الماضي انسحاب بلاده من التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقّع بين إيران ومجموعة الدول التي تضم إضافة للولايات المتحدة روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا إلى جانب ألمانيا في عام 2015 ما أثار إدانات دولية واسعة.

وأكد صالحي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستفقد مصداقيتها إذا تم تقويض الاتفاق النووي، وأضاف: “ما سنقدم عليه لا يخل بتاتاً بالتزاماتنا تجاه الاتفاق النووي”، وتابع: “سنرفع من مستوى تخصيب اليورانيوم ليزداد إنتاج وحدة الفصل عندما يلغى الاتفاق النووي”، مبيناً أن قرار البقاء، أو الانسحاب من المنظمة العالمية للطاقة الذرية يعود لكبار المسؤولين في الدولة.

وكان قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي أوعز، أول أمس، إلى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتوفير التجهيزات اللازمة بسرعة للوصول إلى 190 ألف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم في إطار الاتفاق النووي، والبدء بالعمل بهذه الإجراءات، وشدد على أن الشعب الإيراني لن يتراجع عن قدراته الوطنية، وسيقف بقوة أمام غطرسة الأعداء، وستكون قراراته عقلانية، ولن يقبل أن تفرض عليه عقوبات، ويمنع من استخدام الطاقة النووية.

من جهته، أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بدء إجراءات التمهيد اللازمة لإنتاج 190 ألف وحدة فصل لليورانيوم الثقيل عن الخفيف، وأضاف: “إن طهران سلّمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية رسالة ببدء زيادة القدرة على تخصيب اليورانيوم وإنتاج سادس ورابع فلوريد اليورانيوم والبدء بتوفير الأرضية لإنتاج أجهزة الطرد المركزي”، موضحاً أن الاتفاق النووي الموقّع في العام 2015 لا يلزم إيران بإبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية مسبقاً، لكن الخطوة تأتي تحسباً لانسحاب دول أخرى من الاتفاق، وعندها سيكون لدى إيران القدرة على الإسراع بإنتاج أجهزة الطرد المركزي.

وقال كمالوندي: “إنه ضمن إطار الاتفاق النووي من المقرر أن تصل إيران خلال 15 عاماً إلى 190 ألف وحدة فصل لتخصيب اليورانيوم، فيما كان المتوقّع أن يكون الوصول إلى 250 ألف وحدة فصل خلال هذه المدة، وسيتم العمل على تسريع الوصول إلى 190 ألف وحدة خلال نحو 15 سنة”، مشيراً إلى أن لدى إيران القدرة على تسريع عملية إنتاج أجهزة الطرد المركزي إذا انسحبت دول أخرى من الاتفاق، أما إذا كان من المقرر زيادة التخصيب، فهناك حاجة لاستخدام جيل جديد من أجهزة الطرد المركزي.

وبيّن أن هناك توجهاً لتنفيذ الأرضية المطلوبة من حيث زيادة القدرة على تصنيع وتجميع أجهزة الطرد المركزي على أن يكون عدد الأجهزة المنتجة كبيراً، لافتاً إلى أن الانتقال إلى 190 ألف وحدة هو حركة عالية السرعة لزيادة الطاقة الإنتاجية لأجهزة الطرد المركزي والدوارات.