الصفحة الاولىصحيفة البعث

ترامب يضغط على أوروبا لمواجهة “التهديد الروسي”!!

 

تمارس الولايات المتحدة بإدارة الرئيس دونالد ترامب ضغطاً على حلفائها الأوروبيين لتقديم مزيد من القوات البرية والسفن والطائرات الحربية بهدف رفع جاهزية الحلف لمواجهة أي “هجوم روسي” محتمل.

ويقول مسؤولون أمريكيون وأطلسيون: “إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس سيسعى للتوصل إلى اتفاق حول خطة واسعة لذلك مع نظرائه الأوروبيين، خلال لقائهم في بروكسل، غداً الخميس، على أن تتم المصادقة عليها أثناء قمة الناتو في شهر حزيران الحالي.

وتقتضي الخطة المعروفة بـ “30-30-30-30″، أن يكون بمقدور الناتو أن ينشر، خلال 30 يوماً، 30 كتيبة برية و30 سرباً جوياً و30 سفينة حربية (بما فيها مدمرات).

وتمثّل هذه الخطة تحدياً لحكومات الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، التي قد طلب منها ترامب زيادة جسيمة في الإنفاق العسكري، وذلك من أجل معالجة مشكلات مزمنة تعاني منها طائرات ومروحيات حربية أوروبية بسبب النقص في قطع الغيار المطلوبة.

ويقول أحد كبار الدبلوماسيين الأطلسيين: “نواجه عدواً (أي روسيا) باستطاعته التحرّك السريع إلى دول البلطيق وبولندا لشن هجوم بري”، حسب زعمه، ويضيف: “لا نملك عدة أشهر كي نقوم بالتعبئة”، فيما يقول مسؤول أمريكي: إن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو مواجهة روسيا التي اتهمها البنتاغون، وفقاً لـ”استراتيجية الدفاع الوطني للعام 2018″، بالسعي إلى “زعزعة حلف شمال الأطلسي”.

ونفت موسكو مراراً وجود أي مخططات من هذا القبيل لديها، محمّلة بدورها الناتو مسؤولية تقويض الأمن في شرق أوروبا.

وبالتوازي أفادت مايا كونسيانتشيش، المتحدّثة الرسمية باسم مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بأن أوروبا تواصل تعاملها مع روسيا بناء على المبادئ  الخمسة المعروفة، وأضافت، خلال إحاطة إعلامية رداً على سؤال حول إمكانية تحسين العلاقات مع روسيا: إن جميع الدول الأوروبية اتفقت على هذه المبادئ في عام 2016، وأكدت عليها في أيار الماضي، وأبرزها: ضرورة تنفيذ اتفاقيات مينسك حول تسوية الأزمة الأوكرانية، وتعزيز العلاقات مع بلدان “الشراكة الشرقية”، وذلك بهدف منع التكامل الاقتصادي والسياسي بين روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق، و(الاستدامة الداخلية في الاتحاد الأوروبي)، ويعني ذلك تحقيق أمن الطاقة والتصدي لما يسمى بـ”الدعاية الروسية”.

إلى ذلك، أعرب رئيس الوزراء الإيطالي الجديد جوزيبي كونتي عن معارضة حكومته للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو، وبالأخص تلك التي تضر بالاقتصاد والمجتمع المدني الروسي، ودعا، في كلمة ألقاها أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، قبيل تصويت المجلس على منح الثقة لحكومته، إلى مراجعة سياسة العقوبات بحق روسيا، مشدداً على أن روما ستكون منفتحة أمام موسكو، التي نشّطت في السنوات الأخيرة دورها الدولي في تسوية الأزمات الجيوسياسية المختلفة.

وفي الوقت نفسه، أشار كونتي إلى أن إيطاليا ستظل عضواً في حلف الناتو، وأن الولايات المتحدة كانت ولا تزال شريكاً مميزاً تقليدياً لها.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية على موسكو في عام 2014، على خلفية الأزمة في جنوب شرق أوكرانيا، وإعادة انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وكان قد مدّد ووسّع غير مرة القائمة السوداء.

وترفض موسكو الاتهامات الموجهة إليها بالتورط في الصراع المسلح الدائر بمنطقة دونباس الأوكرانية، مشددة على أن عودة القرم إلى قوامها جاءت بالتوافق التام مع القانون الدولي.

وفي السياق نفسه، أعرب رئيس الاتحاد السوفييتي الأخير، ميخائيل غورباتشوف، عن اعتقاده بأن روسيا وأمريكا ليستا محكومتين بمواجهة بعضهما البعض، بل تحتاجان إلى إقامة حوار يعيدهما لآفاق التعاون والشراكة.

وخلال مائدة مستديرة مكرّسة للذكرى الـ30 لزيارة الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إلى موسكو، والقمة السوفييتية الأمريكية التي عقدت في العاصمة السوفييتية آنذاك، أعرب الرئيس الأخير للاتحاد السوفييتي عن أمله في أن يكون لدى البلدين “ما يكفي من القوة والطاقة للعمل الكبير الذي ينتظرنا، للخروج من هذه الحلقة المفرغة، وبدء التحرّك نحو علاقات طبيعية”.