الصفحة الاولىصحيفة البعث

“رمزية القدس في فكر الإمام الخميني” ندوة في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق

دمشق- محمد عرفات:

بمناسبة يوم القدس العالمي الذي يتزامن مع الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني، أقامت المستشارية الثقافية لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية ندوة فكرية أمس بحثت في “رمزية القدس في فكر الإمام الخميني”، وقدّم أوراق عملها الأستاذ جواد تركابادي السفير الإيراني في دمشق، والمدير العام لدار البعث د. عبد اللطيف عمران، إضافة إلى أمين سر تحالف فصائل المقاومة الفلسطينية في سورية د. خالد عبد المجيد، وأدار الحوار د. محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية.

وفي مستهل الندوة رحّب المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالحضور، وأشار إلى أن القضية الفلسطينية كانت دائماً الشغل الشاغل للإمام الخميني وإحدى الثوابت والمبادئ التي قامت عليها سياساته، مبيّناً أن الإمام الخميني كان من أوائل الأشخاص الذين ناهضوا بقوة علاقة نظام الشاه مع الكيان الصهيوني.

ومن ثم  تحدّث السفير الإيراني في سورية عن الرؤية بعيدة المدى والمستقبلية التي تمتع بها الإمام الخميني، مشيراً إلى ما كان يحذّر منه الإمام الخميني بشأن اعتماد الغرب على الكيان الصهيوني لتمزيق جسد الأمّة الإسلامية والسيطرة على مقدّراتها وثرواتها وبث السموم في جسدها، ولفت إلى أن مواقف الإمام الخميني المناهضة للكيان الصهيوني ظهرت وتجسّدت قبل سنوات طويلة من الثورة الإسلامية الإيرانية، ذاكراً أنه في عام 1962 ألقى الإمام الخميني بمناسبة يوم عاشوراء خطاباً في جموع غفيرة، هاجم فيه الكيان الصهيوني ورفض فيه إقامة علاقات تعاون ومصالح معه، معتبراً أن دعم الدول الغربية له يعد عدواناً على أبناء الأمّة الإسلامية جمعاء.

وبيّن تركابادي أن الإمام الخميني وبعد مرور بضعة أشهر على الثورة الإسلامية الإيرانية أمر بتحويل سفارة الكيان الصهيوني في طهران أيام حكم الشاه إلى سفارة دولة فلسطين، فضلاً عن إطلاقه ليوم القدس العالمي كي يكون رمزاً للقضية الفلسطينية وشعلة في تاريخها تبقيها متأججة في ذاكرة الأمّة الإسلامية، وحتى يكون محطة أساسية على طريق تحرير فلسطين واسترداد حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة.

من جانبه أشار د. عبد اللطيف عمران إلى رمزية القدس في فكر الإمام الخميني والتي تضمنت هذا العام دلالات جديدة مختلفة عن السنوات والعقود الماضية، معللاً ذلك بما قام به الرئيس الأميركي ترامب بخصوص اعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاشم ونقل السفارة الأميركية إليها، إضافة إلى ما يشاع بشأن “صفقة القرن” التي يراد منها القضاء على القضية الفلسطينية للأبد.

وذكّر د. عمران بما أشار إليه السفير تركابادي بشأن خطاب الإمام الخميني عام 1962، مستذكراً كلامه المتعلق بالعلاقة الوطيدة للشاه مع الكيان الصهيوني والذي أوضح فيه «أن تعاضد ذاك النظام مع الكيان الصهيوني وعملائه وفتحه أبواب إيران على مصراعيها للإسرائيليين وسماحه لهم بالتغلغل في مختلف مؤسساتها ومناصبها الحساسة سيكون له عواقب وخيمة على العرب والمسلمين»، وأشار إلى أن الدور التاريخي للإمام الخميني مستمر في نهج الإمام الخامنئي ومواقفه السياسية، ذاكراً أن كل من يتابع التطورات والأحداث في المنطقة يرى تكامل المواقف بين إيران وسورية ووقوفهما في وجه الكيان الصهيوني، ودفاعهما عن القضية الفلسطينية وعن حقوق أبنائها ويتكامل هذا الدور ويستمر من القائد المؤسس حافظ الأسد إلى حكمة السيد الرئيس بشار الأسد وشجاعته.

وأشار د. عمران إلى التشابه الكبير بين نشأة الولايات المتحدة و”إسرائيل” والتنظيمات الإرهابية التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، مشيراً إلى أن هذا التشابه يكمن من خلال اعتمادها جميعاً على الهجرة والتطرف والإستيطان والإبادة حتى تنمو ويكتب لها البقاء.

وفي ورقة العمل الأخيرة تحدّث د. خالد عبد المجيد عن المأزق الكبير الذي وجدت الفصائل الفلسطينية نفسها به بسبب ذهاب السادات إلى “إسرائيل” ومن بعدها توقيعه اتفاقية كامب ديفيد، مشيراً إلى أن الثورة الإسلامية الإيرانية أزالت هذا العبء وكان لها الفضل الكبير في تقديم الدعم الهام للمقاومة الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في ظل تخلي العديد من الدول الصديقة والشقيقة عن الشعب الفلسطيني وبيعها لقضيته.

وفي نهاية أعمال الندوة دعا السفير تركابادي لحضور مأدبة الإفطار.

حضر الندوة ومأدبة الإفطار إعلاميون ومثقفون ورجال دين.