ثقافةصحيفة البعث

هل الأرباح أهم من الأرواح ؟!

أكرم شريم

كل حادثة مفزعة ومفجعة تحدث في هذا العالم، ويقوم الإعلام وبكل وسائله، الورقية والإذاعية والتلفزيونية والرقمية بنشرها وفي كل مكان في العالم، فإنها أيضاً تنشر معها ما يُفزع ويُفجع، ويؤلم أيضاً.. وفي كل مكان تصل إليه، ذلك أن العقل الإنساني ينشر المشاعر عند كل إنسان يعرف ما حدث.. وكأن ما حدث قد حدث قريباً منه!. فماذا بعد أن يقوم طالب بتنفيذ حادثة قتل جماعي في المدرسة في تكساس، في مدرسته، ومن أين حصل على السلاح وبهذا القدر، خاصة وأن معه عبوات ناسفة!.. طالب مدرسة يرش رفاقه قاتلاً وهو يحمل العبوات الناسفة أيضاً!. وما الذي حدث بعد ذلك، هل أوقفوا بيع الأسلحة للشعب، وللمدنيين، وللشباب، ومن كل الفئات ومتى يشاؤون؟! فكيف يشجع هذا الرئيس بالذات على تجارة الأسلحة وبالذات من أجل الأرباح التي يجنيها أحبابه وتجاره من ذلك، وكأن الأرباح أهم من الأرواح! فكيف يصدقه أي إنسان على وجه الأرض، حين يتحدث عن القدس عاصمة السماء، عاصمة فلسطين الحبيبة، مركز الحجاج لكل الأديان السماوية وكل المؤمنين بالله وبها!.. هذا الرئيس نفسه، يرى بنفسه ماذا تفعل تجارة الأسلحة.. وما هي أخطارها وأضرارها على شعبه، ومع ذلك يسمح بل ويشجع على تجارة الأسلحة واقتنائها من قبل كل من يرغب ويشاء!.

ومع ذلك وبعد حادث هذه المدرسة، يعرف هذا الرئيس الذي ساعده أعداؤنا وأعداء كل شعوب العالم، وكل شعوب العالم تعاني من شرورهم، ودفعوا له وعنه، وسخروا له كل وسائل إعلامهم حتى يصل، وإذا به، وتماماً كما يريدون، يقرر وهو واهم (أن تكون قدس الله لأعدائه) والآن يقرر أن يضع حول المدارس الحرس والعسكر، حتى تتحول كل المدارس في أمريكا إلى ثكنات عسكرية، وما كل ذلك إلا لكي يستمر بخدمة أحبابه تجار بيع الأسلحة للمدنيين ولكل من يشاء صغيراً أو كبيراً، فالأب عنده سلاح والأم عندها سلاح.. والابن عنده سلاح والابنة عندها سلاح فانظروا إلى هذه الأسرة، وبالتالي إلى هذا المجتمع وماذا سيجري فيه من الحوادث وأكثر حوادث القتل في العالم عندهم، فأين الحضارة وأين العناية والحرص على هذا الشعب الأمريكي العظيم؟! وباعتراف كل دول العالم إنه شعب عظيم، وكل شعوب العالم عظيمة طبعاً!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعرف ماهي المصلحة العامة ونقتنع بها، أفراداً وجماعات ولا نقبل بعدها بما يعاكس أو يعتدي عليها لا بانتخابات ولا بتدخلات ولا بكل ما يحاول أن يفرضه علينا، أعداؤنا وأعداء الشعوب!.