اقتصادصحيفة البعث

الشركة العامة للصناعات الزجاجية تستغيث.. وعودتها إلى سابق عهدها مرتهن  بإنجاز مشروع “الفلوت” الحديث..!

لا تزال المفاوضات تجري حتى اليوم لاستكمال مشروع الزجاج المسطح “فلوت”، بعد أن تم سحب الأعمال من المتعهد السابق في العام السابق باعتباره متعهداً ناكلاً عن تنفيذ العقد رقم 6 للعام 2008، وتدرس شركة الصناعات الزجاجية والخزفية بدمشق حالياً العروض المقدمة من القطاع الخاص لتلزيم المشروع لشركة جديدة على حساب ناكل، على أمل انتشال هذا المشروع من الموت المحتم في حال يتنقل من مكتب لآخر دون تحريك أي ساكن ..!

إنعاش للشركة

شركة الصناعات الزجاجية والخزفية المتوقفة عن العمل منذ 2015 واجهت صعوبات كثيرة لخصها لنا غسان جسار مدير عام الشركة، بصعوبة تسويق المنتج وارتفاع تكاليف حوامل الطاقة خاصة مادة الفيول والمازوت والغاز والكهرباء، وارتفاع أسعار بعض المواد الأولية المستوردة، ورغم ذلك استطاعت الشركة تحقيق نسب تنفيذ مقبولة خلال فترة التشغيل، إضافة إلى أنه تم تسويق نحو 1300 طن سنوياً من الزجاج المحجر في سنوات ما قبل الأزمة، وبلغ إنتاج الشركة 7500 طن بين عامي 2014-2015، ولفت جسار إلى أن الشركة قامت بمجموعة من الإجراءات التسويقية في محاولة للنهوض من جديد، أهمها الإعلان عن وكلاء للمحافظات والتعاقد مع وكيل للمحافظات كافة، لكنه لم يستطع التسويق؛ لذلك تم فسخ العقد المبرم معه وحجز الكفالة واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، إضافة إلى الحصول على قرار من رئاسة مجلس الوزراء بمنع استيراد الزجاج المحجر من الخارج وإلزام الجهات العامة بأخذ احتياجاتها من هذه المادة من الشركة العامة للصناعات الزجاجية بدمشق، كما تم الاتفاق مع الحرفيين على بيعهم بضاعة من الشركة ومنحهم عمولة 3%، لكن الحرفيين لم يتمكنوا من استجرار كميات كبيرة، إلى جانب ذلك جرى الاتفاق مع شركة عمران على منحهم عمولة بقيمة 4%، مقابل أخذهم كميات كبيرة من البضاعة، لكن شركة عمران لم تقم باستجرار أية كمية.

وبغرض التسويق لمنتجات الشركة تم الإعلان عنها في وسائل الإعلام والتعميم على كافة العاملين في الجهات العامة لبيعهم بالتقسيط بغرض إنعاش الشركة من جديد ومساعدتها لتصريف البضاعة الموجودة بها، لكن من دون جدوى..

محاولة للنهوض

وعلى الرغم من طرح بعض خطوط الإنتاج في الشركة لتشغيلها لصالح الغير في العام الماضي كمعمل الخزف وخط إنتاج السيليكات، بحيث يقدم العارض مادة كربونات الصوديوم وباقي المستلزمات تؤخذ كأجور تشغيل في محاولة لاستمرار العمل بناء على موافقة الجهات الوصائية وخطة وزارة الصناعة لتنشيط القطاع الصناعي، إلّا أن أحداً لم يتقدم بسبب ارتفاع التكاليف متمثلة بارتفاع أسعار المادة وارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، كما تم بيع خط الكرتون مع مستلزماته إلى مؤسسة التبغ وقامت الشركة بتأجير مبنى معمل الكرتون لمؤسسة التبغ، وأرسلت الشركة دفاتر الشروط الخاصة بخط إنتاج الخزف إلى الجهات الوصائية لاستثماره، وللأسف فقد باءت جميع هذه الإجراءات بالفشل ولم تلبِّ الهدف المطلوب حيث لم تقم الجهات العامة بأخذ احتياجاتها من الزجاج المحجر من بضاعة الشركة، وبقيت كميات كبيرة من هذا الزجاج مكدسة في الشركة دون فائدة.

ضرورة التدخل

وأكد غسان السوطري رئيس الاتحاد المهني لنقابات النفط والمواد الكيماوية أن الشركة العامة للصناعات الزجاجية والخزفية بدمشق لا يمكن أن تعود لعملها كالسابق إلا بإنجاز مشروع زجاج الفلوت الحديث، لكن المشكلة كانت تكمن بالخلاف الحاصل بين المؤسسة الكيماوية وشركة لاسكو، والذي أدى لسحب الأعمال والإعلان عن استكمال المشروع على حساب ناكل، وهناك عروض تتم دراستها لاستكمال إنجاز المشروع، وقد طالب الاتحاد المهني لنقابات النفط والمواد الكيماوية من الجهات الوصائية التدخل بالطرق الإيجابية لاستكمال المشروع، كما بيّن أن السبب وراء عدم القدرة على تسويق الزجاج المحجر يرتبط بعاملين أساسيين؛ أولهما الوضع الراهن الذي يعوق العملية التسويقية، أما العامل الثاني فيرتبط بعدم رغبة المؤسسات أو الجهات العامة بهذا النوع من الزجاج.

وطالب السوطري من الشركة العامة للصناعات الزجاجية والخزفية بدمشق ومن الجهات الوصائية المسؤولة عنها الإسراع قدر الإمكان في إنجاز مشروع الزجاج الجديد “الفلوت”، والعمل على إيجاد منافذ بيع للزجاج المكدس في الشركة خوفاً من أن يصبح مادة مهدورة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد أعباء الشركة وخسائرها، وهذا يتم عبر التواصل مع الجمعيات الحرفية والمؤسسة العامة للإسكان بهدف تصريف بضائع الشركة وتأمين السيولة اللازمة لها.

ميس بركات