ثقافةصحيفة البعث

تألقت في مسلسل “وحدن” تماضر غانم: أنزور وحيده الذي أنصفني

تتألق اليوم كممثلة من خلال شخصية حوريّة التي تؤديها في مسلسل “وحدن” للمخرج نجدت إسماعيل أنزور الذي آمن بموهبتها ووثق بقدرتها على تجسيد هذه الشخصية بما تحملها من ملامح خاصة حين أسند لها إحدى الشخصيات الأساسية في المسلسل، حيث أكدت أن المخرج أنزور هو المخرج التلفزيوني الوحيد الذي أنصفها  في مسيرتها الفنية.

حورية

وعبّرت تماضر غانم عن سعادتها بتجربتها مع أنزور الذي هنأها بنجاحها في “وحدن” بعد بث الحلقة الأولى، وأكد لها أنها بذلت جهداً كبيراً فيه فاستحقت النجاح، وأشارت إلى أنها اجتهدت وتعبت في تجسيد شخصية حورية من خلال بحثها الدائم عن أدق التفاصيل التي يمكن أن تساعدها في بناء الشخصية، وكل ذلك تم بمساعدة المخرج الذي ترك لها مساحة كبيرة لتقديم الاقتراحات التي كانت تراها  مناسبة ولذلك لاقت حورية –برأيها- والمسلسل ككل أصداءً طيبةً عند الجمهور، وخاصة أنه عمل من نوع خاص على صعيد الشكل والمضمون، معترفةً غانم أن حورية تشبهها في الكثير من الملامح والتفاصيل ولذلك تعاملت معها بعفوية وبشكل صادق وطبيعي، ولم تتوانَ عن محاولة تشكيلها بالشكل الذي كتبته الكاتبة ديانا كمال الدين التي برعت في رسم ملامح هذه الشخصية، لدرجة أنها وأنزور ما إن التقيا بغانم والتي لم يسبق لهما التعرف عليها حتى قالا لها: أنتِ حورية.. وبيّنت أن النقاش والحوار لم ينقطع أبداً بينها وبين الكاتبة التي أبدعت برأيها في كتابة نص تتناول فيه بيئة افتراضية وشخصيات مفترضة ضمن حكاية تقدمها بواقعية ساحرة، وأكدت غانم أن النص سحرَها وهي تشكر الكاتبة على كل تفصيلة قدمتها سواء في النص ككاتبة أو في الديكور الذي كان محفِّزاً كبيراً للممثلين في تبني البيئة المفترضة التي تحدثت عنها كمال الدين في نصها.

انطلاقة فنية

راهنَت تماضر غانم على نجاح مسلسل “وحدن” ضمن المنافسة الكبيرة التي تدور بين الأعمال الدرامية الرمضانية على اسم نجدت أنزور كمخرج كبير ينتظر الجمهور أعماله دائماً لأنه في كل مرة يقدم ما هو مختلف، كما راهنَت على النص الرائع برأيها الذي كتبته ديانا كمال الدين وقد كُتِبَ بشكلٍ عميقٍ وحرفيةٍ عالية.. من هنا تعتقد غانم أن مسلسل “وحدن” يحتاج لأكثر من مشاهَدة لأنه مليء بالقصص والألغاز والحكايات التي قدمها أنزور بأكثر من أسلوب، وأكدت أن العمل مع أنزور من خلال “وحدن” أنصفها وهو محطة هامة ونقلة نوعية في مسيرتها الفنية، ونوهت إلى أنّ أنزور مخرج لديه عينٌ ثاقبة ومنضبط جداً في عمله وشديد الحرفية، ولذلك كانت في غاية السعادة حينما أكَّد لها أن مسلسل “وحدن” سيحقق لها انطلاقة فنية كبيرة بعد نجاحها بأداء شخصية حورية، دون أن تنكر أنها اليوم خائفة من أن يؤطرها المخرجون بشخصيات تشبه شخصية حورية، وهذا ما ستجتهد لتجنبه.

وبالرغم من أن الفنانة تماضر غانم تُصنَّف ضمن الممثلات الكوميديات إلا أنها ليست مع هذا الفرز لأن الممثل الناجح برأيها قادر على أداء ما هو كوميدي وما هو تراجيدي، وهي استطاعت أن تدمج بين هذين النوعين من خلال حورية، ونوهت  إلى أن الكثير من المخرجين لا يضعون الممثل المناسب في المكان المناسب، وغالباً ما يستعينون بممثلين لا يصلحون لأدوار معينة، في حين أن ممثلين آخرين قادرون على تجسيدها ولا يُطلبون لها.

مع سعد الدين بقدونس

تقدمت تماضر غانم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1997 ولم تُقبَل فيه، وبيّنت أنها عملت في المسرح منذ المرحلة الابتدائية من خلال مسرح الطلائع ومن ثم المسرح الشبيبي فالمسرح العسكري الذي استمرت فيه من العام 1999 إلى العام 2002 وشاركت في عدد كبير من الأعمال المسرحية التي قدمها، وتفتخر غانم بأنها عملت مع الفنان الراحل سعد الدين بقدونس منذ العام 1997 إلى حين وفاته عام 2005 ومنه تعلمت أموراً كثيرة في مجال المسرح، وأوضحت أنّ بقدونس هو الذي شجعها على الكوميديا بعد أن لمس لديها روح الدعابة وسرعة البديهة، وكان ينصحها دائماً باحترام المواعيد والقراءة واقتطاع مبلغ معين مما تتقاضاه لشراء الكتب، وهذا ما حمَّسها لقراءة كتب المعهد العالي للفنون المسرحية وكتب أخرى، لذلك تؤكد غانم أنها لا يمكن أن تنسى هذا الفنان الكبير الذي كان محباً لعمله ومخلصاً له حتى آخر أيامه.

عملت غانم كذلك في مسرح العرائس لمدة 10 سنوات وكان العمل فيه تجربة مهمة شكلت تحدياً كبيراً بالنسبةِ لها لأن المطلوب من الممثل فيه أن ينقل إحساسه للدمية التي يقوم بتحريكها، والفرق برأيها كبيرٌ بين محرك الدمية والممثل القادر على تحويل الدمية لكائن حي بعواطف ومشاعر.. من هنا ترى غانم أن مسرح العرائس لا يحتاج محركاً للدمية بل لممثل حقيقي يتوحد معها ليصبحا شكلاً واحداً بروحٍ واحدة، وكانت سعادتها كبيرة عندما كانت تقول لها سلوى الجابري مديرة مسرح العرائس أنها تعرفها من طريقة تحريكها للدمية حتى دون أن تراها.

متعة حقيقة

عملت تماضر غانم في مسرح الأطفال والكبار إلا أنها تنحاز وبشدة لمسرح الطفل الذي تجد فيه متعة حقيقة لا توصف، ولا يخفى على أحد أن لغانم حضوراً أخّاذاً في هذا المسرح، ولديها جمهور كبير يتابع أعمالها وينتظر منها كل جديدٍ، وتبدو غانم سعيدة بالجمهور الكبير لمسرح الطفل الذي تتمنى دعمه وزيادة الاهتمام به لأهميته في حياة طفلنا ولدوره في إيصال الرسائل بالشكل الصحيح، وبيّنت أنها تعاملت مع معظم مخرجي مسرح الطفل وترى أن أسماء مثل نضال سيجري وعدنان سلوم وغسان الدبس من المخرجين الذين عرفوا كيف يخاطبون الطفل وقدموا عروضاً مسرحيةً نالت إعجاب الأطفال، وأشارت إلى أنها في الوقت ذاته تشارك عبر لوحات واسكيتشات في بعض البرامج التلفزيونية التي تتوجه للأطفال، وتمنت أن تقوم في يوم من الأيام بالإشراف على برنامج يُقدَّم بكامله من قبل الأطفال، إيماناً منها بأننا نملك الكثير من المواهب القادرة على فعل ذلك.

تُعتَبَر تماضر غانم أن عملها في الإذاعة ما زال في بداياته وتتمنى أن تصل لمرحلة يستطيع فيها المستمعون معرفتها من خلال صوتها، وهي اليوم تشارك في عدة برامج مثل “تمثيليات السهرة- حكم العدالة- محكمة الضمير” أما على صعيد الدراما التلفزيونية فتعترف أنها مقلّة فيها بسبب الشللية واستسهال بعض المخرجين، وقيام بعض الشركات الإنتاجية بفرض أسماء معينة من الممثلين.

وعن متابعتها للأعمال الدرامية خلال شهر رمضان تأسف غانم لأنها لم تستطع متابعة سوى عملها “وحدن” بسبب انشغالها بعملها في نقابة الفنانين “مكتب العلاقات العامة” وبروفات عملها المسرحي الجديد المقدم للأطفال “دو ري مي” إخراج غسان الدبس والذي تمَّ إقرار عرضه خلال الفترة الواقعة ما بين 15-28 من الشهر الجاري على مسرح القباني.

أمينة عباس