الصفحة الاولىصحيفة البعث

بغطاء أمريكي.. تحالف العدوان السعودي يشن غارات عنيفة على الحديدة

 

بغطاء أمريكي، بدأ تحالف العدوان السعودي هجوماً جوياً وبرياً على ميناء الحديدة الحيوي المطل على البحر الأحمر، فيما قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، في تغريدة على تويتر: “أشعر بقلق بالغ من التصعيد العسكري في الحديدة وتأثيره الإنساني والسياسي”، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وبذل جهود سياسية لتجنيب الحديدة مواجهة عسكرية.

وكانت طائرات العدوان السعودي شنّت 50 غارة على مناطق عدة في محافظة الحديدة غرب اليمن، أمس، ما أوقع خسائر مادية جسيمة، بينما حذّرت مجموعة الأزمات الدولية واشنطن وحلفاءها من عواقب إعطاء الضوء الأخضر للنظام السعودي ومرتزقته لشن عدوان على المحافظة اليمنية.

وطالبت 15 منظمة دولية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالضغط على نظامي السعودية والإمارات لمنعهما من شن العدوان على الحديدة، معربة عن قلقها إزاء التدهور السريع للأوضاع فى اليمن.

وفي رسالة إلى ماكرون قالت المنظمات غير الحكومية: “إن هجوماً جديداً على الحديدة سيكون له على الأرجح عواقب كارثية على السكان المدنيين”، داعية ماكرون إلى “القول علناً إن فرنسا لا يمكنها مواصلة دعم طرف قد يهاجم الحديدة”، وأكدت أنه “لا يمكن تصور الإبقاء” على مؤتمر باريس “الإنساني” حول اليمن المنتظر عقده في الـ 27 حزيران الجاري في حال وقع هذا العدوان.

ومن بين المنظمات التي وقّعت الرسالة: الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الإنسان، وكير انترناشيونال، ونورويجن ريفوجي كاونسل، وريليف انترناشيونال، إضافة إلى فرع أوكسفام في فرنسا، وأطباء بلا حدود.

من جانبها دعت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لحماية المدنيين في اليمن، وقالت ليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن: “بموجب القانون الإنساني الدولي يتعيّن على أطراف الصراع بذل كل جهد ممكن لحماية المدنيين وضمان حصولهم على المساعدات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة”، فيما قالت ماري كلير فغالي المتحدّثة باسم الصليب الأحمر: “من المرجح أن يفاقم الهجوم وضعاً إنسانياً كارثياً بالفعل في اليمن”، في إشارة لهجوم الحديدة.

وفي السياق نفسه، أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية أن التصعيد العسكري لدول العدوان في الساحل الغربي للجمهورية اليمنية يهدف إلى تمزيق وحدة وسيادة الأراضي اليمنية، وقال: إن هذا التصعيد يقابل بصمود من الجيش واللجان الشعبية في إطار الدفاع عن الأراضي اليمنية ومواجهة تحالف العدوان في جميع الجبهات، ولفت إلى أن هذا التصعيد العدواني لن يقتصر تأثيره على زيادة معاناة الشعب اليمني فقط، بل سيمتد أثره إلى تهديد أمن واستقرار المنطقة وخط الملاحة الدولية في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ودعا المصدر المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، ومجموعة الـ 19 الراعية لعملية التسوية السياسية باليمن للاضطلاع بمسؤولياتهم في حفظ السلم والأمن الدوليين، والضغط باتجاه وقف التصعيد في الساحل الغربي، وتهيئة الظروف لاستئناف مفاوضات السلام، والمتمثلة بإنهاء العدوان، ورفع الحصار تمهيداً للدخول في عملية تسوية سياسية شاملة في اليمن.

ميدانياً، أطلقت القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية صاروخاً باليستياً من طراز بدر1 على مدينة الفيصل العسكرية في جيزان جنوب السعودية، بعد ساعات من إطلاق صاروخ مماثل على المدينة الصناعية في جيزان، فيما استهدفت القوات البحرية اليمنية بارجة لتحالف العدوان قبالة سواحل محافظة الحديدة، وأفاد مصدر في القوات البحرية بتراجع بوارج العدوان بعد اشتعال النيران في إحداها قبالة سواحل الحديدة، كانت تحمل قوات، تمّ إعدادها لتنفيذ عمليات إنزال.

وقال المصدر: إن المروحيات التابعة للعدوان تحلّق فوق البارجة المستهدفة في محاولة لإنقاذ من كان على متنها، مؤكداً مشاركة قوات أمريكية في محاولة قوى العدوان التقدّم باتجاه مدينة الحديدة.

وتأتي عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية رداً على عدوان التحالف الذي يقوده النظام السعودي على اليمنيين، والمتواصل منذ أكثر من ثلاث سنوات، مستخدماً مختلف صنوف الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً، ما خلّف عشرات آلاف الشهداء والمصابين، وتدميراً كبيراً طال البنى التحتية.

إلى ذلك، ذكر موقع “المسيرة نت” أن يمنيين اثنين استشهدا جراء غارة استهدفت السيارة التي كانت تقلهما في صعدة، واستشهد ثالث إثر قصف صاروخي ومدفعي سعودي على منازل المواطنين في مديرية منبه، فيما شنت طائرات العدوان 50 غارة على مناطق عدة في محافظة الحديدة، ما أوقع خسائر مادية جسيمة.

ورغم الغارات العنيفة، أحبط الجيش اليمني واللجان الشعبية هجومين واسعين لتحالف العدوان في مديرية الدُريْهمي والتُّحَيْتا، تزامناً مع عملية هجومية في مديرية حَيْس جنوب الحُدَيْدة، وأفاد مصدر عسكري يمني بمقتل وجرح العشرات من قوات التحالف، وأضاف: إن “الأوضاع العسكرية في الساحل الغربي مطمئنة، وتسير وفق الخطط والتكتيكات التي تمّ إقرارها لمواجهة العدوان الغاشم”.

ويأتي ذلك فيما استنكرت الحكومة اليمنية في صنعاء قرار الأمم المتحدة سحب وإجلاء موظفيها من الحديدة، وحمّلتها المسؤولية الكاملة عن كل ما يترتب على انسحابها من آثار سلبية وارتكاب مجازر بحق المدنيين اليمنيين، فيما أكدت هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة “يونيسيف”، أن ما لا يقل عن 300 ألف طفل يعيشون في الحديدة ومحيطها، منبهة من أن خنق شريان الحياة المتمثّل في ميناء الحديدة ستكون له عواقب مدمرة على 11 مليون طفل يمني، كما جددت التأكيد أن 11 مليون طفل يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية.