اقتصادصحيفة البعث

الغاز الأميركي جاهز لغزو العالم

 

قامت الولايات المتحدة التي تنتج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، أخيراً بتسريع البحث عن أسواق عالمية في حملة تجارية يدعمها الرئيس الأميركي ترامب. وبفضل تقنيات الاستغلال الجديدة في الأحواض الصخرية وخصوصاً في منطقة الأبالاش في شمال شرقي البلاد، أصبحت الولايات المتحدة منذ 2009 المنتج الأول للغاز الطبيعي في العالم. وبلغت الكمية التي استخرجتها في 2017 أكثر بقليل من بليوني متر مكعب يومياً. وتصدر الولايات المتحدة جزءاً من هذه الثروة الوفيرة عبر أنابيب الغاز إلى كندا والمكسيك. لكن لبلوغ أسواق أبعد، تعول الولايات المتحدة على الغاز الطبيعي المسال، (المكثف في شكل سائل)، لتصديره بالطرق البحرية.
وبدأت صادرات الغاز الطبيعي المسال ترتفع في 2016 عندما استأجرت شركة «شينيير اينرجي» للمرة الأولى ناقلة انطلاقاً من منشآتها في سابين باس في ولاية لويزيانا. وحتى ذلك الحين لم تكن الولايات المتحدة تصدر الغاز سوى من مرفأ في ألاسكا أغلق في 2015. وارتفعت الصادرات بمقدار أربع مرات خلال عام، ما جعل من الولايات المتحدة دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال للمرة الأولى منذ 60 عاماً. وأكثر من 50 % من هذا الغاز يتم تصديره إلى المكسيك وكوريا الجنوبية والصين، وحوالى الثلث إلى أوروبا. ويتوقع أن ترتفع هذه الصادرات في شكل كبير وستبلغ قدرة الولايات المتحدة على التصدير حينذاك 272 مليون متر مكعب يومياً. وبحسب الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة، فإن الولايات المتحدة ستحتل المرتبة الثالثة بين الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، بعد أستراليا وقطر، متقدمة على ماليزيا. ويمكن للشركات الأميركية الاعتماد على طلب قوي على الغاز، إذ ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب سيرتفع بنسبة 1.6 في المئة سنوياً حتى 2040، في مقابل 0.5 % للنفط و0.2 % للفحم، وآسيا مستهدفة خصوصاً، إذ ذكرت وكالة الطاقة الدولية أن 80 % من زيادة الطلب على الغاز حتى 2040 تأتي من الدول الناشئة وفي مقدمها الصين والهند.