دراساتصحيفة البعث

من يتخذ قرارات السياسة الأمريكية في اليمن؟

ترجمة: علاء العطار

عن موقع “كَمِنْ دريمز” 6/6/2018

واصلت قوات التحالف التي تقودها السعودية، وتدعمها الولايات المتحدة، اعتداءها السافر على مدينة الحُديدة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، متجاهلة تحذيرات مجموعات الإغاثة الدولية بأن شن هجوم على مدينة الحُديدة سيفاقم أزمة الجوع في دولة فقيرة مزقتها الحرب، وسيجعلها تتدلى على حافة المجاعة!.

ومنذ أن استؤنف القتال في بداية هذا الأسبوع، تم إجلاء الآلاف من قاطني الحُديدة البالغ عددهم 600.000، وقتل مئات منهم، وتُعتبر هذه المدينة الساحلية القناة الرئيسية التي تصل من خلالها 70% من المساعدات الدولية إلى اليمنيين الذين يُصارع معظمهم المجاعة، وتفشي الأمراض المعدية كالكوليرا.

وقال مكتب مجلس اللاجئين النرويجي في اليمن: إن “الوكالات الإنسانية لا تستطيع حالياً الوصول إلى المناطق الواقعة جنوب المدينة، حيث يتواجد على الأرجح معظم الجرحى والمرضى والمشردين، ما تركنا عاجزين عن تكوين صورة واضحة عن حجم الاحتياجات”.

وحذر فريدريك بيلات رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن من أن “عدم وصول المساعدات الإنسانية، بعد تعليق برامج المعونة، مع محدودية موظفي المنظمات غير الحكومية في الميدان، في الوقت الذي يتواصل فيه الاعتداء العسكري، ستكون له عواقب وخيمة على منطقة تواجه أصلاً قيوداً على الاستيراد والنقل الداخلي للإمدادات الحيوية، بما في ذلك الأدوية، والطعام، والوقود، فاليمنيون الذين يعيشون في الأجزاء الشمالية من البلاد يعتمدون على الإمدادات الحيوية التي تمر عبر ميناء الحُديدة”.

وصل مارتن غريفيث، وهو مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، إلى العاصمة صنعاء بعد أن اعترضت الولايات المتحدة وبريطانيا على قرار مجلس الأمن الدولي الذي كان سيطلب من قوات التحالف- التي تقودها الإمارات العربية المتحدة في الحديدة- تنفيذ وقف إطلاق النار فوراً بسبب المخاوف المتزايدة من انقطاع المساعدات الإنسانية عن غالبية اليمنيين في حال سيطر التحالف على الحديدة.

وفي مقال نشرته “ذي انترسيبت” قبل أيام، وصف مسؤولون سابقون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وقادة المنظمات الإنسانية، وخبراء يمنيون العملية العسكرية للتحالف في الحديدة بأنها فشل كبير للولايات المتحدة في لجم شركائها في التحالف الذين يعتمدون إلى حد كبير على أسلحة واستخبارات الولايات المتحدة، ودعمها اللوجستي، واقترحوا أن الهجوم كان علامة على أن الولايات المتحدة تسمح لحلفائها، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، باتخاذ قرارات السياسة الأمريكية في اليمن!.

وأشارت كيت كيزر، مدير السياسات في مجموعة الضغط “انتصر بلا حروب” في واشنطن، إلى أنه بدلاً من أن يمنع الاعتداء الذي قامت به الولايات المتحدة مرتين من قبل، أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو بياناً يعطي الإمارات الضوء الأخضر لقتل مئات الآلاف من الناس دون استراتيجية سياسية أو هدف نهائي.

واختتمت كيزر حديثها قائلة: “إن اعتداء الإمارات على الحديدة هو مثال آخر على قيام إدارة ترامب بإسناد السياسة الخارجية الأمريكية في اليمن إلى دول الخليج العربي، ومن يعتقد بأن هذا الاعتداء سيجلب المتحاربين إلى مائدة المفاوضات هو واهم يعيش في أرض خيالية.

قبل أيام، أرسل السيناتور بيرني ساندرز، والسيناتور مايك لي رسالة إلى وزير الدفاع جيمس ماتيس تضمنت الاعتراف بالتقارير التي تفيد بأن الولايات المتحدة رفضت طلب الإمارات العربية المتحدة في الحصول على دعم الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لعملية الحديدة العسكرية، لكن الرسالة طالبت بإجابات حول المساعدات العسكرية التي يقدمها الجيش الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية.

وكتب السيناتوران: “ندعوكم إلى الكشف فوراً عن المدى الكامل للدور العسكري الأمريكي في الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن، بما في ذلك استخدام قوات العمليات الخاصة، والكشف عن أي دور يقوم به البنتاغون حالياً، أو طُلب منه القيام به، أو يُفكر في القيام به فيما يتعلق بالاعتداء على ميناء الحديدة، وإصدار بيان علني يعارض هذا الاعتداء الوشيك، ويؤكد موقف الإدارة بأن على السعودية والأطراف الأخرى المشتركة في النزاع أن تقبل وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتتحرك باتجاه تسوية سياسية لحل النزاع”.

تبعت رسالتهما التي أرسلاها مذكرة مماثلة أرسلاها الشهر الماضي، ولم يتم الرد عليها، إلى جانب قرار سلطات الحرب الذي قُدم بالاشتراك مع السيناتور كريس ميرفي في وقت سابق من هذا العام، وفي الوقت الذي أشادت فيه جماعات السلام بعشرات المشرعين لدعمهم هذا الإجراء الذي كان من شأنه أن يسحب قوات الولايات المتحدة من الحرب في اليمن، تم التصويت عليه في النهاية من قبل الأغلبية في مجلس الشيوخ في أواخر آذار الماضي.

ورغم هذا الإخفاق، يواصل المدافعون المناهضون للحرب الضغط من أجل أن يتخذ الكونغرس إجراءات لوقف الدعم الأمريكي للحرب في اليمن.