أخبارصحيفة البعث

البيت الأبيض يمنع المنظمات الحقوقية من دخول المخيمات فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم يتفاعل داخل أميركا

 

بدأ الإجراء التعسفي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بفصل أطفال المهاجرين عن ذويهم يتفاعل في الداخل الأمريكي، تزامناً مع تواصل الانتقادات لقرار ترامب اللاإنساني. في وقت أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أن البيت الأبيض يمنع دخول المنظمات الحقوقية إلى المخيمات التي يحتجز فيها أطفال المهاجرين من المكسيك.
فقد هاجم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس الأميركي بشدة الإجراءات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأميركي بخصوص فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم بشكل قسري، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ستة نواب ديمقراطيين رفعوا صور أطفال يبكون، ولافتات كتب عليها العائلات يجب أن تكون معاً في مجلس النواب خلال خروج ترامب من اجتماع مع النواب الجمهوريين.
وخاطب النائب الديمقراطي خوان فارغاس ترامب بالقول: لديكم أبناء أيها الرئيس، هل تحبون فصلكم عن أطفالكم، فيما صرخ برلماني آخر أوقفوا فصل الأطفال، ولم يرد ترامب على مطالبات النواب الديمقراطيين، واكتفى بالالتفات والابتسام أمام الكاميرات.
ومنذ الإعلان عن السياسة الأميركية التي تقضي بعدم التسامح مع المهاجرين مطلع أيار الماضي تم فصل 2324 طفلاً ومهاجراً شاباً عن عائلاتهم التي فر معظمها من أميركا الوسطى، وبموجب هذه السياسة قرر البيت الأبيض إطلاق ملاحقات قانونية ضد كل المهاجرين بطريقة غير مشروعة، الذين يعبرون الحدود، ما يؤدي إلى فصل أطفالهم عنهم، لأنه لا يمكن سجنهم.
وفي وقت سابق أمس أكد المدير التنفيذي لمنظمة بوردر نيت ورك فور هيومن رايتس فيرناندو غارسيا أن البيت الأبيض يمنع دخول المنظمات الحقوقية إلى المخيمات التي يحتجز فيها أطفال المهاجرين من المكسيك.
وفي السياق ذاته تظاهر ناشطون ضد وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستن نيلسن خلال تناولها العشاء في مطعم مكسيكى تعبيراً عن احتجاجهم على سياسة الهجرة، وخاطبوها قائلين “عار عليك”.
دولياً تتواصل ردود الأفعال حول هذه القضية، حيث أدان وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي فصل أطفال المهاجرين، مؤكداً أنه عمل وحشي وغير إنساني، وقال: نوجّه إنذاراً إلى الحكومة الأميركية على أعلى المستويات لإعادة النظر في هذه السياسة، وإعطاء الأولوية لحقوق الصبية الصغار والفتيات الصغيرات بمعزل عن جنسياتهم أو وضعهم كمهاجرين، مؤكداً أنه لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي.
وفي كندا قال وزير الهجرة أحمد حسين: إن الكنديين مصدومون بسياسة تفريق العائلات، مشيراً إلى أن أوتاوا تراقب مدى احترام السلطات الأميركية لحق اللجوء، وفي جلسة لمجلس النواب الفدراليين لمناقشة مسألة الإبقاء على الاتفاق الأميركي الكندي حول الدولة الآمنة الأخرى المطبق منذ 2004 قال وزير النقل مارك غارنو أيضاً: إن ما يحدث في الولايات المتحدة أمر غير مقبول، ويقضي هذا الاتفاق بأن يقدم أي مهاجر طلب اللجوء إلى أول بلد يصل إليه، سواء كان كندا أو الولايات المتحدة.
وعبّرت غواتيمالا أيضاً عن قلقها من إجراءات تفريق العائلات، وقالت وزيرة الخارجية ساندرا خوفيل: إن 465 طفلاً من غواتيمالا تم فصلهم عن عائلاتهم بعدما عبرت سراً الحدود مع الولايات المتحدة، وأدانت تشيلي بلسان وزير خارجيتها روبرتو امبويرو سياسة الهجرة التي يتبعها ترامب، كما طالبت زوجات رؤساء أميركيين سابقين بوقف هذه السياسة، وأشارت روزالين كارتر زوجة جيمي كارتر إلى أنها إجراء مشين ومخجل لأميركا، بينما وصفت لورا بوش زوجة الجمهوري جورج بوش الابن هذه السياسة بأنها غير أخلاقية.
وطلب وسطاء لحقوق الإنسان من المكسيك وكولومبيا والإكوادور وغواتيمالا وهندوراس من محكمة الدول الأميركية لحقوق الإنسان التدخل لوقف هذه السياسة الخطيرة.
إلى ذلك أكد المدير التنفيذي لمنظمة بوردر نيت ورك فور هيومن رايتس فيرناندو غارسيا أن البيت الأبيض يمنع دخول المنظمات الحقوقية إلى المخيمات التي يحتجز فيها أطفال المهاجرين من المكسيك، وقال: نحاول الحصول على سماح بالدخول إلى تلك المخيمات، لكن موقف الإدارة الأمريكية لا يزال غامضاً، ولا توجد هناك أية شفافية في هذه المسألة، مشيراً إلى أن الأطفال يعيشون في المخيمات في ظروف لا يمكن تصورها إذ تتراوح درجة الحرارة حالياً بين 40 و42 درجة، وأضاف: لا نعرف ما هي الظروف الموجودة هناك، لأن الحكومة لا تسمح بدخول الصحفيين والمنظمات الحقوقية إليها، وأعتقد أن ترامب مارس المضاربة بخطر أزمة الهجرة على الحدود المكسيكية لتحريك سياسته في هذا المجال.
ويوجد نحو 100 مخيم مخصص لأطفال المهاجرين حالياً في 17 ولاية أمريكية، وابتداء من أيار الماضي تم فصل أكثر من ألفي طفل عن عوائلهم في الأراضي الأمريكية، وكان وزير العدل الأمريكي جيف سيشنز أعلن في نيسان الماضي عن سياسة عدم التسامح تجاه العوائل التي تعبر الحدود جنوب غرب الولايات المتحدة بشكل غير شرعي، وتقضي هذه السياسة بفصل أطفال المهاجرين غير الشرعيين عن عوائلهم بحجة أن الأطفال لا يمكن أن يبقوا مع ذويهم في مراكز الاحتجاز المؤقت، وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية أنها فصلت في غضون خمسة أسابيع أكثر من 2300 طفل وقاصر عن أهاليهم أو الأوصياء عليهم بعدما عبروا إلى الولايات المتحدة خلسة، وذلك في ارتفاع يعكس تصاعد اتباع إدارة ترامب هذه الممارسة التعسفية التي لقيت انتقادات واسعة.