ثقافةصحيفة البعث

كارولين سمرجيان: “إيقاع” لوحات على نوتات الحياة

ترسم التشكيلية الشابة كارولين سمرجيان لوحاتها الفنية في الحياة بألوان وإيقاعات مختلفة وحالات مزاجية متنوعة، ولأن “إيقاع” يختصر التنوع والتلون والتجدد في الحياة، جعلته عنواناً لمعرضها الفردي الأول المقام حالياً في غاليري فاتح المدرس والذي يضم 37 عملاً فنياً، وعن تجربتها ومعرضها توضح كارولين: على الرغم من أنني قدمت معارض عديدة خارج الوطن، لكن “إيقاع” له نكهة خاصة وقريبة من قلبي فهو معرضي الفردي الأول في بلدي سورية.

الحياة إيقاع
شاركت كارولين- خريجة كلية الفنون الجميلة 2015- بمعارض جماعية متعددة في دمشق، بالإضافة إلى معرضها المستمر في لبنان، وكذلك أقامت معرضاً في إيطاليا وألمانيا وتمتلك خبرة في تنظيم المعارض ومشاركات في ورشات عمل مختلفة وفي دورات تدريبية مع الراحل وجيه نحلة وإيمانويل بول غيراغوسيان في لبنان، ولكنها تشير إلى أن الحلم لم يكن ليكتمل دون إقامة معرضها الفردي في صالة فاتح المدرس، ومع أنها لا ترى أي فرق بين الصالات الخاصة والعامة من حيث الدعم والاهتمام إلا أنها توضح: اخترت صالة “فاتح المدرس” لأنه اسم كبير وعريق وأنا أحلم منذ صغري بأن أقيم معرضاً في هذه الصالة، وعن سبب اختيار اسم “إيقاع” لمعرضها ترى أن الحياة هي نوتات مختلفة وإيقاع يرتفع ويهبط، يشبه الريشة على اللوحة التي تصعد وتنزل لتكمل الرسم ويشبه كل شيء نقوم به في الحياة التي لا تمتلك خطاً واحداً وثابتاً، تماماً مثل ريشتي وألواني ومشاعري، باختصار هو لوحات على نوتات الحياة.

أفكار وإشارات
تعتمد لوحات كارولين على الأسلوب التجريدي الصاخب الذي ينحو في بعض الأعمال قليلاً نحو التعبيري، مبينة أنها بدأت العمل بأسلوب التجريد حتى قبل تخرجها من كلية الفنون الجميلة وهو أسلوب يحتاج لتأمل وتأنٍ وتركيز مني ومن المتلقي لكي تصل الأفكار إليه كحالة تجريدية تعبر عن حالاتي المزاجية المتنوعة، وأستطيع تحميله مجموعة من الأفكار والمعاني والإشارات المخبأة، لافتة إلى أنه قد يرى المتلقي شيئاً مختلفاً عما قصدته ولذلك أنا أحبذ التواصل والتحاور مع مشاهد اللوحة وزوار المعرض لكي أعرف صدى أعمالي وبذلك أستطيع أن أطور تجربتي وعملي، وأضافت: في المعرض لوحات رسمت فيها “الأنثى” في حالات خاصة وتعبيرية، بالإضافة إلى حضور “الطبيعة” لأنها تؤثر بي بقوة وأفضل الرسم في الأماكن العامة ولكن حتى فيها سوف ترى بعض الأشخاص فأنا أفضل في التجريد أن يكون هناك أشياء مخبأة يحتاج المشاهد للتدقيق كي يراها، مؤكدة أن فكرة المعرض مستقاة من الحرب التي عشناها جمعياً كسوريين والتي أثرت بي بشكل قوي ودفعتني لكي أقدم شيئا إيجابيا تجسد عبر لوحات فنية رافضة للحرب ومحبة للحياة.

دعم وحضور
وتبدي كارولين امتنانها للدعم الذي تلقته من الوسط المحيط بها من العائلة و الأصدقاء وحتى بعض من درسوها في كلية الفنون الجميلة، مؤكدة أن كل فنان بحاجة لدعم وأن إيمانهم بموهبتي وقدرتي على تقديم شيء مختلف في المشهد التشكيلي كان دافعاً كبيراً لتقديم الأفضل، معتبرة أن المعرض شهد حضوراً قوياً وإقبالاً وأنا متفائلة جداً فالفن بالنسبة لي هو حياة وهو طريقتي لكي أقدم شيئاً لوطني، وتجد كارولين أن الفنان بطبيعة الحال لابد أن يقدم في لوحاته وأعماله رسالة، ولكن هذا أمر يعود له ويجب أن لا نطلب منه ذلك، فلابد أن تحمل كل لوحة من لوحات الفنان قصة ومعنى ورسالة مخبأة حتى وإن لم يفصح عنها، لافتة إلا أنه رغم سعادتها عند اقتناء أحد للوحاتها إلا أنها سعادة يشوبها الحزن لأن لكل لوحة مكانة خاصة وذكريات ورسالة ومشاعر مرتبطة بها، كما وترى بأن الفنانين الشباب يحظون في هذه الفترة باهتمام ودعم كبير من الجهات المعنية، حيث تفتح أبواب المعارض لمن لا يملك القدرة المادية على إقامة معرض، ولكنها تؤكد أن ما يحتاجه الشباب في هذه الفترة هو الدعم النفسي والمعنوي أكثر من المادي لكي يتجاوزوا الظروف الصعبة التي مررنا بها، فالفنان بحاجة إلى جو ملائم لكي يستطيع العطاء، منوهة إلى أن الحركة التشكيلية نشيطة جداً وتشهد فعاليات جميلة تساعد على التقاء الفنانين مع بعضهم ومع جمهورهم والفن التشكيلي يتجه نحو حالة مبشرة وتفاؤلية وهناك أسماء كبيرة تعود إلى الساحة التشكيلية.
لوردا فوزي