اقتصادصحيفة البعث

استثمروا منصة المعرض..!

 

يفترض أن تشهد المرحلة القادمة إنجازات فعلية للمجالس المشتركة بين سورية ونظرائها في الدول الأخرى، وتحديداً لجهة تحديد المواد المراد تصديرها واستيرادها من وإلى الدول النظيرة، وتحديد الشركات التي سيتم التعامل معها من قبل البلدين، والاتفاق على طريقة الشحن، وشهادات الجودة، وطرق التخليص وغيرها، والأهم من ذلك تحديد ما نستطيع تصديره بالفعل من ناحية الجودة المناسبة وما يناسب النظراء.
ومنبع افتراضنا هذا هو ما سبق وأن اشتغلت عليه وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية لجهة تفعيل هذه المجالس خلال الفترة الماضية، وذلك على اعتبار أن الأخيرة هي ذراع كفيلة بتسهيل العلاقات الاقتصادية مع الدول النظيرة وإعطائها زخماً أكبر، وقد حاولت الوزارة الاستفادة مما اكتنف هذه المجالس التي وصل عددها عام 2009 إلى 69 مجلساً من تجاوزات وما انتابها من خلل انعكس على أدائها، إذ كانت هذه المجالس أقرب إلى بريستيج تجاري منها إلى عمل تجاري حقيقي، وكانت تروج لأشخاص بعينهم، بدلاً عن الترويج للمنتجات السورية، حيث قامت الوزارة بحل هذه المجالس التي لم يبقَ منها سوى ستة مشتركة مع دول (روسيا- إيران– الصين– بيلاروسيا– أوكرانيا– أرمينيا) تم تشكيلها عام 2014.
ولعله من المناسب ونحن نتحضر لانطلاق النسخة الستين من معرض دمشق الدولي الإشارة إلى أن منصة المعرض فرصة ذهبية أمام مجالس الأعمال لإنعاش التواصل مع نظرائها، ويمكن أن يتم العمل سواء في خضم التحضير للمعرض، أم خلال فعالياته، على اتجاهين الأول؛ تعزيز التبادل التجاري بين سورية وتلك الدول، خاصة وأن هناك كثيراً من رجال الأعمال أبرموا أثناء الدورة الماضية للمعرض عقوداً وصفقات لاستيراد منتجات سورية من قطاعات مختلفة، وكان هناك تركيز وطلب على قطاع النسيج وقطاع الصناعات الغذائية، حيث أدى المعرض دور القاطرة لتصدير المنتجات السورية.
أما الاتجاه الثاني فيتمثل بأن معرض دمشق الدولي أدى أيضاً دور “النافذة” على الاقتصاد السوري لإطلالة هذه الدول على هذا الاقتصاد، والاستثمار فيه، وكان هناك اهتمام واضح من قبل الدول وشركاتها في هذا المجال، سواء في قطاع الطاقة أو الصناعة أو النقل. وما مذكرات التفاهم الأولية التي تم توقيعها خلال الدورة الماضية وما وصلت إليه بعض الشركات من الاقتناع بجدوى الاستثمار في سورية، ما هي إلا مؤشرات تصب في هذا الاتجاه.
يبقى أن نشير إلى عدم شكنا بأن تحديات المرحلة ضاعفت من مسؤوليات مجالس رجال الأعمال، لكن هذا يفترض أن يشكل بالوقت ذاته دافعاً لها لأن تأخذ دورها المأمول..!

حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com