اقتصادصحيفة البعث

“تأميننا” والتحولات الرقمية..؟!

 

من يوم الاثنين الفائت ولغاية اليوم الأربعاء، احتضنت مدينة الحمَّامات التونسية الدورة 32 لمؤتمر الاتحاد العام العربي للتأمين، تحت شعار “التحول الرقمي وصناعة التأمين في الوطن العربي” بحضور ممثلين عن 43 دولة عربية وأجنبية.

وعلى مدار أيام المؤتمر الثلاثة تباحث الخبراء والمشاركون، جملة من المحاور المتعلقة بحاضر التحول الرقمي في العالم ومستقبله، وتأثير التكنولوجيات الحديثة على نمو صناعة التأمين، إلى جانب بحث مستقبل سوق التأمين العربي في ظل التحول الرقمي.

الناطق الرسمي باسم المؤتمر، قال: إن الدورة لأشغال الاتحاد، اختارت النظر في موضوع التحول الرقمي وصناعة التأمين في الوطن العربي، من منطلق أن قطاع التأمين على الصعيد العالمي يشهد عدة تغييرات ولاسيما التكنولوجية منها.

لذلك كانت استراتيجيات التحول الرقمي لدى شركات التأمين العربية، وأنموذج أعمال التأمين مع المسائل المتصلة بالإنترنت، محط نقاش ودراسة مستفيضة، على اعتبار أن التحول الرقمي في صناعة التأمين العربية، يمثل خطوة استباقية لتهيئة قطاع التأمين على المستوى الإقليمي للتحولات الرقمية والتكنولوجية، وانخراطه للانتقال الرقمي الذي لم يعد اختياراً بل ضرورة قصوى لمواجهة التحديات التكنولوجية التي تواجه قطاع التأمين.

وفي خضم التغيرات التكنولوجية المتسارعة كان لزاماً على قطاع التأمين العربي أن يواكب هذه التغيرات ويقدم منتجاته “للحرَّيفين”، الذين أصبحوا أكثر إقبالاً وطلباً لكل ما هو متصل بالخدمات عن بعد، عبر اللجوء إلى مختلف الوسائط التكنولوجية الحديثة ومنها بالخصوص وسائل الاتصال والمعلومات الحديثة. حيث أصبح “للحريف” دور محوري في اختيار التأمين الخاص به، حسب تعبير الناطق الرسمي للمؤتمر…

هذا خبرياً، أما تعقيباً فندلوا بالآتي..

طبعاً سورية بخبرائها كانت حاضرة ومشاركة.. وسؤالنا الذي نخبئه لهم بعد عودتهم بالسلامة هو: بماذا شاركتم..؟

هنا نأمل ألاَّ يُسيء فهمنا وقصدنا أحد، وخاصة المتربصين للاصطياد في مياه تأميننا، التي عكرتها الحرب الإرهابية الكونية على سورية، لكن لم تستطع تسميمها، والتي -وللإنصاف– نؤكد أن مثل هكذا قطاع وصناعة ما كانت لتكون أصلاً في كثير من الدول وحتى القوية والمتقدمة منها، لو أنها تعرضت لما تعرضت له سورية من استهداف ممنهج ومدروس لكل قطاعاتها دون استثناء.

وأبسط الأدلة على ما ندعي، ها نحن أولاء حاضرون وتجربتنا التأمينية بعد ثماني سنوات من محاولات جعلها سنوات عجافاً، حاضرة ومطلوبة دراسة وتحليلاً..

ولأننا أثبتنا أننا عصيِّون على ما يرام بقطاعاتنا عامة وتأميننا خاصة، نشدد على أن ما طرح في المؤتمر، لا بد من ترجمته سريعاً في قطاعنا التأميني، ليس بالشكل الحالي فقط، وإنما بالشكل والمضمون الاستراتيجي، أي امتلاكنا لقطاع تأميني قادر على التطور والتطوير لغيره، وبوسائل رقمية وبأبحاث ودراسات اكتوارية، نستطيع بها صياغة ما نطمحه من قطاع وصناعة تأمينية، تكون عبرة قبل أن تكون مثلاً يُحتذى بهما.

في هذا السياق ونحن نشارك بهكذا مواضيع، لا يمكننا – مثلاً- القبول مطلقاً بما سمعناه من مصدر تأميني سوري، من أن التأمين الزراعي غير ممكن ولن يكتب له النجاح..؟!، ولا بالمبرر الذي سِيق لتأكيد ذلك، وهو فشله في الدول العربية..!

أن نشارك في مثل هكذا مؤتمرات دولية متخصصة، وبذلك المستوى والسوية من القضايا والمحاور، لا يستوي مع ما نسمع محلياً، ولعل ما قد غاب عن ذهن مصدرنا، أنه وحين الحديث والعمل على التأمين الزراعي لا ننطلق من إمكانات ومقدرات قرية، بل من إمكانات دولة.

وعليه من غير المنطقي تقبل أن نظل في المرحلة “الزراعية” تأمينياً، إن أردنا الثورة الصناعية مرحلة في عملية إعادة الإعمار في هذا القطاع وغيره.

قسيم دحدل

Qassim1965@gmail.com