الصفحة الاولىصحيفة البعث

تطهير 5800 كم2 من بادية دير الزور.. والجيش يوجّه رمايات نارية مكثّفة ضد محاور تحرّك إرهابيي “النصرة” في درعا

 

في دليل جديد على إصرار قواتنا الباسلة على الاستمرار بملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها إلى أن يعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع الوطن ويتمّ تطهير كامل التراب السوري على امتداد جغرافيته من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه، إقليمياً ودولياً، استكمل بواسل قواتنا تطهير مساحة تقدّر بـ5800 كيلومتر مربع من بادية دير الزور من إرهابيي “داعش”، فيما تمّ تسوية أوضاع نحو 1000 شخص في ريف درعا الشمالي الشرقي، بينهم عشرات المسلحين، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لحقن الدماء وإعادة من ضل الطريق إلى حضن الوطن.
وبالتوازي، جددت روسيا دعوتها للعمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب في سورية، مشيرة إلى أن مقارباتها في تحديد أسباب عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط والسبل لتجاوزها تحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من دول العالم، فيما أكد قائد الثورة الإسلامية فى إيران السيد علي الخامنئي أن دعم دول الغرب لتنظيم “داعش” الإرهابي وما فعلته ضد سورية ودول أخرى يكشف الأكاذيب المتكرّرة لأدعياء حقوق الإنسان، وندد مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران اللواء يحيى رحيم صفوي بمخططات الولايات المتحدة الهادفة لتقويض الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى محاولاتها المستمرة تأجيج الأزمة في سورية خدمة للكيان الصهيوني.
وفي التفاصيل، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تحرير كامل بادية دير الزور من إرهابيي تنظيم داعش التكفيري، وقالت في بيان: “إن القوات العاملة في دير الزور وبدعم من سلاح الجو في الجيش استكملت طرد تنظيم “داعش” من بادية دير الزور بالكامل وتطهير مساحة تقدّر بـ 5800 كيلومتر مربع بعد سلسلة معارك عنيفة خاضتها بكل بسالة ورجولة موقّعة في صفوف الإرهابيين خسائر فادحة بالأفراد والمعدات”.
وأشارت القيادة العامة للجيش إلى أنه “أمام إصرار رجال الجيش وضرباتهم القاصمة تداعت معاقل “داعش” ومقراته وأماكن انتشاره على مختلف المحاور والجبهات حتى الحدود الإدارية لمحافظة حمص ولاذ من تبقى من عصابات الإرهاب التكفيري بالفرار”، وشددت على أن تطهير هذه المساحة الواسعة من البادية السورية والوصول إلى الحدود العراقية وسحق تنظيم “داعش” الإرهابي في تلك المنطقة “يؤكد الكفاءة العالية للمقاتل العربي السوري وإصرار القيادة العامة للجيش على الاستمرار بملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها إلى أن يعم الأمن والسلام والاستقرار ربوع الوطن ويتم تطهير كامل التراب السوري على امتداد جغرافيته من رجس الإرهاب التكفيري وداعميه إقليمياً ودولياً”.
هذا ووجّهت وحدات من الجيش العربي السوري رمايات نارية مركّزة على اتجاه السهول المحيطة بالجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا، وأفاد مراسل سانا الحربي من درعا بأن وحدات الجيش نفّذت سلسلة رمايات نارية مركزة ضد محاور وتحركات إرهابيي جبهة النصرة وخطوط امدادها في السهول المحيطة بالجمرك القديم في القطاع الجنوبي الشرقي من مدينة درعا، وبين أن رمايات وحدات الجيش تهدف إلى قطع طرق وخطوط امداد الإرهابيين في درعا البلد القادمة من الريف الشرقي والحدود الأردنية كون حي الجمرك القديم الذي يسيطر عليه الإرهابيون يعتبر أحد أهم بوابات العبور مع الأردن.
كما تمّ أمس تسوية أوضاع نحو 1000 شخص في ريف درعا الشمالي الشرقي، بينهم عشرات المسلحين، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لحقن الدماء وإعادة من ضل الطريق إلى حضن الوطن.
وأفادت مراسلة سانا في درعا بأن الجهات المختصة بالتعاون مع لجان المصالحة المحلية في درعا سوّت أوضاع 450 شخصاً في قرية شعارة بريف درعا الشمالي الشرقي، بينهم 250 مسلحاً قاموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، والباقي من المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية الاحتياطية والإلزامية، ولفتت إلى تسوية أوضاع 400 شخص في بلدات كريم الجنوبي وايب وجدل والرويسات، بينهم 31 مسلحاً سلّموا أنفسهم وأسلحتهم و100 من المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية، إضافة إلى تسوية أوضاع نحو 150 شخصاً بينهم عدد من المسلحين في قرية الشرائع.

3 ممرات انسانية امنة لخروج المدنيين
فتحت الجهات المعنية في درعا ثلاثة ممرات انسانية أمنة لتسهيل خروج المدنيين الراغبين من مناطق انتشار التنظيمات الإرهابية في الريفين الشرقي والغربي، وذكرت مراسلة سانا الحربية في درعا أن الممرات على ثلاثة اتجاهات ممر
للمنطقة الشرقية على اتجاه خربة غزالة، والممر الثاني على اتجاه المنطقة الغربية داعل خربة غزالة، والممر الثالث على اتجاه كفر شمس دير البخت، وهي مجهزة بمختلف المستلزمات من مواد إغاثية وسيارات اسعاف، مبينة أن الممرات أفتتحت منذ الساعة السابعة صباحاً لاستقبال
العائلات الخارجة من مناطق انتشار الارهابيين وستفتح على مدار الساعة، لافتة إلى أن الجهات المعنية قامت بتجهيز مركزي اقامة مؤقتة الأول في مدينة ازرع والثاني في بلدة جباب مع ترك حرية القرار للمواطنين بالذهاب لأي مكان يريدونه داخل سورية.
ومشيرة الى ان مديرية صحة درعا أقامت نقطة طبية مع كادرها وموادها ضمن مركز الاقامة الموءقتة وعيادة متنقلة لتقديم الخدمات الطبية والاسعافية للمواطنين والترصد التغذوى واللقاحات.
وتحاول المجموعات الإرهابية الممولة من الخارج التأثير في سير المصالحات وعرقلتها عبر استهدافها أعضاء لجان المصالحات، حيث اغتالت في الأشهر القليلة الماضية 18 عضواً من مخاتير ورؤساء بلديات ووجهاء لهم دورهم الاجتماعي بين الأهالي في مناطق انتشار الإرهابيين في درعا كان آخرها أمس حيث اغتال إرهابيون في داعل عضو لجنة المصالحة في المدينة جمال الشحادات بعد اختطافه لعدة أيام.
وفي السويداء “رفعت الديك”، وبعد إعادة الأمن والأمان إليها بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري عادت عشرات الأسر المهجرة نتيجة اعتداءات التنظيمات الإرهابية إلى منازلها في قرية البستان.
وعبّر عدد من الأهالي عن فرحتهم الكبيرة بعودتهم إلى منازلهم وأرضهم التي أجبرتهم الاعتداءات الإرهابية على مغادرتها، معربين عن ثقتهم بأن بطولات الجيش العربي السوري وتضحياته ستحقق النصر المؤزر على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.
في الأثناء، أصيبت امرأة بجروح جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على الأبنية السكنية في حي السحاري بمدينة درعا، وأسفرت الاعتداءات أيضاً عن اشتعال النيران بعدد من المنازل، فيما اعتدت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف درعا الشرقي على خط الكهرباء 66 كيلو فولط المغذي لمدينة درعا ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عنها.
وأصيب مدنيان بجروح جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بـ 4 قذائف صاروخية على المباني السكنية في حيي الزهراء والموكامبو وصالات الليرمون في حلب، وأدت الاعتداءات أيضاً إلى وقوع أضرار مادية في المباني.
سياسياً، جددت روسيا دعوتها للعمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب في سورية، مشيرة إلى أن مقارباتها في تحديد أسباب عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط والسبل لتجاوزها تحظى بتأييد الأغلبية الساحقة من دول العالم، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بمناسبة انتهاء رئاسة موسكو لمجلس الأمن: “إن مجلس الأمن عقد الاثنين الماضي وبمبادرة روسية جلسة تحت عنوان الاستعراض الشامل للأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهدف وضع مقاربات مشتركة للمجتمع الدولي لتسوية النزاعات في المنطقة بالطرق السياسية والدبلوماسية”، وأضاف البيان: “إن الجانب الروسي أطلع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الجهود التي تبذلها روسيا وغيرها من ضامني عملية أستانا لحل الأزمة في سورية وشدد على أولوية العمل المشترك في مجال مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار”، وأشار إلى ان سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا ومندوبها للجلسة ركز في كلمته على ضرورة تشكيل هيكلية السلام والأمن في الشرق الأوسط باستخدام الطاقات الخلاقة للمبادرات الروسية المطروحة بما فيها المتعلقة ببلورة إجراءات بناء الثقة في منطقة الخليج.
وفي طهران، أكد قائد الثورة الإسلامية فى إيران السيد علي الخامنئي أن دعم دول الغرب لتنظيم “داعش” الإرهابي وما فعلته ضد سورية ودول أخرى يكشف الأكاذيب المتكررة لأدعياء حقوق الإنسان، واستعرض، خلال استقباله رئيس السلطة القضائية ومسؤولي السلطة بمناسبة أسبوع السلطة القضائية، الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التى ارتكبتها أميركا فى مختلف مناطق العالم وكذلك الجرائم التى ارتكبها الفرنسيون والبريطانيون فى القارة الإفريقية وشبه القارة الهندية خلال العقود الأخيرة، وأضاف: “إن أداء الغرب خلال الأعوام الأخيرة بدعم تنظيم داعش الإرهابي وما فعله فى سورية وميانمار ومناطق أخرى مؤشر على الأكاذيب المتكررة لأدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان الوقحين”، فيما ندد مساعد وكبير مستشاري قائد الثورة الإسلامية في إيران اللواء يحيى رحيم صفوي بمخططات الولايات المتحدة الهادفة لتقويض الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى محاولاتها المستمرة تأجيج الأزمة في سورية خدمة للكيان الصهيوني، وأضاف، خلال اجتماع ممثلي الصحة الدفاعية في جامعات العلوم الطبية في إيران، “إن واشنطن تسعى من وراء تأجيج الأزمة في سورية واستمرارها إلى الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني ومستقبله وأهدافه القائمة على إدارة شؤون الانظمة الحليفة له ولأميركا”، لافتاً إلى أن تلك الأنظمة تعمل لحماية مصالح ومخططات أميركا و”اسرائيل” في المنطقة، وأوضح أن من أهداف مخططات واشنطن تقسيم البلدان الإسلامية في المنطقة وإضعاف محور المقاومة.
من جهته أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية كمال خرازي أن الطريق لحل أزمات المنطقة هو الحوار بين دولها، داعياً أوروبا لإعادة النظر في استراتيجياتها.
وفي جنيف، شدد المجلس الدولي لدعم المحاكمة العادلة وحقوق الإنسان على ضرورة إنهاء الحرب المفروضة على سورية ودعمها شعباً وجيشاً وقيادة في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وداعميهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعها، وأكد، خلال الدورة العادية الثامنة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن سورية اليوم تمثّل للمنطقة رأس حربة المقاومة المشروعة في مواجهة المخططات الشرسة التي تستهدف الإنسان وحقوقه، كما انتقد سياسات الدول الاستعمارية، مثل بريطانيا وفرنسا وأمريكا، التي تضرب بقيم وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان عرض الحائط، مشيراً في هذا الصدد إلى أن العدوان الثلاثي الأخير الذي شنته تلك الدول على سورية مخالف للقانون والشرعية الدولية.
وفي روسيا، أكد رئيس قسم اللغات الشرقية في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أسلامبيك موزلويف موقف روسيا الداعم لسورية في حربها على الإرهاب بما يحافظ على سيادتها ووحدة ترابها الوطني، ولفت إلى أن روسيا تعمل على إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية على أساس الحفاظ على استقلالها وسيادتها ووحدة التراب السوري بكامله، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة للتعاون مع كل اللاعبين الإقليميين انطلاقاً من هذه الأسس.
إلى ذلك اعتبر موزلويف أن عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ينبغي ألا يخرج عن نص وروح الاتفاقية المتعلقة بها والذي يحدد جميع صلاحياتها ولوائحها التنفيذية، مشدداً على أن فرض أي تغييرات في عمل المنظمة لجهة إرضاء رغبات دولة ما يعني الخروج عن قواعد ومبادئ المنظمة.
كما أكد الأمين العام للمنتدى الاجتماعي الروسي التركي سيرغي ماكاروف أن الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين تثير حفيظة وقلق كيان الاحتلال الإسرائيلي نظراً لأنها تعزز جبهة المقاومة في المنطقة وهو ما يدفع هذا الكيان إلى شن اعتداءات بين الحين والأخر في مسعى منه لتقويض زخم تقدم الجيش العربي السوري، وقال: كلما حقق الجيش العربي السوري انتصارات على الأرض يعمد عناصر ما تسمى منظمة “الخوذ البيضاء” التابعة كلياً للاستخبارات البريطانية وبالتنسيق مع إرهابيي “جبهة النصرة” إلى القيام باستفزازات في سورية وتلفيق اتهامات باستخدام الكيميائي غير أن كل مساعيها تبوء بالفشل.
من جانبه أكد مدير مركز الدراسات الشرقية في الأكاديمية الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية الروسية فلاديمير آفاتكوف أن توغل قوات النظام التركي في الأراضي السورية دون دعوة من الحكومة الشرعية فيها يشكل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وتواصلاً لسياسات هذا النظام العدوانية ضد سورية.