الصفحة الاولىصحيفة البعث

عشرات العائلات تخرج عبر الممرات الإنسانية في ريف درعا.. ومئات المهجرين يعودون من عرسال إلى القلمون استعادة السيطرة على تلة سكر الاستراتيجية.. واستقبال شعبي حاشد لبواسل قواتنا في بلدتي الكريم الجنوبي والشرائع

 

حققت قواتنا الباسلة إنجازاً جديداً تمثّل بإحكام السيطرة على تلة سكر الاستراتيجية في ريف درعا، لتشكّل منطلقاً لعمليات لاحقة ضد الإرهابيين في القرى المحيطة بها، فيما دخلت وحدات من الجيش بلدتي الكريم الجنوبي والشرائع، وسط استقبال حاشد من أهالي البلدتين، وذلك بعد انضمامهما إلى المصالحات المحلية.
وخرجت عشرات العائلات عبر الممرات الإنسانية التي فتحتها الجهات المعنية بدرعا لتسهيل خروج المدنيين من مناطق انتشار الإرهابيين حيث كان في استقبالهم عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والجهات المعنية الصحية والإغاثية، فيما عاد مئات المهجرين السوريين من بلدة عرسال اللبنانية عبر معبر الزمراني في منطقة القلمون بريف دمشق.
وفي التفاصيل، استعادت وحدات الجيش العربي السوري السيطرة على تلة سكر الاستراتيجية بريف درعا الشرقي بعد القضاء على آخر تجمعات إرهابيي “جبهة النصرة” فيها وتكبيدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، وقامت قواتنا الباسلة بتثبيت نقاط جديدة لها فوق التلة.
وباستعادة وحدات الجيش السيطرة على التلة تكون قطعت خطوط إمداد الإرهابيين بين قريتي أم ولد وجبيب بريف درعا الشرقي.
وواصلت وحدات من الجيش العربي السوري تمشيط بلدتي بصر الحرير وناحتة في ريف درعا الشرقي بعد تحريرهما من الإرهاب مؤخراً وإزالة الألغام والمتفجرات، ودخلت كاميرا سانا البلدتين ورصدت حجم التخريب والدمار الذي خلفه الإرهابيون، والذي طال الممتلكات والمرافق العامة والخاصة، ووثقت الأسلحة والذخائر التي صادرها الجيش.
ويكتسب إنجاز الجيش في إعادة السيطرة على بلدة بصر الحرير وناحتة، اللتين كانتا تعتبران من أكبر معاقل الإرهابيين في الريف الشرقي، أهمية كبيرة إذ كانتا تعتبران نقطة وصل ما بين ريف درعا الجنوبي الشرقي والحدود الأردنية واللجاة في الشمال الشرقي، وبالتالي الجيش قطع طرق وخطوط الإمداد، فضلاً عن أهمية تطهير بصر الحرير في تأمين طريق إزرع السويداء المغلق منذ عام 2013 وإعادة فتحه.
وأفاد مراسل سانا بأن وحدات الجيش عثرت خلال عملية التمشيط على مستودعات أسلحة وذخائر متنوعة، بعضها إسرائيلي الصنع، بينها قواذف ار بي جي وصواريخ تاو وقذائف دبابات وهاون وصاروخية وكميات كبيرة من الذخيرة المختلفة إضافة إلى ألغام مضادة للدروع والأفراد وعبوات ناسفة، وبين أن وحدات الجيش ثبتت نقاطاً جديدة في البلدتين كمراكز إسناد لها، بينما تواصل وحدات أخرى توسيع نطاق سيطرتها جنوباً لدحر الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار لبقية قرى ريف درعا الشرقي وحماية الأهالي من اعتداءاتهم. وبين المراسل أن تطهير البلدتين مع غيرهما من قرى ريف درعا الشرقي سيسهم في حماية الأهالي في ريف السويداء الغربي المتاخم ولا سيما الدور وسميع وقراصة وتعارة والدويرة ونجران وغيرها، والذين عانوا على مدى السنوات السابقة من الاعتداءات الإرهابية المتكررة إما بقذائف الهاون أو زرع العبوات الناسفة أو نصب الكمائن وإطلاق الرصاص الحي والخطف على الطرقات وفي أراضيهم.
وفي ريف القنيطرة الشرقي، اشتبكت وحدة من الجيش، بالتعاون مع القوات الرديفة، مع مجموعات إرهابية تسللت إلى محور جبا – أم باطنة للهجوم على النقاط العسكرية في محيط قرية جبا بالريف الشرقي، وانتهت الاشتباكات بإحباط الهجوم بعد مقتل العديد من الإرهابيين المهاجمين وفرار من تبقى منهم باتجاه قرية الحميدية حيث تنتشر مجموعات إرهابية تتبع لتنظيم جبهة النصرة التكفيري.
كما أحبطت وحدة من الجيش السوري محاولة مجموعة إرهابية من “داعش” التسلل باتجاه النقطة 400 على الحدود العراقية وتمكنت من تدمير عربة دفع رباعي مزودة برشاش وصادرت طائرة مسيرة وأسلحة وذخائر وأوقعت أغلبية أفراد المجموعة بين قتيل ومصاب.
وبالتوازي، خرجت عشرات العائلات عبر الممرات الإنسانية التي فتحتها الجهات المعنية بدرعا لتسهيل خروج المدنيين من مناطق انتشار الإرهابيين حيث كان في استقبالهم عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي والجهات المعنية الصحية والإغاثية.
ورصدت سانا ممري خربة غزالة وداعل وحركة المدنيين القادمين إليهما من الريفين الشرقي والغربي والإجراءات المبسطة التي اتخذتها الجهات المعنية في درعا لتسهيل خروج المواطنين وتوفير جميع المستلزمات الأساسية.
فداء العيد مسؤولة الدعم النفسي في دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بينت أن وجودهم في ممر خربة غزالة جاء ليؤمن الدعم النفسي والتهدئة للمدنيين الخارجين من سيطرة الإرهابيين والتخفيف من الخوف لديهم مشيرة إلى أن فريقها بدأ عملية تسجيل بيانات للأطفال الصغار المرافقين لعائلاتهم ومنحهم كل ما يلزم.
الدكتور منصور الخطيب في العيادة المتنقلة الموجودة عند المعبر أشار إلى أن العيادة استقبلت عشرات الحالات الصحية منها ما هو عادي ومنها خطر وتم التعامل معها وتقديم الإسعافات الطبية الأولية ونقل من يحتاج إلى المشفى الوطني في درعا.
واستقبل ممر خربة غزالة نحو 160 عائلة ما بين أطفال ونساء وكبار السن وتم نقلهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في بلدة جباب ريثما يحددون الوجهة التي يرغبون بها.
يذكر أن جميع بلدات الريف الشرقي خرج منها المواطنون عدا بلدة المسيفرة التي ما زال إرهابيو “جبهة النصرة” يمنعون الناس من مغادرتها بقوة السلاح.
وأكد عدد من المدنيين لدى وصولهم إلى ممر خربة غزالة أنهم شعروا بالأمان والاستقرار بعد مغادرتهم للبلدات التي يسيطر عليها إرهابيو “جبهة النصرة”، مشيرين إلى أنهم وجدوا المعاملة اللائقة والإجراءات البسيطة فيما حاولت التنظيمات الإرهابية الترويج لما يخالف ذلك.
وفي ممر داعل وصلت حتى الآن نحو 300عائلة تحدث العديد من أفرادها عن إجرام الإرهابيين الذين استخدموا الرصاص محاولين منع السكان مغادرة البلدات التي يسيطرون عليها وصادروا وثائق الناس الشخصية وفرقوا المظاهرات التي خرجت ضدهم و ضد ممارساتهم اللا إنسانية.
عدد من النساء اللواتي وصلن إلى الممر أكدن أن الإرهابيين مارسوا أبشع الممارسات بحقهن وبحق أبنائهن الذين اختطفوا وأعدموا على أيديهم مشيرات إلى أن الإرهابيين يحاولون منع المدنيين من المغادرة لاتخاذهم دروعا بشرية.
وكانت الجهات المعنية في درعا فتحت ثلاثة ممرات إنسانية صباح الأربعاء لاستقبال المواطنين الراغبين بمغادرة الريفين الشرقي والغربي.
في الأثناء، وصل نحو 450 من المهجرين السوريين إلى معبر الزمراني قادمين من بلدة عرسال اللبنانية حيث كان بانتظارهم عدد من الحافلات لنقلهم إلى قراهم ومنازلهم في قرى وبلدات ريف دمشق.
ولفت موفد سانا إلى أن عناصر من الجيش العربي السوري كانوا في استقبال المهجرين العائدين الذين تركوا منازلهم في أوقات سابقة هرباً من جرائم الإرهابيين قبل أن يقوم الجيش بالتعاون مع القوات الحليفة بإعادة الأمن والاستقرار إليها.
وبين الموفد أن عناصر الجيش بالتعاون مع الجهات المعنية في ريف دمشق قاموا بتقديم التسهيلات اللازمة لوصول المهجرين إلى منازلهم في الجبة وعسال الورد ويبرود ورأس المعرة وفليطا في القلمون الغربي إضافة إلى الرحيبة وجيرود في القلمون الشرقي.
وأعرب عدد من المهجرين العائدين عن شكرهم للجيش على إعادته الأمن والاستقرار إلى قراهم وبلداتهم، مؤكدين أنهم سيبدؤون مزاولة أعمالهم الطبيعية والاعتيادية بعد انتهاء فترة التهجير القسري والمساهمة في إصلاح وترميم ما خربه الإرهابيون.
وفي حلب (معن الغادري)، تمت تسوية أوضاع /35/  شخصاً من أهالي منطقة اعزاز بريف حلب الشمالي، وعبر عدد ممن تمت تسوية أوضاعهم عن سعادتهم بالعودة إلى حضن الوطن لافتين إلى أنهم لاقوا كل ترحاب وقدمت لهم كل التسهيلات من الجهات المعنية وأنجزت كل الإجراءات بساعات قليلة وداعين كل فرد أخطأ بحق الوطن أن يسارع لتسوية وضعه لكي يعود إلى أرضه وبيته ويمارس حياته الطبيعية.
وأكد أمين الفرع فاضل نجار أن الدولة حريصة على كل أبنائها وتأتي هذه التسويات في إطار السعي لإعادة كل من ضل الطريق إلى حضن الوطن، منوهاً إلى أن الباب مازال مفتوحا أمام الراغبين في الاستفادة من مراسيم العفو التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد.