صحيفة البعثمحليات

“حجر عثرة”

 

على الرغم من أن بعض الدوائر والمؤسسات الخدمية والاقتصادية اجتهدت ووضعت خططها وبرامجها الآنية والمستقبلية والتنفيذية في إطار مشروع إعادة الإعمار والبناء، فإن هناك الكثير من الصعوبات والعراقيل ما زالت تقف حجر عثرة في طريق استكمال مراحل العمل وإنجاز المشاريع المقررة والتي يمكن وصفها بالمتعثرة لأسباب تتعلق بضعف الإمكانيات الفنية والمالية وبنقص الكوادر البشرية.

ولعل ما أنجز حتى اللحظة على المستوى الخدمي في حلب على أهميته لا يتناسب مع ما هو مطلوب خاصة في الأحياء الشرقية من المدينة والمناطق المتضررة جراء الإرهاب والتي ما زالت تعيش واقعاً خدمياً واقتصادياً ومعيشياً صعباً، وهو ما عكسته مطالب الأهالي المتكررة في هذه الأحياء، لناحية تأهيل البنية التحتية وترحيل الأنقاض وإصلاح الشبكة الطرقية وترميم وتأهيل المباني المتضررة وتحسين واقع النظافة وتأمين الطاقة الكهربائية وإعادة تفعيل المستوصفات وتشغيل الأفران وغيرها من المطالب الملحة والضرورية لإعادة الروح ونبض الحياة لهذه المناطق والأحياء السكنية المكتظة، وبما يسهم في تحقيق التوازن والاستقرار المعيشي والمجتمعي.

وفي الواقع ندرك أن حجم العمل كبير جداً، وأن المطلوب عمله وإنجازه يتجاوز بكثير مما هو متاح من إمكانيات متواضعة، ولكن هذا لايبرر مطلقاً حالة التقاعس والتباطؤ والتراخي في تنفيذ الحد الأدنى من هذه المطالب المحقة والملحة، وهو ما يستدعي إعادة قراءة هذا المشهد بكل تفاصيله وأبعاده ومضاعفاته وآثاره وتداعياته القريبة والبعيدة وخاصة في ما يتعلق بالجانب الاجتماعي.

ما سبق ومن منطلق المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الجميع يتحتم على الجهات الحكومية التنفيذية تعزيز وجودها في هذه المناطق وإطلاق قطار المشاريع الخدمية والتنموية بصورة منتظمة ومتسارعة لإعادة تأهيل البنى التحتية وتوفير الخدمات الضرورية واليومية، وأن يتزامن ذلك مع إشراك الجمعيات الخيرية والأهلية بالعمل وحثها على تنفيذ وعودها، بالإضافة إلى توظيف الإمكانات والطاقات الشبابية التطوعية وبما يسهم في تعزيز وتعميق ثقافة العمل التشاركي والانطلاق من مرحلة الشعارات إلى العمل الميداني.

معن الغادري