رياضةصحيفة البعث

طموحات مشتركة في نصف النهائي.. فرنسا لإثبات قوتها.. وبلجيكا لكتابة التاريخ

انطلاقاً من المقولة الشهيرة التي تلازم كؤوس العالم “البطل يظهر من رحم البطولة”، فإن لقاء نصف النهائي الأول للبطولة، والذي سيقام مساء اليوم، لم يكن منتظراً من ناحية اسمي المنتخبين، لكنه كان منطقياً بالنظر للمستوى الذي قدماه خلال مبارياتهما.
فاللقاء الذي ستحتضنه مدينة سان بطرسبورغ، ويجمع منتخبي فرنسا وبلجيكا، يمكن أن يطلق عليه مباراة الفريقين الأفضل في البطولة من كل النواحي، وبالتالي يمكن أن يطلق عليه النهائي المبكر، وما سيزيد الإثارة هو النكهة الأوروبية، وكون اللقاء هو لقاء جيران يتسم دائماً بالمتعة والتشويق.

اللقب الثاني
المنتخب الفرنسي نجح حتى الآن في إثبات أنه المنتخب الأكثر استقراراً خلال السنوات الماضية، فبعد تمكنه من بلوغ نهائي اليورو الماضي، يستعد منتخب الديوك للتأهل لنهائي المونديال، ومع قدرته على السير بخطا ثابتة منذ بداية البطولة، وتجاوزه لمنتخبات قوية في طريقه نحو نصف النهائي، فإن المباراة الأهم ستكون مساء اليوم.
الأداء الفرنسي اتسم في مبارياته الخمس حتى الآن بالتوازن، فالمدرب ديدييه ديشان لم يغيّر كثيراً في التشكيلة، وظل وفياً لطريقته بالاعتماد على ثلاثي في وسط الملعب، وعلى ثلاثي هجومي، لكن العيب الوحيد الذي يمكن الحديث عنه يبقى اهتزاز مردود خط الدفاع.
الحلم الفرنسي في تحقيق اللقب الثاني يجب أن يمر اليوم من المحطة البلجيكية، وذلك سيتطلب مجهوداً استثنائياً من عناصر الفريق كافة، وفي مقدمتهم المتألق كيليان مبابي الذي بات كلمة السر في الأداء الفرنسي، والقائد الحقيقي لهجومه، طبعاً دون نسيان جهود أنطوان غريزمان، ومساهمات بول بوغبا.
مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان بدا واثقاً من قدرات فريقه، قائلاً في المؤتمر الصحفي: “طموحنا بلوغ النهائي، أحب تحقيق أهدافي، لكنني لا أنظر للأمر من وجهة نظر شخصية، لدي تشكيلة شابة تعمل كفريق، وباتت تتسم بالمقاومة بشكل أكبر، يمكنك رؤية حالة اللاعبين الذهنية الإيجابية، استطاعوا تحقيق الكثير من التقدم”.

تأهل تاريخي
رغم أنه يعتبر إنجازاً مميزاً أن يصل المنتخب البلجيكي لنصف النهائي، إلا أن طموح لاعبي المنتخب الأحمر يبدو أكبر من ذلك بكثير، فربما يكون حمل اللقب خياراً منطقياً بالنظر إلى ما يقدمه البلجيكيون من مستوى فني غاية في الروعة قاده لتحقيق خمسة انتصارات متتالية.
من الناحية الفنية يبدو رفاق النجم ايدين هازارد لا يعانون من أية نقاط ضعف واضحة، فالحارس تيبو كورتوا بدأ يعود لمستواه تدريجياً، وخط الدفاع يبدو متماسكاً بوجود الثلاثي: “كومباني، فيرتونخين، الدرفيلد”، أما خط الوسط فتبدو الخيارات متعددة وفق كل مباراة، وظروفها، طبعاً مع وجود الهجوم الناري للوكاكو، وهازارد، ودي بروين.
حظوظ المنتخب البلجيكي في لقاء اليوم تبدو كبيرة بالنظر إلى الحالة المعنوية، والثقة التي ولّدها الفوز على البرازيل في ربع النهائي، كما أن بلوغ النهائي لأول مرة في تاريخ الكرة البلجيكية سيعطي اللاعبين المتحمسين أصلاً جرعة إضافية من الحماس.
من جهته مدرب المنتخب البلجيكي روبيرتو مارتينيز طالب لاعبيه بضرورة اللعب بطريقتهم المعتادة دون خوف أو ارتباك، قائلاً في المؤتمر الصحفي: “إذا اقتربنا من هذه المباراة بخوف داخلنا فسوف نهدر أنفسنا، من المؤكد أن اللعب دون خوف هو الشيء الوحيد الذي سيساعدنا أكثر، أعتقد أنه من أجل الفوز بالبطولة يجب أن تلعب بشكل جماعي كفريق واحد، عندما تمكنا من تحقيق ذلك، كان هناك اهتمام من كل لاعب بوضع جميع الاهتمامات الفردية جانباً”.

بطاقة المباراة
الزمان: التاسعة مساء.
المكان: ملعب كريستوفسكي.
الحكم: الأوروغياني أندريس أكونيا.
الغيابات: البلجيكي توماس مونييه (للإيقاف).
رقمياً: سبق للمنتخبين أن التقيا مونديالياً مرتين: الأولى كانت عام 1938 في الدور ثمن النهائي، وفازت فرنسا فيها بثلاثة أهداف لواحد، وكانت المواجهة الثانية خلال مونديال المكسيك عام 1986، وبالتحديد في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وفاز الفريق الفرنسي وقتها بأربعة أهداف لاثنين.