أخبارصحيفة البعث

مخاوف أوروبية من اتساع الهوة داخل الناتو بسبب ترامب

 

يواجه قادة دول حلف شمال الأطلسي مخاوف، خلال القمة المرتقبة الأربعاء والخميس في بروكسل، من التعرّض للضغط أو حتى للتوبيخ من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يطالب بتقاسم الأعباء المالية، ولو كان ذلك على حساب مصداقية الحلف.

ويقول عدة محللين: إن الأوروبيين يخشون حتى أن يسعى ترامب إلى إثارة انقسام بينهم، فيما صرحت وزيرة الجيوش الفرنسي فلورانس بارلي على هامش لقاء وزاري للتحالف في مطلع حزيران الماضي: “لقد أعددنا قدر الإمكان للقمة التي يدرك الجميع أنها ستكون في أجواء من التوتر الشديد”، وأوضحت “أعتقد أن الرئيس الأميركي سيمارس ضغوطا كبيرة على الحلفاء خصوصا الأوروبيين ليتكفلوا بنفس الأعباء المالية التي تتحملها بلاده كما يقول”.

وكان ترامب وجه في أواخر الشهر الماضي رسالة حضّ فيها تسع دول أعضاء في الحلف من بينها ألمانيا وكندا والنروج على احترام التزاماتها برفع النفقات العسكرية إلى 2 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي لها بحلول 2024.

ومن المتوقع أن يكون تقاسم النفقات أحد أبرز مواضيع القمة، بحسب ما أكد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، الذي كانت بلاده النروج بين الدول التي تعرضت لانتقادات واشنطن. وتوقّع دبلوماسي أوروبي، رفض الكشف عن هويته، أن تكون القمة “شاقة”، بينما أوضح مسؤول في الحلف أن نجاحها رهن بمزاج ترامب.

ويقول النائب الأوروبي الفرنسي ارنو دانجان خبير الشؤون الدفاعية: إنه ومع “رئاسة ترامب فإن غموضاً كبيراً يخيم على مجمل الجهات الأوروبية”، مضيفاً: إن “الأمر لا يتعلق فقط بشكوك حول مدى إمكانية الاعتماد على الالتزامات الأميركية بل أيضاً بتوجهات سياسة خارجية أميركية متقلبة يمكن أن تصطدم سواء عبر انعزاليتها أو تهورها مع المصالح الأمنية الأوروبية بشكل قد يكون مباشراً”.

ويخشى ستولتنبرغ إبراز الانقسامات إلى العلن، فهو لا يمكنه نفي الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في التحالف لكنه لا يزال يأمل بأنه لن تتم إثارتها خلال القمة. ومع ذلك فإن كل الفرضيات مطروحة بسبب عدم القدرة على التكهن بما سيقوم به ترامب.

ويقول ايان بوند خبير الشؤون الروسية في معهد “سنتر فور يوروبيان ريفورم”: إن ترامب “يمكن أن يلغي مناورات “ترايدنت جانكتشر” المقررة في الخريف المقبل في النروج، والتي من المتوقّع أن تكون الأكبر في تاريخ الحلف منذ نهاية الحرب الباردة، بدافع أنها يمكن أن تعتبر تهديداً لروسيا وأنها ستكلف كثيراً دافعي الضرائب الأميركيين”.

كما أن بعض الأوروبيين يسعون نحو تسريع وتيرة استقلاليتهم إزاء الولايات المتحدة مع الشكوك التي أبداها ترامب حول رغبته الفعلية في التدخل بشكل تلقائي للدفاع عن أحدى الدول الأعضاء كما تنصّ على ذلك المادة 5 من معاهدة الحلف، أو حول إعادة نشر للقوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا. وتقول بارلي: إن “أوروبا الدفاعية حاجة ضرورية في هذا السياق”.

وشكلت فرنسا مع ثماني دول من الحلف من بينها ألمانيا والمملكة المتحدة مجموعة تدخل أوروبية قادرة على تنفيذ عملية عسكرية بشكل سريع أو عملية إجلاء في بلد في حالة حرب أو تقديم مساعدة في حال وقوع كارثة.

وتؤكد الوزيرة الفرنسية أن “هذه الجهود مكملة لتلك في إطار الحلف الأطلسي”.