ثقافةصحيفة البعث

موفق بهجت يطل بعد غياب

بعد سنوات طويلة من الغياب أطل الفنان الدمشقي موفق بهجت الذي لُقب بملك الاستعراض، عبر شاشة سورية دراما مع الإعلامية لودا لقمان، ليتحدث عن سنوات الغربة الطويلة وعن العلم السوري الذي حمله بقلبه في أي مكان حلّ فيه، وعن إصراره على غناء أغنية وطنية في كل حفلة من حفلاته، ليبقى صاحب “ياجندي بلادي يابطل، وعزي وبلادي سورية، وحرة يا بلادي” أسير هوى سورية.
إطلالته حملت الكثير من الحزن والفرح في آن واحد، الحزن من الغياب أو -كما قال- التغييب، والفرح باهتمام الإعلام به ليصل إلى ما وصفه بالمصالحة مع التلفزيون السوري، والفرح بانتصار سورية وأبطال الجيش العربي السوري الذين خصّهم بأغنيات عدة حضّرها خلال سنوات الحرب، ينتظر تسجيلها ليستكمل مساره الغنائي الوطني، إضافة إلى التنويع الغنائي الذي أبدع به بين الغناء القديم والحديث والتراثي والشعبي، والأوبريت مع طروب التي جمع فيها بين التمثيل والغناء، والتنويع أيضاً بالمقامات الموسيقية لتتميّز ألحان أغلب أغنياته بالإيقاع السريع، إلى جانب الأغنيات الرومانسية، ومشاركته بالبرامج التلفزيونية الاستعراضية وبالأفلام السينمائية ليبقى فيلم”كلنا فدائيون” الذي تناول القضية الفلسطينية بطولة غسان مطر وإخراج المخرج الأرمني غاري غرايديان أقوى أفلامه، إلا أنه لم يحقق الشهرة بمجال التمثيل ليحققها بالغناء.
وتوقف بهجت عند مراحل حياته وخصوصية كل مرحلة ابتداء من دمشق إلى لبنان إلى الأردن والعراق، ليدخل بقوة مصر ويثبت حضوره في حفلات أضواء المدينة بعد أن اعتُمد مطرباً في إذاعة صوت العرب في الزمن الذي هيمن فيه أساطين الطرب على الساحة الفنية العربية، أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، ومن ثم سفره إلى الجزائر ودول أخرى.
وفي اللقاء الذي حفل بمشاعر وجدانية لذكريات خاصة وعامة أشاد بالإعلام السوري لتكون إطلالته من سورية دراما بداية لتواصله مع الإعلام بأنواعه، داعياً إلى تسليط الضوء على الفنانين القدامى وإحياء ذكرهم لأن الحفاظ على التراث الغنائي هو جزء من الحفاظ على الهوية السورية، ووجه اقتراحاً بالاهتمام بالمطربين الشباب الذين تتشابه أغنياتهم بدراسة أصواتهم، وتوجيههم وفق خصوصية الصوت، والأسلوب الغنائي لغناء أغنيات موفق بهجت وفؤاد غازي وسمير سمرة وعصمت رشيد وإلياس كرم وغيرهم، كمحاولة للحفاظ على هوية الأغنية السورية ليس لصوت المطرب فقط وإنما للملحن وكاتب الأغنية والزمن الذي وُجدت فيه، مركزاً على أن الحفاظ عليها لايأتي من استرجاع الأغنية اللبنانية أو المصرية وإنما السورية.
ومن خلال اقتراح بهجت نسترجع صوراً لمحاولات بعض المغنين والتذكير بالفنانين القدامى مثل المطربة شام كردي التي غنت لمها الجابري، وغيرها أحيوا أمسيات في دار الأوبرا بالغناء للقدامى، لكنها تبقى محاولات قليلة، فهل ستلقى دعوة بهجت قبولاً؟
ملده شويكاني