رياضةصحيفة البعث

نجح اقتصادياً وفنياً قبل خط النهاية.. المونديال الروسي وفى بوعوده

قبل إسدال الستار على النسخة الحادية والعشرين من كأس العالم الذي احتضنته روسيا على مدى شهر كامل، أجمعت الآراء على أن البطولة الحالية تكاد تكون الأنجح على الإطلاق من جميع النواحي، وخاصة الكروية منها لجهة ظهور منتخبات جديدة، وانتهاء الفوارق الفنية، وبروز مدارس كروية لم تكن منتظرة، لكن الملفت أكثر كان تأثير هذه البطولة على روسيا التي نجحت في تقديم صورة مميزة عن كيفية تنظيم البطولات الكبيرة، والاستفادة منها لتطوير مناحي الحياة المختلفة، وهذا النجاح وثّقته تقارير صادرة عن جهات ذات مصداقية أبرزها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

نمو اقتصادي
ولعل النجاح التنظيمي والفني للبطولة لم يكن ليحصل لولا الدعم المالي الكبير الذي تم منحه من الدولة المستضيفة، لكن هذا الإنفاق الذي وصف بالقياسي ستكون له تبعات اقتصادية مميزة وفق دراسة أجرتها لجنة الفيفا المنظمة للبطولة، كما أن استضافة روسيا لفعاليات المونديال ستساهم في نمو اقتصادها بنحو 3 مليارات دولار سنوياً خلال السنوات الخمس المقبلة، وأوضحت الدراسة أن تنظيم روسيا لكأس العالم المقبلة سيساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بحوالي 150 مليار روبل إلى 210 مليارات روبل، (ما بين 2.43 و 3.4 مليار دولار) سنوياً على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وبحسب الدراسة فإن المسابقة أضافت للناتج المحلي الإجمالي الروسي خلال الفترة ما بين 2013 و2018 ما يقارب 867 مليار روبل (حوالي 14 مليار دولار).

إشادة كبيرة
مكاسب روسيا لم تكن مالية فقط أو منشآتية، بل سيكون لها تأثير على سمعة ومكانة الشعب الروسي، وذلك بعد إشادة السويسري جياني انفانتينو رئيس الاتحاد الدولي بروسيا كبلد مضياف وكريم، وأضاف انفانتينو: “إن حمى كرة القدم اجتازت جميع أنحاء روسيا، خاصة بعد أن تأهل أصحاب الأرض إلى دور الثمانية، روسيا حضرت بقوة على خريطة كرة القدم، الشعب الروسي كان ودوداً ومضيافاً”.
كما أكد مدير قسم البطولات والفعاليات في الاتحاد الدولي لكرة القدم كولين سميث إشادة جميع الأطراف بتنظيم روسيا لكأس العالم، معرباً عن الارتياح لمستوى الفنادق، والمنشآت الرياضية، والملاعب، ودعم الجمهور.

ظاهرة تشجيعية
لأن الكثيرين راهنوا على فشل البطولة جماهيرياً فإن الحضور الجماهيري فاق التوقعات، ووفقاً للفيفا فإن عدد المشجعين الذين حضروا المباريات حتى الآن بلغ أكثر من مليوني مشجع، كما أظهرت دراسة استندت لبيانات شركة “فيزا” أن المشجعين القادمين من الولايات المتحدة والصين كانوا الأكثر إنفاقاً في الأيام الأولى من الحدث الكروي، واحتل مشجعو المكسيك المرتبة الثالثة من حيث الإنفاق، بحسب التصنيف الذي استند لحجم الأموال التي دفعت عبر البطاقات المصرفية.
وقالت الدراسة: إن المشجعين أنفقوا أكثر أموالهم على الفنادق والطعام والملابس، مشيرة إلى أن متوسط الدفعة الواحدة بلغ 3575 روبلاً، ما يعادل 56 دولاراً.
وجاءت العاصمة موسكو في مقدمة المدن الروسية التي أنفق المشجعون فيها أكثر أموالهم، وفي المرتبة الثانية جاءت سان بطرسبورغ، تليها في المرتبة الثالثة مدينة سوتشي، ومن ثم كازان، وبعدها يكاترينبورغ.

جانب آخر
ولأن المونديال حرك كل جوانب الحياة في روسيا فإن الأفكار الإبداعية، وإن كانت صغيرة، وجدت حيزاً للتنفيذ، حيث شهد مجال صنع التحف والهدايا التي تخلّد هذه البطولة حركة كبيرة مع توفرها في الأسواق والمدن الروسية المستضيفة للحدث بشكل وافر، وكان بمقدور الزوار وعشاق كرة القدم شراءها للاحتفاظ بشيء من الذكرى عن المونديال والمدن التي زاروها، كما قام البنك المركزي الروسي في وقت سابق بصك عدد من العملات التذكارية بمناسبة البطولة، مع العلم أن شعار البطولة يسلّط الضوء على اللحظات التاريخية لروسيا، والابتكارات والإنجازات التي قدمها هذا البلد لجميع سكان العالم، ويظهر الشعار طاقم محطة الفضاء الدولية، وفن الرسم الروسي، والحب الكبير لكرة القدم.