الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

شيوخ الكار عشق لامتناه لأيقونات تراثية

 

السيف الدمشقي بتشكيلات الصدف الوهاج شغل أحد أركان قاعة المركز الثقافي العربي –أبو رمانة- في معرض مجلس شيوخ الكار للحرف التراثية الدمشقية النادرة بإشراف عدنان تنبكجي، فعكس مشهداً لهذه التراثيات الموروثة عن الآباء والأجداد والتي تعدّ من أيقونات سورية ورمزاً من رموزها وجزءاً من التراث الدمشقي الأصيل، ليبقى البروكار التاج الذي تتألق به.
ضم المعرض أنواعاً مختلفة من المهن التراثية، إلا أن لمعان الصدف الوهاج الذي ملأ فضاء الجدار الذي صنعه صالح الكجك من الصدف البحري أسر الزائرين، لاسيما أنه أدخل إليه الخط الديواني بنقش آيات من القرآن وبتضمين السيف الدمشقي ضمن التشكيلات، كما شغلت مهنة الخط العربي على الخشب بصناعة سامر الوقة مع تنزيل الصدف والحفر والفضة على ألوان الخشب الطبيعية حيزاً من المعرض، وتألقت لوحة الفسيفساء لهيكل الأنثى بالأحجار الطبيعية بمشتقات الألوان الترابية صناعة خلدون المسوتي، إلى تكوينات الزجاج الفينيقي بأكسيد الفضة ومواد أخرى بصناعة لؤي شكو، تلتقي مع البحرة الكبيرة المصنوعة من الموزاييك يتوسطها صحن السيراميك صناعة محمد القصير، والمجسمات الصغيرة للضغط على النحاس لهياكل تشبه البورتريهات، كما قدمت وفاء الغبرة تجربة جديدة بتدوير الخشبيات لأشكال صغيرة ضمن لوحة، لفتت الأنظار الآلات الموسيقية العود والقانون والبزق والطبلة المطعمة بالصدفيات بصناعة علي خليفة وفراس سلكا، مع تشكيلات الجلديات والفضيات والثريات والبرونزيات.
وقد وثّق الفنان نذير البارودي حارات دمشق وأماكنها ومهنها وعاداتها والحياة الاجتماعية في لوحاته بأسلوبه الواقعي، فاستمد صوراً من ذاكرته للمولوية ومحطة الحجاز ومعرض دمشق الدولي في الستينيات، إضافة إلى الكتّاب وسهرات الطرب بألوان الزيتي على إطار خشبي، والقاسم المشترك بين اللوحات هو التكوينات الجماعية، كما رسم المهن إفرادياً.
واستحوذ القنديل الدمشقي الزجاجي(المشكاة) الذي اشتُهر في العصور الإسلامية على إعجاب الزائرين كونه قطعة تراثية نادرة، وتحدث صاحب المهنة بسام ريحان عن مهنته بالرسم والزخرفة على الزجاج والسيراميك وتنزيل المينا بإضافة الذهب أو البلاتين بوساطة الفرن، وركز على أهمية هذا المعرض بإيضاح رسالة مجلس شيوخ الكار باستمرارهم وبعشقهم اللامتناهي لمهنهم، وعلى ضرورة نشر ثقافة المهن التراثية النادرة وتعليمها للأبناء والراغبين حتى نضمن استمرارها، متوقفاً عند تجربتهم السابقة مع اليونسكو بإقامة دورة تعليمية، وبأهمية مشاركتهم بالمهرجانات التي تقيمها وزارتا الثقافة والسياحة، ليخلص إلى أهمية مشاركة شيوخ الكار في مهرجان “الشام بتجمعنا” أعاد الألق السابق إلى الحياة الاجتماعية السورية.
ملده شويكاني