صحيفة البعثمحليات

“أسلوب جنتل”

في الحديث عن الفعاليات المتنوعة وخاصة الاقتصادية والتجارية التي تقام بين فترة وأخرى في حلب ثمة العديد من النقاط من المهم التوقف عندها للتأكد من ماهية وأهداف هذه الأنشطة ومدى نجاحها وتأثيرها وفاعليتها وانعكاساتها الإيجابية على المشهد العام للمدينة على المستويين الاجتماعي والتنموي.

ولعل ما يلفت النظر في هذه الفعاليات مع اختلاف مسمياتها وشعاراتها أنها نسخ مشابهة ومكررة  (طبق الأصل) هدفها ربحي من قبل المنظمين والمستثمرين لهذه الفعاليات، ولكن بأسلوب تقني جديد يمكن تسميته (بالجنتل)، وهو ما درج وانتعش بصورة متزايدة ولافتة خلال سنوات الحرب الإرهابية التي شنت على حلب، حيث شهدت سباقاً محموماً لإقامة مهرجانات ومعارض التسوق بداعي المساهمة في تعافي المدينة وتفعيل الحياة التجارية ودعم المنتج والاقتصاد الوطني.

ومع الأهمية الكبيرة لهذه اليافطات نجد أن مجمل هذه المبادرات لم تحقق الجدوى والفائدة المرجوة، وهي نتيجة طبيعية لافتقاد هذه الأنشطة إلى روح التجدد والإبداع والتميز في الجوانب التنظيمية وفي الرؤية الترويجية والتسويقية ولآليات التعاطي بين طرفي هذه المعادلة ( العارض والمستهلك)، ومرد ذلك انعدام الثقة في المنتج المعروض وفيما تقدمه هذه المهرجانات من عروض وحسومات ومغريات ومحفزات (وهمية) في محاولة لاستمالة زوارها.

ما نود تأكيده أن هذه المهرجانات على تعددها وتنوعها، شكلت حالة خجولة ومتواضعة في خريطة النشاط التجاري والاقتصادي، ما يستدعي مراجعة متأنية لهذا الملف وبما يتناسب مع أهمية وثقل حلب اقتصادياً، ونعتقد أن حاجة حلب إلى تظاهرة اقتصادية سنوية بحجم أهمية معرض دمشق الدولي بإشراف وإدارة هيئة حكومية متخصصة، باتت حاجة ملحة وضرورية في ضوء المتغيرات والمعطيات الإيجابية التي تشهدها حلب على مختلف جبهات العمل والإنتاج، والأهم الاستفادة من التجارب السابقة وإجراء عملية تقييم وفرز لمخرجات ونواتج المعارض والمهرجانات السابقة بما فيها تجربة معرض حلب الدولي الأولى والفاشلة بامتياز، ووضع ضوابط ونواظم جديدة لآلية هذه الأنشطة والفعاليات مستقبلاً، وأن يتم تأطيرها وتوظيفها بشكل صحيح وبما يحقق الفائدة المتبادلة والأهداف المرجوة.

معن الغادري