الصفحة الاولىصحيفة البعث

“التحالف” يرتكب مجزرة جديدة.. وخطط غربية لإجلاء عناصر “الخوذ البيضاء” الجيش يحرر تل الحارة الاستراتيجي.. وانهيار دراماتيكي في صفوف الإرهابيين

 

 

حققت قواتنا المسلحة أمس إنجازاً هاماً في حربها على الإرهاب التكفيري تمثل في تحرير تل الحارة الاستراتيجي و4 قرى بريف درعا الشمالي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الإرهابية فيها.
وعلى محور ريف درعا الشمالي الغربي تم تحرير قرى كفر شمس وأم العوسج والطيحة وزمرين بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم، وسط حالة من الانهيار الدراماتيكي تعيشه فلول التنظيمات الإرهابية نتيجة التقدم المطرد لوحدات الجيش والخسائر الكبيرة في صفوف الإرهابيين.
وفي ريف القنيطرة حررت وحدات من الجيش بالتعاون مع قواتنا الرديفة قرية مسحرة وتل مسحرة بعد القضاء على العديد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وعتادهم. في وقت أكد شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر العربية السورية من حماة وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد التنظيمات الإرهابية.
وفيما أضاف تحالف واشنطن الإرهابي مجزرة جديدة بحق الشعب السوري عندما شن طيرانه غارات جوية على منازل المواطنين في قرية السوسة في ريف البوكمال بدير الزور ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المدنيين وتدمير العديد من المنازل، كشف دبلوماسيون ومسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة وكندا ودولاً أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا ناقشوا خططاً سرية لإجلاء عناصر ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية من سورية ولا سيما “جبهة النصرة” وذلك بعد افتضاح الدور التضليلي الذي لعبوه في قلب وتزييف الحقائق وبات وجودهم عديم الفائدة لمشغليهم.
وفي التفاصيل، بدأت عملية السيطرة على مناطق جديدة في ريف درعا بتمهيد مدفعي وصاروخي على تجمعات التنظيمات الإرهابية المنتشرة فيما تبقى من مساحة جغرافية بريف المحافظة الشمالي الغربي قرب الحدود الإدارية لمحافظة القنيطرة تلاه تقدم وحدات المشاة في هجوم قوي تميز بالسرعة والتكتيك المتناسب مع طبيعة المنطقة الزراعية والمساحات الممتدة بين التجمعات السكنية فيها. تم خلالها استعادة السيطرة على تل الحارة أهم النقاط الحاكمة في الجبهة الجنوبية بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي تنظيم جبهة النصرة والمجموعات المرتبطة به والقضاء على العديد منهم وتدمير عتادهم.
وبالسيطرة على تل الحارة المرتفع عن سطح البحر حوالي 1094 متراً يكون الجيش حقق إنجازاً مهماً لجهة تحرير المزيد من القرى والبلدات التي يشرف عليها التل سواء في ريفي درعا أو القنيطرة. وتتابع وحدات الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة عمليتها العسكرية الرامية إلى إنهاء الوجود الإرهابي في محافظة درعا حيث حررت خلال الأيام الماضية عشرات القرى والبلدات ما عجل في استسلام المسلحين وانضمام عدد من القرى والبلدات إلى المصالحة.
وفي ريف حماة عثرت الجهات المختصة خلال تمشيط  قرى الريف الجنوبي بعد تطهيره من الإرهاب منتصف أيار الماضي على أسلحة وذخائر من مخلفات التنظيمات الإرهابية بقريتي طلف وخربة الجامع.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن عناصر الهندسة في الجهات المختصة عثرت خلال استكمال أعمال تأمين قريتي طلف وخربة الجامع بريف حماة الجنوبي على وكرين يحويان كمية من الأسلحة والذخائر من مخلفات الإرهابيين كانوا يستخدمونها للاعتداء على النقاط العسكرية والمدنيين الآمنين في القرى المجاورة.
في الأثناء أكد شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر العربية السورية من حماة وقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري في حربه ضد التنظيمات الإرهابية. وخلال الملتقى الذي أقامته العشائر في بلدة أم جرن بريف حماة الشرقي أعرب المشاركون فيه عن تأييدهم لجميع الخطوات التي يقوم بها الجيش العربي السوري لدحر الإرهابيين من كامل الأراضي السورية.
وشدد الشيوخ والوجهاء الذين قدموا من جميع المحافظات السورية على وقوفهم إلى جانب الجيش وقواه الرديفة حتى تحرير كامل الجغرافيا السورية وأنهم سيعملون كتفاً إلى كتف مع وحدات الجيش لطرد الإرهابيين والقوات الأجنبية الأمريكية والتركية المحتلة مهما بلغت التضحيات وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سورية.
وقال الشيخ حسن نعيمي من قبيلة نعيم إن الملتقى من شيوخ ووجهاء وأمراء المنطقة الوسطى أتى تأكيداً على الوقوف مع الجيش في الدفاع عن سورية والتنديد بالعدوان الخارجي الذي لن ينال من سيادة هذا البلد الكريم.
من جانبه أكد الشيخ رضوان خميس شيخ عشيرة الدمالخة الوقوف صفاً واحداً مع الجيش العربي السوري لدحر الإرهاب أينما كان.
وفي إطار اعتداءات ” التحالف” المتواصلة على القرى الآمنة ذكرت مصادر أهلية أن قرية السوسة بريف مدينة البوكمال تعرضت أمس لقصف جوي عنيف من طائرات “التحالف الأمريكي” ما تسبب باستشهاد رجل وزوجته وإصابة عدد من أفراد أسرته بينهم نساء وأطفال بجروح خطيرة، ولفتت المصادر إلى أن اعتداء طائرات التحالف تسبب أيضاً بوقوع دمار كبير في عدد من المنازل السكنية.
وكان استشهد أكثر من30 مدنياً وجرح العشرات يوم الجمعة الفائت أغلبيتهم من الأطفال والنساء جراء قصف تعرضت له بلدتا الباغوز فوقاني والسوسة على الضفة الشرقية لنهر الفرات بريف مدينة البوكمال من طائرات “التحالف الأمريكي”.
ومنذ تشكيله من خارج مجلس الأمن في آب 2014 ارتكب “التحالف الأمريكي” عشرات المجازر بحق السوريين من خلال قصفه للمناطق السكنية بأرياف حلب ودير الزور والرقة والحسكة إضافة إلى تدميره البنى التحتية من منشآت لضخ المياه وتوليد وتحويل الكهرباء ومدارس وجسور وأنفاق حيث دمر جميع الجسور المبنية فوق نهر الفرات وكل ذلك تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الذي تؤكد فيه المعطيات والوقائع الارتباط الوثيق بين التحالف والتنظيم التكفيري لاستهداف الجيش العربي السوري والتجمعات السكنية في المنطقة الشرقية.
في غضون ذلك كشف دبلوماسيون ومسؤولون في الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة وكندا ودولاً أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا ناقشوا خططاً سرية لإجلاء عناصر ما يسمى منظمة “الخوذ البيضاء” المرتبطة بالتنظيمات الإرهابية من سورية ولا سيما جبهة النصرة.
وكانت الخوذ البيضاء تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي واضح حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن سيطرة التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.
ونقلت شبكة (سي ان ان) الاخبارية الأمريكية عن مصدر دبلوماسي مطلع على القضية وعن مسؤولين اثنين في الإدارة الأمريكية منخرطين في هذه الخطط قولهم: إن مصير نحو ألف من عناصر هذه المجموعة وعائلاتهم بات موضع تركيز مناقشات واشنطن وأوتاوا وباريس ولندن وعواصم أخرى.. ومن بين الاقتراحات التي قدمت إعادة توطينهم في كندا وبريطانيا في حين قال مصدران آخران إنه من المتوقع أن تقوم ألمانيا أيضاً بأخذ البعض منهم. كما كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أثار هذه المسألة خلال اجتماعاته في قمة الناتو في بروكسل الأسبوع الماضي مشيراً إلى أن وفوداً غربية أقنعت الولايات المتحدة بضرورة المساعدة في إقناع إسرائيل والأردن لتوفير وتأمين طرق لتهريب عناصر “الخوذ البيضاء”.
وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب حيث تعمل “الخوذ البيضاء” ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصاً جبهة النصرة بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.