الصفحة الاولىصحيفة البعث

بطلب من دول غربية.. العدو الصهيوني يخلي “الخوذ البيضاء” إلى الأردن

 

انتهت الحرب، وبدأ الغرب لملمة أوراقه القذرة التي ساهمت في فبركة الأحداث وفق ما أوعزت به أمريكا وحلفاؤها، وفي هذا الصدد كشف كيان العدو الإسرائيلي أمس عن قيامه بـ “عملية سرية ليلية” هرب خلالها نحو 800 عنصر ممن يسمون أصحاب “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم من منطقة في جنوب سورية ونقلهم براً إلى الأردن بطلب من دول أوروبية، وذلك في إطار الحفاظ على حياتهم لاستخدامهم في مكان آخر.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “إن عملية الإجلاء تمت بناء على طلب من الولايات المتحدة والدول الأوروبية”، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى الأردن، ومن هناك سيتم استيعابهم في بريطانيا أو ألمانيا أو كندا.

بدورها أعلنت حكومة النظام الأردني أنها سمحت بـ تنظيم مرور نحو 800 من عناصر الخوذ البيضاء قادمين من سورية عبر الأردن لتوطينهم بدول غربية.

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية محمد الكايد: إن إذن الحكومة بدخول هؤلاء العناصر جاء بعد أن قدمت ثلاث دول غربية هي بريطانيا وألمانيا وكندا تعهداً خطياً ملزماً قانونياً بإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم، حسب زعمه، وأضاف: إن هؤلاء العناصر سيبقون في منطقة محددة مغلقة خلال فترة مرورهم عبر الأردن والتي التزمت بها الدول الغربية الثلاث على أن يكون سقفها ثلاثة أشهر.

شبكة “سي بي سي” التلفزيونية الكندية نقلت عن مسؤولين كنديين طلبوا التكتم على هوياتهم قولهم: إن أوتاوا قررت استقبال 50 بالمئة من هؤلاء العناصر وعائلاتهم، أي ما يمكن أن يشكل نحو 250 شخصاً، وستعمل بسرعة مع مسؤولين عن هذا الملف في الأمم المتحدة لتنظيم وصولهم إلى كندا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

بدورها وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند قالت في بيان: إن كندا تبذل بالتعاون الوثيق مع المملكة المتحدة وألمانيا جهداً دولياً لتأمين سلامة الخوذ البيضاء وعائلاتهم حسب زعمها.

من جهتها أعلنت ألمانيا أيضاً أنها ستستقبل هؤلاء العناصر، وذلك وفقاً لما أفادت به صحيفة “بيلد” الألمانية نقلاً عن وزير الخارجية هايكو ماس.

وتأتي عملية التهريب هذه بعد أن كشف دبلوماسيون ومسؤولون في الإدارة الامريكية الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة وكندا ودولاً أوروبية بينها بريطانيا وفرنسا ناقشوا خططاً سرية لإجلاء عناصر ما تسمى منظمة “الخوذ البيضاء” المرتبطة بالتنظيمات الارهابية ولا سيما جبهة النصرة من سورية، وذلك بعد افتضاح الدور التضليلي الذي لعبوه في قلب وتزييف الحقائق وبات وجودهم عديم الفائدة لمشغليهم.

وكانت “الخوذ البيضاء” تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي، حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات، كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات، ويقاتلون في صفوفها.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصدر دبلوماسي مطلع على القضية وعن مسؤولين اثنين في الإدارة الأمريكية منخرطين في هذه الخطط قولهم: إن مصير نحو ألف من عناصر هذه المجموعة وعائلاتهم بات موضع تركيز مناقشات واشنطن وأوتاوا وباريس ولندن وعواصم أخرى، ومن بين الاقتراحات التي قدمت إعادة توطينهم في كندا وبريطانيا. في حين قال مصدران آخران: إنه من المتوقع أن تقوم ألمانيا أيضاً بأخذ البعض منهم. كما كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه أثار هذه المسألة خلال اجتماعاته في قمة الناتو في بروكسل الأسبوع الماضي.

وسبق لوزارة الخارجية والمغتربين أن أدانت في بيان لها الشهر الماضي إعلان الخارجية الأمريكية مؤخراً عن موافقة ترامب على تخصيص نحو 6ر6 ملايين دولار لهذه المنظمة، وقالت: إن سورية تعتبر هذا القرار الأمريكي الذي تفوح منه رائحة التمويل العلني للإرهاب تجسيداً فاضحاً للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وكل من فرنسا وبريطانيا ودول أخرى للإرهاب متعدد الأشكال الذي شهدته سورية منذ عام 2011.

وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب، حيث تعمل “الخوذ البيضاء” ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصاً جبهة النصرة بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين، وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.

جملة ما تقدم يضيف دليلاً جديداً على حجم التضليل الذي مارسه الغرب خلال سنوات الحرب بهدف تبرير التدخل العسكري الخارجي ضد سورية. لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وها هي أدواتهم تسقط تباعاً بدءاً بالتنظيمات التكفيرية بمختلف مسمياتها، وصولاً إلى وسائل الإعلام المشاركة في سفك الدم السوري، والمنظمات التي كانوا يزعمون بأنها منظمات إغاثية واتضح بأن دورها لا يقل خطورة عن “داعش” و”جبهة النصرة”.

البعث- تقارير