الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يدك تحصينات داعش في حوض اليرموك العلم الوطني يرفرف فوق نصيب.. وأهالي عتمان يعودون إلى منازلهم

بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها وتمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها دخلت وحدات من قوى الأمن الداخلي أمس بلدة نصيب بريف درعا الجنوبي الشرقي ورفعت العلم الوطني فوق مبنى المجلس البلدي. وفيما عبر أهالي مدينة نوى عن دعمهم المطلق للجيش في حربه ضد الإرهاب، عاد المئات من أهالي بلدة عتمان إلى منازلهم التي هجروا منها جراء الإرهاب لممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية.

ميدانياً، واصل سلاحا الجو والمدفعية في الجيش ضرباتهما المركزة على تحصينات وأوكار إرهابيي تنظيم داعش في منطقة وادي اليرموك جنوب غرب درعا وأوقعا في صفوفهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، فيما عثرت الجهات المختصة خلال تمشيطها بلدة نبع الصخر على مستودع يحوي كميات كبيرة من الأدوية من بينها أدوية إسرائيلية وأردنية ومشفى ميداني من مخلفات الإرهابيين.

وفي التفاصيل، وبعد تأمين وحدات الجيش العربي السوري قرية نصيب وتمشيطها لإزالة المفخخات والألغام ومخلفات التنظيمات الإرهابية حفاظاً على أرواح المدنيين دخلت اليوم وحدات من الشرطة وقوات حفظ الأمن والنظام البلدة ورفعت العلم الوطني فوق المجلس البلدي على وقع النشيد الوطني وسط حشد كبير من أهالي البلدة. وعبر الأهالي عن ارتياحهم الكبير لدخول وحدات الشرطة لتثبيت حالة الأمن والاستقرار في البلدة بعد إخراج الإرهابيين منها مؤكدين عزمهم على تكثيف الجهود بالتعاون مع الجهات المعنية لإعادة الحياة الطبيعية إلى البلدة كغيرها من قرى وبلدات ريف المحافظة التي تم تحريرها من الإرهاب.

وأشار محافظ درعا محمد خالد الهنوس في تصريح للصحفيين بعد رفع العلم إلى أن جميع مؤسسات الدولة ستعود إلى بلدة نصيب لتمارس مهامها وتقدم خدماتها للمواطنين تباعا.

من جانبه لفت قائد شرطة درعا اللواء محمد رامي تقلا إلى أن مخفر الشرطة في بلدة نصيب عاد إلى العمل بتلقي شكاوي المواطنين وتسيير دوريات منتظمة لتعزيز الأمن والاستقرار في البلدة.

ورفعت وحدة من الجيش العربي السوري العلم الوطني فوق معبر نصيب الحدودي مع الأردن في 6 الشهر الجاري وانتشرت فيه لتثبيت حالة الأمن بعد تمشيطه وإزالة مخلفات التنظيمات الإرهابية التي اعتدت وسيطرت عليه منذ نحو 3 سنوات.

ميدانياً، نفذ سلاح الجو في الجيش العربي السوري عدة غارات طالت تحصينات الارهابيين التكفيريين في محيط تل الجموع وقرية تسيل وجلين بالتزامن مع رمايات مدفعية دقيقة على أوكارهم في منطقة حوض اليرموك أقصى جنوب غرب درعا المتاخم لأراضي الجولان المحتل. وأسفرت الضربات عن تدمير نقاط محصنة ومنصات إطلاق قذائف وقطعت طرق تسلل الارهابيين وإمدادهم على اتجاه عمق المنطقة.

ولفت مراسل “سانا” إلى أن وحدات الجيش المتقدمة من اتجاه تل الجابية وجنوبه تخوض اشتباكات متقطعة مع المجموعات الارهابية التي تحاول يائسة الاحتفاظ بنقاط انتشارها مستخدمة رصاص القنص والقذائف والأسلحة الرشاشة لإعاقة تقدم وحدات الجيش التي تستبسل في عملياتها العسكرية لتحرير ما تبقى من ريف درعا من الإرهابيين الذين يتلقون كل أشكال الدعم من كيان العدو الإسرائيلي.

بموازاة ذلك، بدأت الجهات المختصة أمس عمليات تمشيط دقيقة لبلدة نبع الصخر في إطار اجراءاتها لتعزيز الأمن والاستقرار وعودة المواطنين إلى حياتهم الاعتيادية وعثرت على مشفى ميداني يحوي على غرف عمليات ومخبر وأجهزة ومستلزمات طبية ومستودع يحوي كميات كبيرة من الأدوية من بينها أدوية إسرائيلية وأردنية.

ولفت مراسل “سانا” إلى أن الإرهابيين قاموا بتحويل إحدى مدارس البلدة إلى مشفى ميداني لمعالجة مصابيهم.

وكانت وحدات من قوى الأمن الداخلي دخلت أول أمس إلى بلدة نبع الصخر لتعزيز الأمن والاستقرار وتمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها وسط ترحيب الأهالي الذين تجمعوا للمشاركة في رفع العلم الوطني فوق مخفر البلدة.

وبعد أن أعاد أبطال الجيش الأمن والأمان إلى بلدة عتمان عاد أمس المئات من أهالي البلدة المهجرين إلى منازلهم لممارسة حياتهم الطبيعية والاعتيادية بعد أن حرر الجيش العربي السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية محيط البلدة من الارهابيين وطردهم من القرى والبلدات المجاورة وأجبرهم على الانصياع للتسويات.

ويروي أهلها العائدون إليها قصصاً شتى عن ألم فراق بيوتهم وأرضهم في ليلة سوداء كسواد أفكار الإرهابيين الذين أجبروهم بقوة السلاح على ترك بيوتهم وأملاكهم لينهبوها ويعيثوا تخريبا فيها.

كاميرا سانا رصدت بدء عودة أبناء عتمان حاملين معهم أمتعتهم مسرعين الى بيوتهم التي اشتاقوا اليها رغم سوء حالها جراء اعتداءات الإرهابيين عليها وعمليات الانتقام التي مارسوها بحق أبناء البلدة الرافضين لنهجهم وفور وصولهم بدؤوا بأعمال الترميم وإصلاح ما خربه الإرهابيون فيما توجه نحو 400 من شباب البلدة لتسوية أوضاعهم والالتحاق بخدمة العلم للمتخلفين منهم في صورة حقيقية ترسم ملامح المواطن السوري الذي لم يستطع الإرهاب الدولي قتل جذوة الحياة لديه والنيل من محبته لأرضه ووطنه.

فيصل عللوه رئيس مجلس بلدة عتمان بين في تصريحات لمراسلة سانا إن المحافظة ستعمل على المباشرة بصيانة البنى التحتية في البلدة من شبكات مياه وكهرباء واتصالات لافتاً الى تقديم جميع التسهيلات لأبناء البلدة فيما يتعلق بإدخال مواد البناء والتراخيص.

من جانبه يشير محمد الحاري عضو لجنة المصالحة في البلدة إلى أن اللجنة بذلت جهوداً كبيرة لإعادة السكان الى عتمان سابقا إلا أن المجموعات المسلحة منعتهم وضغطت عليهم لرفض أي مصالحة أو تسوية محتملة لإعادة الحياة من جديد إلى البلدة برجوع أهلها إليها.

دعا أهالي مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي إلى فتح الطرقات وإزالة العوائق التي وضعها الإرهابيون ليتمكنوا من الوصول إلى أراضيهم ومتابعة أعمالهم الزراعية بعد انضمام المدينة إلى المصالحات المحلية تمهيداً لعودة مؤسسات الدولة إليها.

وعبر عدد من أهالي المدينة عن سعادتهم لانضمام مدينتهم إلى التسويات والمصالحات المحلية مؤكدين دعمهم المطلق للجيش العربي السوري في حربه على الإرهاب لإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم الأرض السورية.

وأكد الأهالي أن أبناء المدينة جاهزون لإجراء التسويات والعودة إلى حضن الوطن داعين إلى الإسراع بإعادة فتح الطرقات التي أغلقتها المجموعات الإرهابية للعودة إلى العمل الزراعي والحياة الطبيعية مشيرين إلى استعدادهم لمساندة الجيش للقضاء على الوجود الإرهابي في منطقة حوض اليرموك.

وخلال القيام بأعمال تأمين المدينة وتمشيط مداخلها ومحيطها أشار أحد القادة الميدانيين إلى أن العمليات المتتالية للجيش العربي السوري أسفرت عن السيطرة على تل الجابية والنقاط المحيطة به واجبرت الإرهابيين الرافضين للتسوية لمغادرة المدينة باتجاه شمال سورية وبقاء من يريد الانضمام إلى المصالحة لإجراء التسوية والعودة إلى حضن الوطن.

وبين القائد الميداني أن العمل جار لتثبيت النقاط داخل المدينة بالتوازي مع استقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم عند مدخل المدينة مؤكداً أن الأيام القليلة القادمة ستشهد رفع العلم الوطني في نوى وعودة كل دوائر ومؤسسات الدولة إليها.

وتم أول أمس التوصل إلى اتفاق يقضي بتسوية أوضاع المجموعات المسلحة المنتشرة في نوى وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إخراج 250 إرهابياً ممن رفضوا التسوية مع عائلاتهم إلى شمال سورية.