الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يحرر 14 قرية في ريفي درعا والقنيطرة.. ويوسع نطاق سيطرته في حوض اليرموك

 

واصلت قواتنا المسلحة العاملة في المنطقة الجنوبية عملياتها القتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي أمس وحررت العديد من القرى والبلدات شمال غرب درعا وجنوب شرق القنيطرة. ومن بين القرى والبلدات المحررة  البصالة، عين قاضي، المقرز، صيدا الجولان، خان صيدا، الحانوت ، أبو حارتين ، عين ذكر، لوبيد، سد المقرز، بكار غربي، معدلي، أبو مندارة ، رزانية صيدا، فيما بدأت وحدات الهندسة بفتح الطرقات في القرى والبلدات المحررة بعد تفكيك الألغام وإزالة المفخخات.

إلى ذلك تابعت وحدات من الجيش عملياتها ضد أوكار وبؤر إرهابيي تنظيم داعش في ريف درعا موسعة نطاق سيطرتها في محيط بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد. حيث نفذت وحدات من الجيش عمليات دقيقة انطلاقاً من مساكن بلدة جلين ومحيطها بعد تمهيد ناري كثيف ودقيق طال أوكار وتجمعات إرهابيي داعش في بلدة جلين ومحيطها على اتجاه قرية المزيرعة إلى الشمال منها تبعها اشتباكات قوية لوحدات الجيش مع المجموعات الإرهابية التي استخدمت مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة والقذائف والقناصات في محاولة فاشلة لمنع تقدم الوحدات التي وصلت طلائعها إلى أطراف البلدة وشمالها على اتجاه قرية المزيرعة. وأدت الاشتباكات إلى تدمير تحصينات للإرهابيين ومقتل وإصابة العديد منهم.

واستكمالاً لاتفاق التسوية الذي جرى تطبيقه في مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي بدأت المجموعات المسلحة التي بقيت في المدينة تسليم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى الجيش العربي السوري.

وذكر مراسل سانا في درعا أن الأسلحة التي تم تسليمها شملت سيارات مزودة برشاشات ثقيلة وعربة بي ام بي ومدافع ميدانية وصواريخ محمولة على الكتف وقذائف هاون ورشاشات بعيارات متنوعة وقذائف آر بي جي وقنابل فردية وألغاماً مضادة للأفراد والدروع وقناصات ومناظير ليلية وخوذاً وذخيرة.

وكان تم يوم السبت الفائت إخراج 250 إرهابياً من مدينة نوى ممن رفضوا التسوية مع عائلاتهم وذلك بواسطة 20 حافلة إلى شمال سورية وبالتوازي جرى البدء بتسوية أوضاع المسلحين الذين اختاروا البقاء ليكونوا قوات رديفة للجيش العربي السوري في حربه على ما تبقى من إرهابيي داعش وجبهة النصرة في ريف درعا.

في الأثناء، عادت عشرات العائلات إلى قراها وبلداتها في أرياف حلب وإدلب وحماة التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب قادمة عبر معبر أبو الضهور من مناطق سيطرة العصابات الإرهابية في إدلب.

وذكر مراسل سانا أن العشرات من الأسر توافدت منذ ساعات الصباح الأولى إلى المعبر عبر الطرقات المؤدية اليه مصطحبة معها مواشيها وآلياتها الزراعية وأغراضها الشخصية، وأشار إلى أنه كان في استقبال الأهالي العائدين لجان أنجزت كل إجراءات عودتهم فور وصولهم كما عملت لجان إغاثية على تقديم المساعدات لهم وتولت فرق صحية تقديم العلاج والإسعافات والأدوية للمحتاجين منهم وتحويل بعض الحالات التي تحتاج لرعاية لاحقة إلى المشافي في مدينة حلب بالإضافة لتلقيح الأطفال ضد الأمراض الخطيرة.

كما عبر الأهالي القادمون عن شعورهم بالفرح والطمأنينة فور وصولهم إلى النقطة الأولى لتواجد قوات الجيش العربي السوري وهو ما أكدته أم حسين المرأة التي تجاوزت العقد السابع من العمر بإطلاقها زغرودة وقيامها بمعانقة أحد عناصر الجيش. فيما أشار سطام الخلف من أهالي ريف حلب الجنوبي إلى أنه يعود اليوم إلى قريته التي اضطر لتركها قبل أكثر من تسعة أشهر بسبب الإرهاب لافتاً إلى أن الظروف أجبرته على الإقامة مؤقتاً ومرغماً تحت سيطرة العصابات الإرهابية في ريف ادلب حيث عاش مع عائلته ظروفاً صعبة نتيجة افتقاده لشعور الأمن والأمان لأن الإرهابيين استباحوا كل شيء وهم يفعلون ما يحلو لهم ويعتدون على حرمات الآخرين.

بدوره أحمد السرور من ريف إدلب المطهر من الإرهاب بين أن شعور الفرح الذي يشعر به اليوم لا يمكن ان تصفه الكلمات” متمنيا أن تحمل الأيام القادمة المزيد من انتصارات الجيش العربي السوري على الإرهاب وأن تتطهر كل بقاع الوطن وخاصة إدلب وريفها من دنس الإرهابيين المرتزقة”.

وأكد حماد النايف أنه في شوق للوصول إلى بيته وقريته وأرضه التي تركها قبل نحو عام وأنه سيعيد حراثة وزراعة كل شبر منها إيمانا منه بأنه بذلك يسهم في بناء وتحصين الوطن داعيا كل من اضطر لترك منزله إلى العودة إليه ليمارس حياته الطبيعية بعيدا عن إجرام الإرهابيين.

من جهة ثانية أكدت الممثلية الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي أمس أن العملية المنظمة وغير المسبوقة لتهريب عناصر تنظيم الخوذ البيضاء من سورية تثبت بأن رعاتهم الغربيين سعوا لمنع إمكانية كشف العمليات الاستفزازية التي كان يقوم بها هذا التنظيم. وانتقدت الممثلية في بيان وصف مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية لعملية تهريب الخوذ البيضاء من سورية بـ “عملية الإنقاذ”، موضحة أن هروب عناصر تنظيم الخوذ البيضاء يشير إلى أن لديهم سبباً للخوف وأن جرائمهم يمكن كشفها.

وتأسس تنظيم “الخوذ البيضاء” في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي غربي حيث أثار تحديد نطاق عملها في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حولها وحول عملها الإنساني المزعوم وخصوصاً أن أفرادها ينتمون إلى هذه التنظيمات كما ظهروا في مقاطع فيديو يحملون الرشاشات ويقاتلون في صفوفها.

وكشف العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب حيث تعمل الخوذ البيضاء ارتباطها العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمها لها وخصوصاً جبهة النصرة بالتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين وهذا ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مرات وفي مناطق بحلب لاتهام الجيش العربي السوري.

وكانت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أعلنت في وقت سابق أن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي ساهمت في ضمان أمن وإنقاذ عدة مئات من أعضاء الخوذ البيضاء الذين تم تهريبهم من سورية.