صحيفة البعثمحليات

جامعة خاصة للمخترعين

برزت خلال ملتقى خاص بالمعلوماتية وتطبيق معايير الأيزو الدولية عُقد مؤخراً بدمشق، فكرة إحداث جامعة خاصة للمخترعين، وقد راقت الفكرة للكثيرين الذين يعرفون بحال المخترعين في سورية.

بالتأكيد هو مقترح إيجابي يمكن البناء عليه، ففي سورية نخبة من الطلبة المبدعين والمخترعين الذين يحتاجون لمن يدعم مخترعاتهم وإبداعاتهم بالأفعال لا بالأقوال والقرارات الورقية، علماً أنهم حقّقوا حضوراً بارزاً خلال مشاركاتهم في المعارض الإقليمية والعالمية.

هذا الطرح يعيدنا بالذاكرة إلى دعوات أُطلقت في سنوات مضت لجهة إحداث مركز بحثي تدريبي للمخترعين، ليكون المظلة التي يتفيّأ تحتها كل مخترع شاب أو مخضرم ما زال يعاني من عدم استثمار إبداعاته!.

المؤلم أن المقترح نام بالأدراج المغلقة واستمرت معاناة المخترعين والمبدعين، الشباب منهم والمخضرمون، رغم توفر الإمكانات لدعمهم واستثمار مخترعاتهم!.

تصوروا أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كانت تدعم جمعية المخترعين السوريين بمبلغ 25 ألف ليرة سورية لا غير، وقد استكثرت الوزارة هذا المبلغ الهزيل وألغته منذ سنوات وكأنه عبء عليها!.

هنا نطرح سؤالين: لماذا لا يكون هناك صندوق لدعم المخترعين ترعاه الحكومة عبر الوزارات المختصة لتبنّي الاختراعات المتميزة؟.

لماذا لا يكون لدينا قانون خاص لتشجيع الاستثمار في الاختراعات والابتكارات، سواء بالنسبة للمخترع أو المستثمر وفق تسهيلات تناسب الطرفين؟.

لأجل ذلك كله نقول إن إحداث الجامعة سيشكل حافزاً لكل مبدع ومخترع للانضمام لها والدراسة فيها، وستكون ملاذاً حقيقياً لتطوير الاختراعات وتسويقها داخلياً وخارجياً بشرط أن توضع لها خطة تدريسية ومناهج عملية تعلّم الإبداع والابتكار، ووضع إستراتيجية لاستثمار الاختراعات بدلاً من الاكتفاء بعرضها مع شهادة تقدير ورقية تعلّق على الحائط!. إضافة إلى أن الجامعة ستعمل على توثيق الاختراعات في المعارض إقليمياً ودولياً، من خلال تبني اختراعات المبدعين وتسويقها بالشكل الذي يليق بها.

بالمختصر.. آن الأوان لرعاية المخترعين وتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية تخدم المجتمع في المجالات المختلفة، خاصة وأننا مقدمون على مرحلة نحتاج فيها لكل جهد وعمل وطني مخلص يساهم بنفض غبار وآثار الحرب التي لم يسلم من شرها أحد.

غسان فطوم

ghassanftom@gmail.com