الصفحة الاولىصحيفة البعث

سورية: العقوبات على إيران تؤكد نزعة الهيمنة الأمريكية

بعد دخول العقوبات الأمريكية على إيران حيّز التنفيذ، هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سمسار العقارات السابق، أمس، بقطع العلاقات التجارية مع أي دولة تواصل تعاملها مع إيران، متباهياً بالعقوبات الجديدة التي فرضها ضد طهران، وقال، في تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي: “إن العقوبات على إيران فرضت رسمياً، وهي أكثر العقوبات التي يتم تطبيقها إيذاء”، حسب تعبيره، مضيفاً: “إن أي جهة تتعامل مع إيران لن يكون بإمكانها التعامل تجارياً مع الولايات المتحدة”.

وزعم ترامب أنه لا يسعى إلى شيء أقل مما سمّاه بـ “السلم العالمي”، مناقضاً بذلك تهديداته المتنمّرة وتوعّده كل من يتعامل مع إيران.

وكانت إجراءات الحظر الأمريكية ضد إيران دخلت، أمس، حيز التنفيذ، وهي نفسها التي تم تعليقها في كانون الثاني 2016 عقب التوصل في تموز 2015 إلى الاتفاق النووي، الذي تنصلت إدارة ترامب منه بصورة غير مشروعة، متجاهلة تأكيدات الدول الخمس والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول التزام طهران بالاتفاق النووي.

وفي ردود الفعل، جددت سورية تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة السياسات العدوانية للإدارة الأمريكية، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: تدين الجمهورية العربية السورية بشدة قرار الإدارة الأمريكية بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وأضاف: إن هذه الإجراءات أحادية الجانب وغير المشروعة بموجب القانون الدولي جاءت لتؤكّد نزعة الهيمنة والغطرسة لسياسات الإدارة الأمريكية بعد أن فقدت مصداقيتها أمام العالم أجمع بانسحابها من الاتفاق النووي مع إيران، والذي قوبل بانتقادات واسعة حتى من جانب حلفاء واشنطن. وختم المصدر بالتأكيد على أن الجمهورية العربية السورية، إذ تجدد تضامنها الكامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة السياسات العدوانية للإدارة الأمريكية، فإنها واثقة أن إيران، قيادة وحكومة وشعباً، ستتمكن من التغلب على كل الآثار المترتبة على هذه الإجراءات للإدارة الأمريكية.

روحاني: لا جدوى من أي محادثات مع واشنطن

وفي ردود الفعل الايرانية أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الأمريكيين أرادوا إخراج الأطراف المشاركة من الاتفاق النووي، لكنهم فشلوا في ذلك، لافتاً إلى أنه ليس هناك أي عائق يحول دون تنمية العلاقات مع أوروبا ،وما زلنا ننتظر خطوات وقرارات عملية من قبل الأوروبيين، وشدد على أنه لا جدوى من أي محادثات مع واشنطن حول الملف النووي بعد فرض عقوبات غير منطقية على إيران، فيما استنكر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف استهداف العقوبات الأمريكية قطاع الطيران المدني الإيراني، وتساءل: “إذا كنتم حريصين على الشعب الإيراني كما تدعون فلماذا تستهدف عقوباتكم الطيران المدني”.

روسيا: القيام بكل ما يلزم للحفاظ على الاتفاق النووي

دولياً، وصفت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، وفي تصريحات صحفية، العقوبات الأمريكية بأنها غير شرعية، مشيرة إلى أن بلادها تعتزم تعزيز علاقاتها مع إيران خلال الفترة المقبلة، والعمل على دعم الإطار القانوني للخطة المشتركة بشأن الاتفاق النووي، وأضافت: “ندين أي عقوبات أحادية دون قرار من مجلس الأمن، خاصة إن كانت تمس مصالح دول ثالثة”، واعتبرت أن إعادة العقوبات الأمريكية ضد إيران هدفها إفشال الاتفاق النووي، وأوضحت أن روسيا “تتفق مع الدول المشاركة في الاتفاق النووي على حلول لتوسيع التعاون مع إيران.. وستقوم بكل ما يلزم للحفاظ على هذا الاتفاق”، مشيرة إلى أنها تتخذ إجراءات على المستوى الوطني من أجل حماية التعاون الاقتصادي التجاري مع إيران، إضافة إلى العمل المشترك مع أطراف الاتفاق الأخرى على وضع حلول جماعية بهدف الحفاظ على التعاون الدولي في مجال الاقتصاد والمال مع إيران وتوسيعه.

أوروبا تتعهّد بتعميق علاقاتها التجارية مع إيران

من جانبه عبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق لإعادة فرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران، وأعلنت مسؤولة الأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد، فيديريكا موغيريني، عن عزم الاتحاد تشجيع الشركات الأوروبية على زيادة أعمالها التجارية مع إيران، ولا سيما أن طهران تلتزم بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي، موضحة أن التجارة بين إيران والاتحاد الأوروبي جانب أساسي من الحق الإيراني في الحصول على ميزة اقتصادية مقابل ما قاموا به حتى الآن، وهو ما يتماشى مع جميع التزاماتهم النووية. وقالت موغيريني، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز خلال زيارتها ولينغتون: “نشجّع الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص على زيادة الأعمال التجارية مع إيران باعتبار أن ذلك يمثل جزءاً من أولوية بالنسبة لنا”، مؤكدة أن الاتفاق “لا يخدم المصالح الأمنية لأوروبا فحسب بل في العالم أيضاً”.

وبيّنت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا يرون ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران على الرغم من الانسحاب الأمريكي، مشيرة إلى أنها ناقشت مع بيترز بالتفصيل كيفية الحفاظ على القنوات التجارية والمالية المفتوحة مع إيران، مشددة على أن حق تحديد الأطراف التي تريد أوروبا التجارة معها يعود للأوروبيين أنفسهم، موضحة أن التجارة جزء لا يتجزأ من الصفقة النووية.

وأكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده مصممة على حماية الشركات الاوروبية التي تعمل بشكل مشروع في إيران، وهي ستعمل بجد لضمان استمرار التبادلات الاقتصادية والتجارة معها، لافتاً إلى أن “استئناف العقوبات الامريكية على إيران أمر مؤسف، في الوقت الذي يسير تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران بشكل جيد، ويعمل على تحقيق أهدافه”.

وفي مقابل الرفض العالمي للعقوبات أعلن النظام السعودي، الداعم الرئيسي للإرهاب في المنطقة، وكيان الاحتلال الإسرائيلي، اللذان يعتبران نفسيهما حليفين بمواجهة إيران، “ترحيبهما وتأييدهما بشدة لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على طهران”.