الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: مليونا مهجّر سوري سيعودون إلى وطنهم خلال أشهر الجيش يوسع نطاق سيطرته في بادية السويداء ويكبّد “داعش” خسائر فادحة

تابعت قواتنا المسلحة أمس تقدمها على محاور عملياتها في ريف السويداء الشرقي ضد تنظيم داعش الإرهابي موسعة نطاق سيطرتها على اتجاه عمق البادية بعد تكبيد التنظيم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وفيما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الوضع العام في سورية وتطوره الديناميكي يتعزز بصورة إيجابية، مشددة على أنه وفقاً للأمم المتحدة سوف يتمكن مليونا مهجّر تقريباً من العودة إلى سورية في الأشهر القادمة، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الاتهامات التي يوجهها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى روسيا برعاية الإرهاب تصل إلى حد الجنون. في وقت أكدت مستشرقة هنغارية أن وضع المهجرين السوريين في الداخل أفضل بكثير ممن هم في الخارج بسبب السياسات المتحكمة بكيفية تواجدهم فيه.
وفي التفاصيل، أحكمت وحدات من الجيش والقوات الرديفة سيطرتها على مناطق جديدة على اتجاه أرض الكراع وتلول الصفا وصولاً إلى ظهرة راشد وبئري النعيمة والسلاسل وبئر الصوت خلال عملياتها على ما تبقى من فلول إرهابيي تنظيم داعش بريف السويداء الشرقي، وبيّن مراسل “سانا” أن وحدات الجيش تلاحق فلول التنظيم التكفيري في عمق البادية بالتوازي مع تمشيط الطرق والوديان والتلال والمغاور في المناطق التي تم تحريرها بعمق يتجاوز في بعض المحاور 35 كم لتأمينها ورفع المفخخات والألغام التي خلّفها إرهابيو التنظيم لإعاقة تقدم الجيش، إضافة إلى تدمير مخلفاتهم وتحصيناتهم التي كانوا يتخذونها منطلقاً لاعتداءاتهم الإرهابية على النقاط والقرى الآمنة في ريف السويداء المتاخم للبادية، ولفت إلى أن وحدة من الجيش أحبطت محاولة تسلل مجموعة من إرهابيي داعش على اتجاه بئر نعيمة، وقضت على أعداد منهم، في حين فر الآخرون إلى عمق البادية، حيث تم التعامل معهم برمايات مدفعية دقيقة وغارات جوية استهدفت تحركاتهم والثغور التي تحصنوا فيها.
وأحكمت وحدات من الجيش والقوات الرديفة أول أمس السيطرة على مناطق وتلال حاكمة مثل تل سليم وتلول الزلاقيات وصولاً إلى بئر الرصيعي وبئر الحرضية وتلة عطاف مع قطع طرق ومحاور تحركات وإمداد الإرهابيين وملاحقة فلولهم.
من جهة ثانية وزع فرع الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع محافظة درعا مساعدات غذائية على الأهالي بمنطقة درعا البلد بمدينة درعا، وذلك بعد إنهاء الوجود الإرهابي فيها بشكل كامل، وأفاد الدكتور أحمد المسالمة رئيس فرع الهلال الأحمر في درعا بأنه تم إدخال قافلة مؤلفة من 27 شاحنة إلى درعا البلد تحمل مواد غذائية وأساسية للإقامة المؤقتة تكفي لـ1500 عائلة، مشيراً إلى أن هذه القافلة تأتي استكمالاً لقافلة كانت دخلت إلى درعا البلد سابقاً، وكانت تحمل 6500 سلة غذائية ومثلها من أكياس الطحين.
وتشهد أرياف درعا حالة من التعافي واستئناف الحياة الطبيعية فيها مع عودة الآلاف من أهلها بعد دحر المجموعات الإرهابية عنها من الجيش العربي السوري، وذلك بالتوازي مع تأمين الجهات المعنية جميع المستلزمات والخدمات الضرورية لعودة الحياة إلى مختلف القطاعات.
في السياسة، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الوضع العام في سورية وتطوره الديناميكي يتعزز بصورة إيجابية.
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الأسبوعي أمس في موسكو: إن الوضع العام في سورية وتطوره الديناميكي يتعزز بصورة إيجابية، حيث تم في جنوب غرب سورية تدمير بؤر الإرهاب كلياً، واستعيدت السيطرة على الحدود مع الأردن، ويجري استكمال عملية المصالحة في المناطق المحررة من الإرهابيين، وأضافت: إنه وفقاً للأمم المتحدة سوف يتمكن مليونا مهجّر تقريباً من العودة إلى سورية في الأشهر القادمة، مشيرة إلى أن الحكومة السورية قررت إنشاء لجنة خاصة بالمهجرين تنسق مع كل الجهات بهدف تأمين الظروف الملائمة لتسهيل عودتهم إلى وطنهم.
وكانت روسيا جددت أول أمس دعوتها الدول الأوروبية إلى إلغاء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتعاون في تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الاتهامات التي يوجهها أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى روسيا برعاية الإرهاب تصل إلى حد الجنون، لافتاً إلى أن السؤال حول تمويل الإرهاب يجب توجيهه إلى البلدان التي تدعم المجموعات الإرهابية المتبقية في سورية.
وقال بيسكوف للصحفيين رداً على سؤال بشأن اقتراح عدد من أعضاء مجلس الشيوخ بتصنيف روسيا في قائمة الدول الراعية للإرهاب: هناك الكثير من ذوي الرؤوس الحامية في الهيئات التشريعية في مختلف البلدان، وبالطبع هم يسمحون لأنفسهم أحياناً بإطلاق تصريحات تصل إلى حد الجنون، ولكن عندما نرى الآن المجموعات الإرهابية المتبقية في سورية، ونحن ندرك تماماً من يمولها، يمكننا بالطبع توجيه السؤال المتوقع إلى دول أخرى ألا وهو من الممول الفعلي للإرهاب ومن الرعاة الحقيقيون للإرهابيين؟، معرباً عن أمله في احتفاظ موسكو بعلاقات بنّاءة مع واشنطن لأنها ليست فقط في مصلحة شعبي البلدين، ولكنها أيضاً مهمة للاستقرار والأمن في جميع أنحاء العالم.
إلى ذلك أكدت الباحثة والمستشرقة الهنغارية الدكتورة بيانكا شبيدل أن وضع المهجرين السوريين في الداخل أفضل بكثير ممن هم في الخارج وخاصة في لبنان وتركيا والبلقان وبعض الدول الأوروبية بسبب السياسات المتحكمة بكيفية تواجدهم فيها، مبينة أن الهجرة لم تعد مبررة، خاصة بعد القضاء على الإرهاب، وإنهاء الحرب في بلادهم، وإعادة الأمن والأمان إليها، وبينت شبيدل في حديث لـ “سانا” خلال زيارتها إلى سورية أنه رغم الحرب والإرهاب الذي ضربها على مدار سبع سنوات لا تزال دولة قوية ذات سيادة استطاعت أن تحافظ على وحدة أراضيها وتستعيد أمنها وأمانها، مشيرة إلى بطولات وإنجازات الجيش العربي السوري في إعادة الأمن والأمان لمعظم الأراضي السورية وصمود السوريين وإرادتهم لتجاوز المحن وبناء وطنهم، وأشارت إلى الخطر الذي يهدد أمن دول أوروبا من الإرهابيين الذين قدموا أنفسهم كلاجئين إليها، مشددة على ضرورة دعم ومساندة سورية في محاربتها للإرهاب.
وحول الرأي العام الغربي والأوروبي ترى شبيدل أن القليل من الصحفيين الغربيين يهتمون بالحقيقة بسبب ضغط بعض الحكومات والسياسات، ما شكّل عدم فهم دقيق للوضع في سورية، فكانوا يحاولون رمي الاتهامات على الدولة السورية دون تسليط الضوء على وجود الإرهاب المدعوم الذي قتل الأبرياء ودمّر البنى التحتية للبلاد.
وزارت شبيدل العديد من المناطق التي تضررت جراء الاعتداءات الإرهابية معربة عن حزنها وألمها لما رأته من آثار تخريب ودمار وأثره في نفوس السوريين، وخاصة الأطفال منهم، مضيفة سورية دولة استثناء بصمود شعبها وتمسكهم بوطنهم وتعايشهم المشترك المبني على المحبة والتضامن، معتبرة أن بلدها اتبعت سياسة محايدة حيال الأحداث في سورية كونها جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد سياسة مستقلة تماماً، لكنها لم تشجع وتدعم هجرة السوريين، آملة بإعادة إحياء العلاقات الثنائية بين البلدين في أسرع وقت.
وبحسب شبيدل فإن الأحداث الدامية في سورية تركت آثاراً نفسية سلبية لدى السوريين ما يستدعي تركيز الجهود والاهتمام في مجال الدعم النفسي، وخاصة للأطفال الذين هم أجيال المستقبل عن طريق المختصين، والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى، وتعاملها مع مخلفات الحروب، مبدية استعدادها للمشاركة في المشاريع التي تهدف إلى التعليم، وإعادة التأهيل النفسي للأطفال والشباب، وختمت شبيدل بقولها: سورية بلد الكرامة والجمال، ويجب أن يتذكر العالم أنها أرض ومهد الحضارات.
وفي بيروت أكد النائب اللبناني فادي الأعور أن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين تمثل إنجازات أساسية أعادت تصويب البوصلة في قضية الصراع مع العدو الصهيوني، وتقود إلى تحولات استراتيجية على المستوى العام في المنطقة، ولفت إلى أن هذه الإنجازات جاءت نتيجة امتلاك الجيش العربي السوري خبرات عالية خلال سنوات الأزمة والحرب الكونية على سورية التي قامت بها أمريكا والكيان الإسرائيلي والرجعية العربية وعلى رأسها النظام السعودي عبر أدواتهم الإرهابية، وأوضح الأعور أن جنوب سورية يعد خزاناً أساسياً في مواجهة العدو الصهيوني وكل من يتآمر على سورية، ولذلك كان مهماً جداً استعادته من الإرهابيين.
بدوره أكد الأمين العام لرابطة الشغيلة في لبنان النائب السابق زاهر الخطيب أن انتصارات سورية ومحور المقاومة على الإرهاب وداعميه أفشلت مخططات العدو الصهيوني الأمريكي والأنظمة الرجعية العربية في فرض وتمرير صفقة القرن المشبوهة على الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن المقاومة بمختلف أشكالها هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض المحتلة في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان، واستعادة كافة الحقوق المغتصبة.
من جهة ثانية أعلنت السلطات الاسترالية سحب الجنسية من خمسة إرهابيين انضموا إلى صفوف تنظيم (داعش) في سورية والعراق، وقال وزير الشؤون الداخلية الاسترالي بيتر دوتون في بيان: أستطيع أن أؤكد أن خمسة أفراد آخرين لم يعودوا مواطنين استراليين بسبب انضمامهم لتنظيم داعش في الخارج دون إعطاء تفاصيل عن هوياتهم.
وتقدّر السلطات الاسترالية عدد الأشخاص الذين غادروا استراليا وانضموا إلى تنظيم (داعش) الإرهابي بنحو 120 شخصاً.