تحقيقاتصحيفة البعث

من أجل الرشاقة حبوب ومستحضرات مجهولة المصدر للتنحيف.. وأضرار صحية متعددة!

 

بعد انقطاعها لأعوام، تعود النوادي الرياضية لتستعيد ألقها، وتفرض نفسها بقوة، حيث ازدادت في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار تلك القاعات الرياضية، أو ما تسمى (الجيم)، والمراكز الرياضية المجهزة بأجهزة حديثة التي ترتادها الكثير من النساء اللواتي يرغبن بتقليل وزنهن، إضافة لانتشار حبوب التنحيف من دون وصفة طبية، حيث تعمل الصيدليات في المحافظة على بيع الدواء من دون وصفة طبية!.
اشتراك رمزي
الدخول إلى هذه القاعات ليس بالشيء الصعب، وإنما فقط بدفع اشتراك شهري لا يتجاوز ثلاثة آلاف ليرة في أية قاعة موجودة، فأغلب القاعات تكون على شكل منزل صغير، أو شقة في قبو ضمن بناء سكني، ولم يعد الاشتراك في هذه القاعات مقتصراً على النسوة المتوسطات في العمر، وإنما المراهقات أيضاً، حيث تقول بيان، وهي طالبة في المرحلة الإعدادية لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها: إن وجود قاعة للتنحيف في منطقتهم أمر جيد، في بادئ الأمر كانت هناك صعوبة في الانضمام إليها بمعارضة الأهل، لكن جارتنا هي من أقنعتهم بذلك بعد أن استطاعت الحصول على جسم نحيف، وفقدان وزن في مدة شهر، مضيفة: الآن لا يوجد مكان في القاعة التي اكتظت بالنساء بمختلف الأعمار.

الهدف طبي
وعن الجانب الطبي تقول الطبيبة هدى سلوم، (اختصاصية نسائية): إننا مع الرياضة، والحفاظ على الجسم، وأن تكون المرأة في رشاقة دائمة، ولكن يجب الحذر من هذه الأدوية التي توصف معها لتخفيف الوزن، والتي تباع عند العطارين، أو حتى الصيدليات دون موافقة أو استشارة طبيب، والتي تؤدي فعلاً إلى التنحيف بشكل يؤدي إلى الموت البطيء، مبيّنة أن تخفيف الوزن يحتاج إلى حذر شديد، لأن هناك من يصفون أعشاباً خطيرة على الكلى والكبد، أو قد تسبب السرطان، أو العقم، وخلاف ذلك، وعليه فإنه يجب عدم استخدام أي من العلاجات العشبية لتخفيف الوزن، بل الإكثار من أكل الخضروات، والابتعاد عن الخبز الأبيض، واستبداله بالخبز البني، والمواد الدهنية، والألبان ومشتقاتها كثيرة الدسم، والأكل بين الوجبات، ويجب المشي يومياً لمدة ساعة ثلاث مرات في الأسبوع، فالعلاج الطبي والطبيعي هو الأفضل.

الإدمان على الأدوية
تعود سلوم لتوضح بأنه إذا كان تصنيف تلك الحبوب أو الكبسولات كمكملات غذائية أو فيتامينات، فهي تعمل على أنها مضاد للأكسدة، أي تساعد الجسم على تنشيط وتحفيز وتقوية الأنزيمات الهضمية، وليست بحارقة للدهون، وتضيف بأنه لا يوجد شيء في العالم حارق للدهون، إنها المعادلة الأبدية، وهي اتباع الحمية الغذائية المناسبة، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، وتبيّن سلوم بأن جميع المكملات والفيتامينات التي تساعد على تخفيف الوزن لا تتجاوز نسبة نجاحها ٣%، بالإضافة إلى ٣٠٪ كعامل نفسي يؤثر على نزول الوزن.

اختلاف آراء
ولا تنكر السيدة أم آدم إقبالها على تناول حبوب تخفيض الوزن التي تجد بأنها مجدية، خاصة مع الأوزان الثقيلة التي تجد صعوبة في خفض وزنها في أشهر معدودة، متحدثة عن تجربتها في الالتحاق بالصالات الرياضية، واتباع الحمية التي استنزفت منها الكثير من الأموال، وساعدتها على خفض وزنها، إلا أن الوزن ثبت عند حد معين، ما اضطرها إلى تناول حبوب خفض الوزن من أجل تسريع عملية إنقاصه، غير مكترثة لما يتردد حول أضرار تلك الحبوب، خاصة أنها جربت الكثير منها ولم تتضرر!.

تجربة قاسية
تختلف معها صديقتها التي رافقتها في تلك التجربة، والتي ترى بأن حبوب “التخسيس” تحمل الكثير من الأضرار البالغة على الجسم من خلال واقع تجربتها، حيث بدأت البشرة لديها تجف وتصاب بالبهتان، كما أنها بدأت تتعرّض لتساقط الشعر، الأمر الذي دفعها إلى استخدام الأعشاب الطبيعية من خلال وصفات العطارين مثل: “الليمون، والزنجبيل، والكمون” الذي ساعد على خفض وزنها، كذلك بعض الأعشاب القديمة التي وصفها العطار لها حتى بدأت تشعر بالفاعلية التي بدت عليها دون آثار تذكر بخلاف حبوب “التخسيس” التي تتصف بأنها باهظة الثمن، بالإضافة إلى أضرارها الصحية.

هوس مخيف
يبقى هوس النساء بقاعات تخفيف الوزن كبيراً جداً، وهذا أمر طبيعي، فهن يرغبن في الحصول على جسم رشيق، وارتداء ملابس لمواكبة الموديلات الحديثة، من حيث التغيير بالشكل والمظهر، لكنه بات أمراً مقلقاً وصل حد الهوس عند بعض الفتيات.
تقول أم ريان، صاحبة ناد رياضي، ومدربة لياقة: إن الرياضة والرشاقة أصبحت ضرورية للمرأة في كل العالم، وخاصة سيدات هذا المجتمع، لأنهن يأكلن الطعام الدسم، لذلك التمارين وحدها تكفي في حال اتباع حمية غذائية، وتعود أم ريان لتؤكد بأن الغيرة عند بعض النساء هي السبب الكبير خلف ذلك الهوس، والمهووسات بحبوب خفض الوزن، وكذلك تناول أنواع مختلفة من الأعشاب حتى يستطعن مجاراة الموضة!.
وتذكر لنا أم ريان قصة طفلة لا يتجاوز عمرها عشر سنوات جاءت بناء على رغبة والديها في تخفيف وزن ابنتهما كونها تعاني من السمنة، وهذه غاية طبية إلى حد ما، ولكن ما يثير القلق على حد قولها دخول السيدات في النادي لمجرد تخفيف الوزن، والحصول على جسم رشيق في ظل غياب تام لفوائد الرياضة على الصحة بشكل عام، كما تؤكد أنها ضد التشجيع على تناول أية مستحضرات تنحيف لنتائجها المستقبلية على الصحة، والمخاطر التي من الممكن أن تحصل على المدى البعيد لتناولها، كما دعت لعدم السماح بصرف تلك المستحضرات دون وصفة طبية من الطبيب المختص في حال الضرورة!.
دعاء الرفاعي